ستتلقى شركة Air Canada حزمةَ إغاثةٍ تقدَّر بمليارات الدولارات، من قبل الحكومة الفيدرالية، وفي مقابل ذلك، ستقوم شركة الطيران بإعادة المسارات المحلية, واسترداد العملاء الذين ألغيت رحلاتهم بسبب جائحة COVID-19.
وبعد أشهر من إطلاق شركات الطيران ، مفاوضاتٍ بشأن خطة الإنقاذ، أعلنت شركة Air Canada، والحكومة الفيدرالية مساء الاثنين، أن أكبر شركة طيرانٍ في البلاد، سوف تحصل على ما حوالي 5.9 مليار دولارٍ، على هيئة قروضٍ منخفضةِ الفائدة وتمويل الأسهم.
وبموجب شروط هذه الصفقة، سوف تشتري الحكومة ما قيمته 500 مليون دولاراً من الأسهم في شركة الطيران هذه، بخصم 15% من سعر تداولها الأخير، و عبر مؤسسة تمويل الطوارئ الكندية (CEEFC)، كما أن حصتها، تبلغ حوالي 6%.
سيُطلب من شركة الطيران، أن تقوم بتسديد قروض بقيمة 4 مليارات دولاراً، من خلال برنامج مرفق التمويل الطارئ لأصحاب العمل الكبير (LEEFF).
وقالت وزيرة المالية Chrystia Freeland خلال مؤتمر صحفي: “تضع هذه الاتفاقية معياراً لكيفية تصميم مثل هذه التدخلات، مع مراعاة مصالح الكنديين والعاملين في المقام الأول. هذه صفقةٌ جيدة”.
كان وضع قطاع الطيران في البلاد صعباً جداً، منذ مارس/آذار الماضي. حيث قامت أكبر شركتي طيران في كندا، وهما Air Canada و WestJet، بتسريح الآلاف من الموظفين، وإلغاء العديد من مسارات الرحلات الجوية. كما قامت شركات Porter و Sunwing و Air Transat بتسريح معظم الموظفين، وإيقاف خدماتهم.
وقد ناشدت شركة طيران Air Canada ومنافستها WestJet، للحصول على المساعدة لأشهرٍ، في ظل انخفاض الطلب.
قاومت أوتاوا، مطالبة شركات الطيران باستعادة بعض الخطوط الإقليمية التي أوقفتها، كما وعدَت بإعادة أموال الركاب الذين لم يتمكنوا من القيام برحلات قاموا بحجزها.
وبموجب شروط الصفقة، يمكن لشركة Air Canada أن تقترضَ مبلغ 1.5 مليار دولارٍ، في شكلِ تسهيلٍ ائتماني متجدد مضمون، بعلاوة 1.5% على السعر المعروض بالدولار الكندي، ومبلغاً آخراً وقدره 2,475 مليار دولارٍ أخرى في شكل ثلاث تسهيلات ائتمانية، غير مضمونة وغير متجددة، بحيث تقسم ل 825 مليون دولاراً لكل تسهيل ائتمانيّ منها.
قال Michael Rousseau، رئيس شركة الطيران والمدير التنفيذي لها، أن السيولة “توفر طبقةً مهمةً من التأمين لشركة طيران Air Canada”.
تتضمن الحزمة عدداً من الشروط التي كانت نقاط خلافٍ في التفاوض على القرض.
حيث يتوجب على الشركة، أن تردّ أموال الأشخاص الذين أُلغيت رحلاتهم العام الماضي بسبب جائحة COVID-19. وتقدم الحكومة 1.4 مليار دولارٍ في شكل قرضٍ قابلٍ للسداد، لتساعد شركات الطيران على سداد المبالغ المستردة لأصحابها.
التزمت شركة الطيران Air Canada، باستعادة الرحلات الجوية على جميع المسارات الإقليمية المعلقة تقريباً
ووافقت على وضع حد أقصى، لتعويضات المسؤولين التنفيذيين، عند مليون دولارٍ، والتخلي عن جميع عمليات إعادة شراء الأسهم، ودفع جميع أرباح الأسهم للمساهمين.
