أفادت دراسة جديدة أجراها معهد Burning Glass ومعهد Strada For The Future of Work، أن أكثر من نصف خريجي الجامعات في الولايات المتحدة يعملون في وظائف لا تتطلب شهادة جامعية، والأسوأ من ذلك أنهم يمكن أن يعلقوا فيها طوال حياتهم المهنية.
تأتي هذه النتائج في الوقت الذي يتساءل فيه المزيد من الأمريكيين عن تآكل قيمة الشهادة الجامعية، ومع قيام المزيد من أصحاب العمل بإسقاط الحصول على درجة التعليم العالي من متطلبات العمل تماماً.
وقال Matt Sigelman، الرئيس التنفيذي لمعهد Burning Glass، أن ما وجدته الدراسة هو أنه حتى في الاقتصادات الساخنة، ينتهي الأمر بنصف الخريجين في وظائف لم يكونوا بحاجة لدخول الكلية للحصول عليها، مثل الأدوار في قطاعات البيع بالتجزئة والضيافة والتصنيع.
أظهرت الدراسة أن الشهادة الجامعية في حد ذاتها ليست تذكرة لوظيفة ذات أجر أعلى، وأن العامل الأكبر الوحيد لآفاق التوظيف بعد التخرج هو تخصص الطالب، أو التركيز الأساسي للدراسة، حيث أن اختيار تخصص موجه نحو الحياة المهنية مثل التمريض، بدلاً من العدالة الجنائية، يمنح الخريجين فرصة أفضل في الاستخدام الفعلي للمهارات التي يكتسبونها والحصول على تعويض عنها.
وفقاً للدراسة يعاني 23% فقط من طلاب التمريض من البطالة الجزئية، مقابل 68% من تخصصات العدالة الجنائية، ومع ذلك وجدت أن التركيز على موضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) لا يضمن على الإطلاق التوظيف على مستوى الكلية والأجور المرتفعة.
هذا وقد أشارت الدراسة إلى عدة طرق لتعزيز فرصة الحصول على مهنة مثمرة تجعل من الشهادة الجامعية استثمار جيد، على سبيل المثال يعتبر تأمين التدريب الداخلي أثناء متابعة دراساتك الجامعية أمراً يقلل من خطر البطالة بنسبة تقرب من 50%.
وأوضح Sigelman أنه بالإضافة إلى ما اخترت دراسته، فإن الحصول على تدريب داخلي يعد أمر مؤثر للغاية من حيث احتمالية حصولك على نوع الوظيفة التي ذهبت إلى الجامعة من أجل الحصول عليها، كما يعتبر الالتزام بالوظائف في المجال الذي تريد العمل فيه أمراً يزيد من فرصة حصولك على منصب مرتفع الأجر في النهاية.
وكشفت الدراسة أيضاً أن العديد من خريجي الجامعات يظلون عاطلين عن العمل حتى بعد مرور 10 سنوات على تخرجهم من الجامعة، وقد يكون ذلك بسبب أن أصحاب العمل يميلون إلى التركيز على الخبرة العملية، مع التركيز بشكل أكبر على أحدث الوظائف التي يشغلها المرشحون الذين أمضوا سنوات في القوى العاملة مقابل الدرجة التي حصلوا عليها قبل عقد من الزمن.
على سبيل المثال، إذا خرجت من الجامعة وعملت لبضع سنوات كنادل في مطعم وتقدمت بطلب للحصول على وظيفة على مستوى الكلية، فإن صاحب العمل سوف ينظر إلى تجربة العمل هذه ولا يرى أي صلة لها.