لكي تستطيع السلطات الصحية إيصال كيبيك إلى معدل تلقيح 80٪ الضروري لقمع COVID-19، يجب أن يجدوا طريقةً لإقناع ربع السكان الذين ما زالوا مترددين في الحصول على اللقاح.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي المنتظمة التي أُجريت منذ بداية الوباء أن عدد الأشخاص المترددين في الحصول على لقاح COVID-19 ظلّ مستقراً عند 25٪، ويشمل ذلك 8٪ من أولئك الذين يعتبرون مترددين للغاية.
وكان أولئك الذين ينتمون إلى الفئة العمرية 25-44 من بين الأشخاص الأكثر تردداً والذين لا يخشون الإصابة بالمرض.
وأوضح عالم الأنثروبولوجيا الطبية Ève Dubé، الباحث في المجموعة العلمية المعنية بالتحصين في المعهد الوطني للقاحات في كيبيك (INSPQ)، أن الخوف من الآثار الجانبية السلبية، إلى جانب عدم الثقة العامة في اللقاحات هما السببان الرئيسيان المذكوران.
و انقسم تردد اللقاح بالتساوي بين النساء والرجال. وأشار Dubé إلى أن سكان كيبيك أقل احتمالية من معظم نظرائهم في المقاطعات لأن يكونوا مترددين، بسبب ثقتهم في السلطات الصحية.
ووجدت الدراسات الاستقصائية أيضاً أن أولئك الذين حصلوا على مستويات تعليمية أعلى هم أقل تردداً، مثل الأشخاص الذين يعيشون في مراكز حضرية أكبر، ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى أن سكان المناطق النائية كانوا أقل تعرضاً للمرض.
كما أعربت السلطات الصحية عن ارتياحها لأن مشكلة التلقيح أقل تسييساً في كندا مقارنةً في الولايات المتحدة، حيث وجد استطلاع حديث لـ NPR-PBS NewsHour-Marist أن 49٪ من الرجال الجمهوريين لا يخططون للتلقيح.
ويكمن الأمل أيضاً في حقيقة أن ارتفاع معدّلات التلقيح سيشجع الناس على تلقي اللقاح.
وتم تجسيد هذا التطور أيضاً في دراسة استقصائية أجريت على 2000 كندي، حيث وجدت أن استخدام الكمامات زاد بشكل كبير طوال فترة الوباء خصوصاً بعد أن فرضت السلطات استخدامها. وانخفضت نسبة الرافضين لارتداء الكمامات إلى 1٪ بحلول ديسمبر/كانون الأول بعد أن كانت 16٪ عند بداية انتشار استخدامها.
وأوضح Roxane de la Sablonnière، أستاذ علم النفس في جامعة مونتريال والباحث الرئيسي في الدراسة التي ستصدر الأسبوع المقبل: “الناس كائنات اجتماعية، وهم يميلون إلى اتباع الأعراف الاجتماعية”.
ووجدت الدراسة أن أولئك الذين اعترضوا على ارتداء الكمامات من المحتمل أن يقاوموا التلقيح. و ذكر معظم المستجيبين أن القيود المفروضة على حرياتهم هي السبب الرئيسي للاعتراض.
وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة شيربروك عام 2014 على 8700 مشارك في Eastern Townships أن التردد في اللقاح آخذ في الازدياد، حيث تردد واحد من كل ثلاثة في أخذ اللقاحات أو إعطائها لأطفالهم. وقال 13٪ إنهم مترددون للغاية بشأن اللقاح، و 19٪ منهم مترددون إلى حد ما.
وتضمنت الأسباب التي تم الاستشهاد بها الاعتقاد بأن الأطفال يتلقون الكثير من اللقاحات، وأن أسلوب الحياة الصحي يمكن أن يلغي الحاجة للقاح، وأن استخدام الأدوية البديلة يوازن احتياجات اللقاحات.
كما تضمنت العوامل المرتبطة بالتردد: عدم التلقيح ضد الأنفلونزا، والدخل المنخفض أو المتوسط ، وعدم الثقة في سلطات الصحة العامة.
وأكّد وزير الصحة كريستيان دوبي أن مكافحة التردد في اللقاح أمرٌ معقد لأن الأسباب الكامنة وراءه متنوعة للغاية ولا توجد استراتيجية موحّدة تناسب الجميع.
و قال في تصريحٍ له في أواخر أبريل/ نيسان إن السياسة القسرية المتمثّلة في إجبار 35٪ من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين لم يتم تلقيحهم بعد على تحمّل ثلاثة اختبارات لـ COVID-19 أسبوعياً كان لها تأثير على التردد.
كما لمّحت حكومات المقاطعات، بما فيها حكومة كيبيك، أن نزهات مثل المطاعم أو الحفلات الموسيقية لن تكون ممكنة بدون مستوى معين من التلقيح.
وأشار دوبي إلى أن توفير وصول أسهل للقاحات لدى العمال ذوي الدخل المنخفض الذين يترددون في التغيب عن العمل، يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في التغلب على هذا التردد.
وأضافت الدكتورة Caroline Quach-Thanh، أستاذة علم المناعة في جامعة مونتريال وأخصائية طب الأطفال في مستشفى Ste-Justine، أن الموظفين أخبروها أنهم مترددون لأن لديهم أسر في بلدان أخرى تنصحهم بعدم تلقي اللقاح.
وكان النهج الأكثر فاعلية الذي توصّلت إليه هو الاستماع بحرص، ومحاولة الإجابة بهدوء على أسئلة الأشخاص.
ولكن يمكن أن تستغرق هذه العملية وقتاً طويلاً. حيث أخبرتها إحدى النساء أنها تلقت اللقاح بعد محادثات دامت 3 أشهر ، وهي تقوم بإقناع الآخرين حالياً.
المصدر: Montreal Gazette