اخبار كندا : بعد قضاء سنوات طفولتها الأولى في الفرار من الصراع، والعيش كلاجئة في تركيا، تصف سيدرا الشمالي، إبنة الـ12 عاماً، وصولها إلى كندا قبل أربع سنوات بدفء وامتنان، وتقول: “كندا أوّل مكان شعرنا بالترحيب فيه. شعرنا أننا ننتمي إلى هنا”.
وصلت سيدرا وعائلتها إلى كندا عام 2016 بعد رحلة غير مباشرة، أشعلتها الحرب السورية، واليوم، تصف نفسها بأنّها طالبة كندية عادية إلى حدٍّ ما في الصف السابع وفنانة ناشئة، لكنها تعيش أيضاً مع قلق مزعج بشأن وضع عائلتها في منزلهم بالتبنّي.
وأضافت: “كان الأمر مُرهقاً للغاية. نريد فقط أنْ نستيقظ من حلم طويل ندرك أنّنا أخيراً مواطنون كنديون”.
فمثل العديد من اللاجئين السوريين الذين وصلوا مؤخّراً إلى كندا، فإنّ سيدرا وعائلتها مقيمون دائمون في طريقهم لأنْ يُصبحوا مواطنين كاملين، وقد تمَّ تأجيل هذه العملية إلى أجل غير مُسمّى منذ 14 آذار / مارس 2020، عندما ألغت الحكومة الكندية جميع اختبارات الجنسية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
ويغطي الاختبار المكوّن من 20 سؤالاً، الثقافة الكندية وحقوق ومسؤوليات المواطنين، ليشكّل مطلباً لجميع المواطنين المحتملين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و54 عاماً.
“حياتنا في طي النسيان”
تقدّم والدا سيدرا بطلب للحصول على الجنسية منذ أكثر من عام، وينتظران بفارغ الصبر موعداً لإجراء الاختبار، لكن حتى الآن، ليس لديهم ما يشير إلى موعد حدوث ذلك، وسأل أحمد الشمالي (والد سيدرا): “ماذا يحدث، ما هي الخطوة التالية؟”
كانت عائلة الشمالي من بين حوالى عشرة أشخاص شاركوا في مسيرة يوم الأحد في ميدان ناثان فيليبس في تورنتو، للمطالبة بإعادة اختبارات الجنسية الكندية، وحمل البعض لافتات تطلب من دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية: “هل نسيتنا؟”.
يروي المُقيمون الدائمون الآخرون قُصصاً مماثلة لفترات الانتظار الطويلة مع معلومات قليلة أو معدومة حول حالة طلباتهم.
قال راجيش كالوا (مطوّر برامج جاء إلى كندا من الهند في عام 2012، وهو مقيم دائم منذ عام 2017): “مرّت 16 شهراً وما زلت أنتظر أي نوع من الرد”.
كلوا وزوجته لديهما إبنة عمرها 11 شهراً، وكانا يأملان في السفر إلى الهند لرؤية والديه، لكنه قال: “الرحلة مُعلّقة لأنّه يخشى أنّ الخروج من البلاد عند استئناف الاختبارات قد يؤدي إلى تأخير طلبه. في الوقت الحالي، حياتنا في طي النسيان”.
أوتاوا ستنظر في الاختبارات إلكترونياً
وعلى الأثر، وعدت دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) بتزويد المتقدّمين للحصول على الجنسية بمعلومات حول مواعيد الاختبارات المستقبلية “في أقرب وقت ممكن”، على الرغم من أنّ الحكومة قالت بأنّها لا تستطيع توفير أوقات معالجة دقيقة، لأنها لا تزال تعطي الأولوية لمساعدة الكنديين الذين يحاولون العودة إلى البلاد من الخارج.
وأكدت أوتاوا أنّها تستطيع معالجة طلبات الجنسية العاجلة فيما تسميه “حالات خاصة”، على الرغم من أن معايير هذه العملية ليست محددة بوضوح، كما تمَّ تأجيل بعض فعاليات المواطنة الشخصية الأخرى، بما في ذلك الاحتفالات، إلى أجل غير مسمى منذ آذار / مارس.
وقال متحدّث بإسم IRCC في سبتمبر / أيلول بأنّها “تدرس خيارات لاستئناف الخدمات، والتي يمكن أن تشمل اختبارات الجنسية عبر الإنترنت”، فيما أثار خبراء هجرة آخرون مخاوف بشأن نزاهة الاختبارات عبر الإنترنت.
لكن مع عدم وجود نهاية فورية للوباء في الأفق، يقول الأشخاص الذين ينتظرون معالجة طلباتهم إن الحكومة يجب أن تستأنف الاختبار بشكل ما، سواء من خلال اعتماد تدابير التباعد الجسدي أو عن طريق نقل الاختبارات عبر الإنترنت.
استأنفت أستراليا اختبارات الجنسية الشخصية في حزيران / يونيو “وفقاً للإرشادات الصحية” بعد تعليقها في وقت سابق من هذا العام، وقال كلوا بأنّ المحور العالمي نحو الاتصال عبر الإنترنت وعن بعد في المدارس وأماكن العمل أثناء الوباء يظهر أن الاختبارات عبر الإنترنت يجب أن تكون ممكنة، وإذا كان بإمكان جامعة أو كلية الانتقال من ثقافة الفصل الدراسي إلى ثقافة عبر الإنترنت، ويمكنهم التكيف تماماً … لماذا لا تستطيع الحكومة إجراء اختبار الجنسية عبر الإنترنت؟”.