وقالت الشركة أيضاً، أنها ستَمضي في عمليات الشراء المخطط لها لـ 33 طائرةً من طراز Airbus SE 220، و 40 طائرةً من طراز Boeing Co 737 MAX.
كما التزمت الشركة بالاحتفاظ بما يقارب 15000 موظف، والالتزام باتفاقيات المفاوضة الجماعية، وحماية معاشات العمال.
ويذكر أن الشركة في العام الماضي، قد ألغت أكثر من 20 ألف وظيفة، أي حوالي نصف قوتها العاملة.
قال رئيس Unifor الوطني، Jerry Dias، أن الحكومة، وشركات الطيران، أبرما صفقةً قويةً من شأنها حماية العملاء، والوظائف، والطرق الإقليمية.
قال Dias في مقابلةٍ هاتفيةٍ مساء الاثنين: “إنه وضع يربح فيه الجميع. إن الربح يتحقق من الكثير من الصناديق، ودافعي الضرائب ليسوا على الدفاتر لأنها كلها قروض”.
وقالت Freeland، أن الحكومة تقوم بمفاوضاتٍ حالياً، بشأن حزم الإغاثة المتعلقة بشركات الطيران الأخرى.
وقالت: “إننا نُجري مناقشاتٍ جيدة مع WestJet. المتطلبات العامة الأساسية لحكومة كندا، سوف تكون هي نفسها – (أهمية المبالغ المستردة، واستعادة الطرق الإقليمية، والحفاظ على التوظيف، والقيود المفروضة على تعويضات المسؤولين التنفيذيين) – لكنّ الشكل الدقيق للاتفاقية، سيتغير بحسب احتياجات كل شركة طيران”.
الصفقة هذه، تجعل كندا واحدةً من آخر دول مجموعة الدول السبع، التي توصلت إلى اتفاق تساعد فيه صناعة الطيران خلال الوباء، وشركة طيران Air Canada هي شركة الطيران الوحيدة التي تتلقى دعماً مالياً حتى الآن. وكانت الولايات المتحدة قد قدمت أكثر من 50 مليار دولارٍ أمريكيٍّ، في شكل منحٍ وقروضٍ وبرامج أخرى لشركات الطيران التابعة لها، بينما قدمت فرنسا 12 مليار دولاراً أمريكياً فقط لشركة Air France-KLM.
قال Freeland: “أردنا صفقةً جيدة، وليس مجرد صفقة، وأحياناً، ربما يستغرقُ الحصول على صفقةٍ جيدةٍ بعض الوقت”.
وفي بيانٍ عبر البريد الإلكتروني، قالت شركة WestJet أنها ستقدّمُ تحديثاتٍ حول ما توصلت إليه مناقشاتها مع الحكومة الفيدرالية، في الوقتِ المناسب.
وقالت: “تُواصل مجموعة شركات WestJet مناقشاتها مع حكومة كندا حول إطار عملٍ آمنٍ لإعادة السفر. ولا نزال نركز على حلٍّ طويلِ الأمد، ويخدم مصالح الكنديين بالدرجة الأولى.
وأضاف البيان: “ستساعد WestJet في قيادةِ الانتعاش بشكلٍ أقوى، وزيادة المنافسة، واختيار المستهلك، مع تخفيضِ تكلفة السفر للكنديين، وكل ذلك في سبيل ترسيخ قطاعَيّ السفر الجوي، والسياحة، في كندا”.
وقالت شركة الطيران، أنها لا تزال ملتزمةً “بإعادة العمل بشكل أقوى، من أجل تحسين حياة جميع الكنديين”.
وقالت في بيان: “منذ أكتوبر/تشرين الأول 2020، كانت سياسة ردّ الأموال لشركة WestJet رائدةً في الصناعة في كندا، ومتناسقةً مع الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي”.
وأضاف البيان: “تواصلُ مجموعة WestJet عملها بالاكتفاء الذاتي، باستثناء دعم الأجور الطارئة في كندا (CEWS)، وهو الذي يتدفقُ مباشرةً إلى موظفينا. لقد قمنا بالإبلاغ بالفعل، بأننا سنعيد خدماتنا إلى جميع المطارات الـ 42، والتي كنا قد قدمناها قبل COVID، وفعلنا ذلك في أقرب فرصة لنا”.