يشعر الكثير من سكان كيبيك أن وقت الحرية قد حان الآن، وذلك مع اقتراب المقاطعة السريع من تقديم الجرعة الأولى من لقاحات COVID-19، لـ 75٪ من السكان البالغين.
فإذا كانت الجرعة الواحدة توفر الحماية من خطر الإصابة بمرض شديد أو الموت، كما يجادل البعض، فلماذا لا يتم فتح الأبواب أمام التواصل الاجتماعي والمخاطرة بحدوث بعدوى خفيفة؟
أشار خبراء الصحة إلى وجود عدة أسباب قد تجعل من هذه الفكرة كارثية، نظراً لأن أكثر من ثلث إجمالي سكان كيبيك لا زالو غير محصنين، بالإضافة إلى أن نظام الرعاية الصحية على حافة الإنهاك، ناهيك عن التحفظات الجادة حول مستوى الحماية التي توفرها جرعة واحدة.
مع العلم أن تلقيح 75٪ من السكان البالغين في كيبيك يعني أنه لا يزال هناك أكثر من 3 ملايين شخص لم يتلقوا جرعة واحدة، عندما تتم إضافة فئة السكان الذين يبلغون أقل من 18 عام إلى نسبة 25٪ من البالغين الذين لم يتم تطعيمهم بعد.
وأشار الدكتور Donald Vinh، خبير الأمراض المعدية في المركز الصحي بجامعة McGill، إلى أن الدراسات أظهرت أن الحصول على جرعتين يمكن أن يقلل من خطر الانتقال للآخرين بنسبة 50-70٪. إلا أن فعالية جرعة واحدة في الحد من القابلية للانتقال غير معروفة حتى الآن.
وهناك أيضاً شريحة من السكان لن تكون محمية حتى لو تم تلقيحهم. و أظهرت الدراسات القادمة من إسرائيل، حيث تلقى 56٪ من السكان جرعتين، أن بعض مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي ومرضى زرع الأعضاء يستجيبون بشكل سيئ للغاية للجرعات الأولى وحتى الثانية، وأن أجسامهم غير قادرة على إنتاج الأجسام المضادة اللازمة.
و في الوقت نفسه، أظهرت دراسة نُشرت في أواخر أبريل/نيسان في المملكة المتحدة، حيث تلقى 55٪ جرعة واحدة و 30٪ جرعتين، أن المشاركين في البحث الذين تلقوا جرعة واحدة فقط من لقاح Pfizer-BioNTech، والذين لم يصابوا بالمرض من قبل، كان لديهم استجابة مناعية أضعف بكثير لمتغير B.1.1.7 الذي تم اكتشافه لأول مرة في المملكة المتحدة من أولئك الذين حصلوا على جرعتين. و أظهرت الاختبارات أن مستويات الأجسام المضادة الخاصة بB.1.1.7 لدى الأشخاص الذين خضعوا للاختبار مع جرعة واحدة كانت أقل ب11 إلى 25 مرة من أولئك الذين حصلوا على جرعتين. وكتب المؤلف المشارك Danny Altman : “تشير بياناتنا إلى أن تلقي جرعة واحدة فقط يترك الناس عرضة للمتغيرات المثيرة للقلق”.
و يعدُّ تفشي المرض في Mega Fitness Gym الذي أدى إلى إصابة أكثر من 600 شخص بمتغير B.1.1.7 في مدينة كيبيك مثالاً على ما يمكن أن يحدث إذا أرخينا دفاعاتنا.
وبيّن الدكتور Dr. François Marquis، رئيس طب الرعاية الحرجة في مستشفى Maisonneuve-Rosemont:”نعلم أن حالة تفشي واحدة من المتغيرات يمكن أن تنتشر بسرعة لتطغى على مستشفى صغير أو حتى مستشفى كبير في مونتريال. وبحلول الوقت الذي نكتشف فيه ما يحدث، يمكن أن ينتشر المتغير إلى مناطق أخرى ويمكن أن نفقد السيطرة”.
الهدف الحالي هو إعادة الفتح تدريجياً ومراقبة حالات تفشي المرض والسيطرة عليها، حيث يمكن توقع حدوثها مع تخفيف القيود. وشبّه ماركيز هذا النظام بإعادة فتح مصدر المياه بعد إجراء أعمال سباكة مكثفة في المنزل قائلاً: “لا تقوم بفتح الضغط الكامل لأن ذلك قد يكون كابوساً، مع وجود تسربات في كل مكان. هذه هي فكرة إعادة الفتح التدريجي: إذا كانت منطقة تعاني من شيء ما ، فلا يتعين عليك إغلاق المقاطعة بأكملها، فقط المناطق الإشكالية”.
كما أكّد أنه وعلى الرغم من قلّة مرضى COVID-19 في Maisonneuve-Rosemont، فإن آثار المرض دمّرت المستشفى، وقلل من عدد الممرضات والأخصائيين التنفسيين، وقلل أيضاً من توافر الأسرّة ومساحات غرفة العمليات بنسبة 50٪.
وأشار إلى أنه يعتقد أن خطة حكومة كيبيك لإعادة الفتح التدريجي كانت سليمة، ونوّه إلى ضرورة المرونة في اتخاذ القرارات: “لا وجود للخطة المثالية. عليك فقط أن تضع الخطة، ثم تتعامل مع العواقب”.
المصدر: Montreal Gazette