قبل الإغلاق القسري بسبب تفشّي فيروس “كورونا”، قام Casino de Montréal بفرد السجاد الأحمر للعديد من قادة الجريمة المنظّمة في مونتريال، حتى أنّه ذهب إلى حد تقديم غرف فندقية مجانية ووجبات عشاء في المطاعم وتذاكر للعروض.
وفي حالة على سبيل المثال، اعتُبِر ستيفانو سوليسيتو، أحد زعماء المافيا الرئيسيين، واحداً من أفضل 10 لاعبين في الكازينو عام 2019، إثر بضعة أشهر فقط من إطلاق سراحه من السجن بتهم العصابات والتآمر لتهريب الكوكايين، وذلك بعدما أصبح لاعباً منتظماً منذ فترة طويلة في منزل قمار إيل نوتردام، وإذا كانت الحكومة قد وضعت حزمة إجراءات لمواجهة التسلّل وغسيل الأموال من الجريمة المنظّمة في الكازينو، فإن الأمر مختلف تمامًا في بيوت القمار.
وإذ حتى لو علموا أنّ الأموال كانت من أصل مشكوك فيه، فإن مديري الكازينو و”لوتو كيبيك” لم يفعلوا شيئاً حيال ذلك، والأسوأ من ذلك، جرى تشجيعه على استخدام بطاقة الامتياز الخاصة به والمخصصة لأعظم اللاعبين، والتي تسمى أيضاً بطاقة Bijou ، وتؤهل حاملها للحصول على مجموعة من الهدايا.
واكتشفت الشرطة من Sûreté du Québec بطاقات كازينو، بما في ذلك واحدة في درج سفلي، حيث يهتم موظفو الكازينو، الذين يُطلق عليهم “المضيفون التنفيذيون”، بإفساد اللاعبين الكبار، بما في ذلك المجرمين المشتبه في قيامهم بغسل الأموال.
الغولف والفندق الفاخر
ولم يتردد سوليسيتو في المطالبة بهداياه، حيث في التسجيلات التي حصل عليها مكتب التحقيقات لدينا، طلب أن يتم حجز “رباعية ” له في نادي Le Mirage للغولف.
وفي مكان آخر، طلب “غرفة جميلة” في فندق Quintessence الفاخر في مونت تريمبلانت. عندما يطلب منه المدير رقم بطاقته الائتمانية لحجز الغرفة، يتم إبعاده.
كما تمَّ رفع مستوى لعبه في عام 2016، فرفض يومها القاضي دانييل بيدارد طلبه للإفراج بانتظار المحاكمة.
دلّل اللاعبين الكبار
وأفادت مصادر مطلعة بأنّ الكازينو يعامل لاعبيه الكبار بقليل من المرح، حتى لو كانوا قادة للجريمة المنظمة، فـ Sollecito ليس المجرم الرئيسي الوحيد الذي يتردد على المكان، هناك قادة مافيا آخرون، بالإضافة إلى مجرمين مرتبطين بملائكة الجحيم، حيث قال مسعود عبده، الخبير في الامتثال المالي: “هذا مشكوك فيه .. غير مقبول على الإطلاق، ورغم ذلك فإنّ موارد الكازينو محدودة لمكافحة هذه الظاهرة، يمكن أن يكون أحد الحلول هو فرض اقتطاع على الأرباح أو ضريبة على مبالغ مشكوك في الأصل”.
في بعض الأحيان ، تم رفض الأوراق النقدية التي استخدمها ستيفانو سوليسيتو للعب في الكازينو. لذلك عندما وزع مبلغًا نقديًا في سبتمبر 2015 ، تم تسليمه 1900 دولار. السبب ؟ كانت الأوراق النقدية متعفنة أو محترقة. في حالات أخرى ، كانت العملات الورقية عبارة عن فئات قديمة يعود تاريخ بعضها إلى عام 1975.
إلى ذلك، فإنّ صالة الرهانات العالية المخصصة لأكبر اللاعبين تجذب المجرمين أيضاً، فللوصول إليها، يجب أن تمتلك بطاقة امتياز، تعتمد على المبلغ الذي تلعب على أساسه، ومنها يجري الانتقال إلى بطاقة الامتياز ثم Prestige plus، فتزيد الهدايا حسب نوع البطاقة، ويتم أيضاً إرجاع نسبة مئوية نقدًا ، مثل بطاقات Air Miles التي تتيح لك الحصول على هدايا أو خصومات نقداً.
وباء في الغرب
ووفقاً للجنة العليا لحقوق الإنسان والديمقراطية، فإن “حجم العملة المتداولة في الكازينوهات يسمح للجريمة المنظمة بإخفاء الأموال غير المشروعة بشكل فعال، على الرغم من حقيقة أن الكازينوهات مطالبة بإبلاغ وكالة حكومية (مركز تحليل المعاملات المالية والتقارير في كندا) عن جميع المعاملات النقدية الكبيرة التي تبلغ 10000 دولار أو أكثر”.
ففي بريتيش كولومبيا، بلغ غسيل الأموال في الكازينوهات أبعاداً لدرجة أن الحكومة غيّرت اللوائح في محاولة للحد من ذلك، كما تمَّ إنشاء لجنة تحقيق عامة في غسيل الأموال، هي لجنة كولين، في تلك المقاطعة.
لوغو ” غير مقبول “
رئيس الوزراء فرانسوا لوغو و في أول رد فعل على هذا التقرير قال”أجد أن هذا غير مقبول. لا يمكن أن يكون لوتو كيبيك هناك للمساعدة في غسل الأموال من الجريمة المنظمة”
وأضاف ” من المخيف جدا ان اقول ان الناس الذين يعملون فى الجريمة المنظمة يتم تشجيعهم تقريبا على غسيل الاموال وحتى تقديم الهدايا لهم ” .
وأكد ان الحكومة ستقرر ” ما سيحدث بعد ذلك ” بناء على ” أجابات واضحة سيحصل عليها وزير المالية من لوتو كيبيك .
وقد دعت احزاب المعارضة الى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لالقاء الضوء على وجود الجريمة المنظمة فى كازينوهات لوتو كيبيك .
المصدر : Journal de Montreal