بعد أن وافقت وزارة الصحة الكندية على لقاح COVID-19 للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 11 عاماً وأتاحت حجز المواعيد في Clic-Santé، يجب أن يتمكن معظمهم من الحصول على جرعة واحدة على الأقل قبل موسم الأعياد.
إلا أن بعض الأهالي لا يزالون مترددين بخصوص تلقيح أطفالهم. ويشعر البعض بالقلق من التهاب عضلة القلب، على الرغم من أن المخاطر منخفضة للغاية وتقتصر إلى حد كبير على الشباب في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات من العمر بدلاً من الأطفال الصغار.
تجدر الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من حالات التهاب عضلة القلب التي تمت ملاحظتها كانت حالات خفيفة و تمّ حلها باستخدام مضادات الالتهاب.
ويتساءل العديد من الأهالي أيضاً عما إذا كانت اللقاحات ضرورية للأطفال الصغار. ويعتبرون أن الأطفال لا يمرضون بفيروس COVID-19، بينما يشكل الأطفال في الواقع جزءاً متزايداً من الإصابات الجديدة.
و في حين أن العديد من الأطفال قد يختبرون أعراض خفيفة فقط، إلا أن الكثير منهم لا يفعلون ذلك.
حيث ساءت حال بعض الأطفال لدرجة دخولهم العناية المركزة، وبعضهم أصيب بمضاعفات مثل متلازمة الالتهاب متعدد الأجهزة عند الأطفال (MIS-C)، مما يعني في الواقع أن COVID-19 يشكل خطراً أكبر للإصابة بالتهاب القلب مقارنةً باللقاح.
ولسوء الحظ، توفي مئات الأطفال بسبب COVID-19. ووفقاً للمركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها(CDC) ، توفي 94 طفل في الفئة العمرية من 5 إلى 11 عاماً بسبب COVID-19 خلال الوباء.
ومن ناحية أخرى، يحجم بعض الأهالي عن تلقيح أطفالهم لأنهم يعتقدون أن اللقاحات لن تفعل شيئاً للحد من انتشار الفيروس. و سمعوا أن اللقاحات تحدّ فقط من شدة الأعراض دون منع العدوى.
جاءت هذه الفكرة من دراسات اللقاح الأصلية حيث لم يتم اخبتار المشاركين في COVID-19 إلا إذا ظهرت عليهم أعراض. لذلك ادعى النقاد بعد ذلك أن الإصابات التي لا تظهر عليها أعراض لم يتم تشخيصها وأن الفيروس استمر في الانتشار دون عوائق بين الناس، وإن كانت أعراضه أقل حدة.
يستند هذا المنطق أيضاً إلى افتراض خاطئ مفاده أن بعض الأشخاص الملقحين لا يزالون عرضة للإصابة بالعدوى، فإن اللقاح لم يمنع العدوى لدى الآخرين.
لكن يكفي أن ينظر المرء في كيفية تطور الوباء بعد إطلاق اللقاح لمعرفة تأثير اللقاحات على انتشار المرض. حيث تمنع اللقاحات كلاً من الحالات المصحوبة بأعراض أو بدون أعراض وتحد من انتشار المرض بين السكان.
إلا أن اختبار ذلك في بيئة بحثية معقدة سيتطلب اختبار الأشخاص بانتظام للكشف عن COVID-19 سواء ظهرت عليهم أعراض أم لا. وعندها فقط يمكنك أن تثبت بشكل قاطع أن العدد الإجمالي للعدوى أقل لدى الأفراد الملقحين مقارنةً بغير الملقحين. لكن ولأسباب عملية، من الصعب القيام بذلك لدى عامة السكان، لأن اختبار الأشخاص بشكل متكرر أمر معقد من الناحية اللوجستية.
والجدير بالذكر أن العديد من مؤسسات الرعاية الصحية والمستشفيات أجرت اختبارات منتظمة على موظفيها أثناء الوباء لأسباب واضحة. وسيسمح تحليل هذه البيانات للباحثين بمعرفة ما إذا كانت اللقاحات منعت انتشار COVID-19 حتى بدون ظهور أي أعراض. علماً أن البيانات القادمة من الولايات المتحدة أظهرت أن اللقاحات حدّت من انتشار الفيروس. وكان الموظفون غير الملقحين أكثر عرضة ب10 مرات للإصابة بعدوى دون أعراض. و بالطبع، إذا كنت أقل عرضة للإصابة بالمرض، فستقل احتمالية نقل الفيروس للآخرين.
يتشبث بعض الناس بفكرة أنه يمكنهم أن يصابوا بالعدوى دون أن يحتاجوا لتلقي اللقاح نظراً لأنهم لا يعتبرون معرضين للخطر. لكنهم يتجاهلون أن الشباب الأصحاء مرضوا بشدة وماتوا، وأننا نحصل على اللقاح ليس فقط لحماية أنفسنا، بل لحماية من حولنا والأشخاص الذين نحبهم.
المصدر: Montreal Gazette