بينما كان معظم أصدقائها يلعبون في الهواء الطلق، اضطرت Joany Roussel للبقاء في المنزل عندما كانت تبلغ من العمر 13 عاماً.
وأوضحت Roussel، التي تبلغ 26 عاماً حالياً أنها تدرك اختلاف حياتها عن حياة معظم الفتيات المراهقات، فبدلاً من مواكبة أحدث أخبار النميمة في المدرسة، كانت تحرص على أن يقوم إخوتها بواجبهم المدرسي، وتحمّلت مسؤولية و واجبات منزلها، وهي كانت،وما زالت، تعتني بوالدتها وإخوتها الخمسة.
ما لم تفهمه Roussel في ذلك الوقت هو أنها كانت من مقدمي الرعاية الشباب. حيث أشارت أحدث البيانات من هيئة الإحصاء الكندية إلى وجود ما يقارب مليوني كندي تتراوح أعمارهم بين 12 و 29 عاماً، و قدّموا شكلاً من أشكال الرعاية لأحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء في عام 2012.
وأوضحت Roussel: “لم أعتقد أبداً أنني كنت مقدمة رعاية في ذلك الوقت. أدركت ذلك بعد أن غادرت المنزل للدراسة في الجامعة، وتذكرت كل الأشياء التي فعلتها لمساعدتها”.
وتم تشخيص والدة Roussel بالاضطراب ثنائي القطب قبل بضع سنوات. وبيّنت الشابة أنها تتذكر شعورها بالخجل والذنب بشأن وضع أسرتها، وأنها كانت مترددة في مناقشة الأمر مع الآخرين.
وتابعت قائلة: “أدركت أن أمي لم تكن كبقية الناس. كنت أخشى أن يحكم علي الطلاب عندما كنا نقدم عرضاً شفهياً للحديث عن عائلاتنا في المدرسة”.
وأضافت أنها ستعود إلى منزلها بعد الانتهاء من الجامعة في Sainte-Julienne شمال مونتريال، لتبدأ على الفور في رعاية شقيقها الأصغر .
وصرّحت جمعية Regroupement des aidants naturels du Quebec، التي تمثل مقدمي الرعاية في كيبيك، إن مقدمي الرعاية الشباب مثل Joany Roussel غالباً ما يكونون غير مرئيين في المجتمع، وأكثر من 50٪ منهم معرضون لمشاكل الصحة البدنية والنفسية لأنهم يفتقرون إلى الموارد.
لكن هذه المجموعة تعمل على تغيير ذلك. حيث أطلقت Melanie Perroux، رئيسة جمعية مقدمي الرعاية، مشروعاً إعلامياً في مايو/أيار للمساعدة في توجيه العاملين في مجال الرعاية الصحية والمعلمين وتعريفهم على الوضع الخاص لهؤلاء الشباب. وأشارت إلى المشكلة المتمثّلة بعدم الاعتراف بمقدمي الرعاية الشباب.
وأوضحت Perroux أن مشروعها يهدف إلى تثقيف البالغين حول كيفية تقديم الدعم لمقدمي الرعاية الشباب وجعلهم يشعرون بالراحة عند التحدث عن أوضاعهم الشخصية التي غالباً ما تكون حساسة
وأضافت أن المجتمع يفتقر إلى التعاطف مع الأشخاص الذين يعانون من أي شكل من أشكال الإعاقة، مما يجعل كل من الشخص المريض والشخص الذي يعتني به غير مرئي أو مهمش، ولهذا السبب أكدت على أهمية تقديم الدعم لمقدمي الرعاية الشباب.
وبيّنت: “تخيل أنك تبلغ من العمر سبع سنوات ويتوجب عليك مساعدة جدك على الدخول إلى المرحاض. ستعاني من مشاكل في الظهر بسبب الفرق في الوزن”.
وأشارت إلى ضرورة توخي الحذر حتى لا يتم توجيه أي إساءة إلى مقدمي الرعاية الشباب. وأضافت أن تقديم الرعاية يقوّي الروابط الأسرية.
كما قالت Ella Amir من AMI-QUEBEC، وهي منظمة غير ربحية تساعد العائلات على التعامل مع الأمراض النفسية، إن التحدي الأول لمقدمي الرعاية الشباب هو الاعتراف بهويتهم. وأضافت أن الناس يميلون إلى ربط تقديم الرعاية بالبالغين، و أن أي شخص يساعد فرداً من العائلة أو صديق من ذوي الاحتياجات الخاصة يُعتبر مقدم رعاية.
وأشارت أيضاً إلى وجوب تغيير الرواية المحيطة بتقديم الرعاية، لكن يبقى الاعتراف بمقدمي الرعاية الشباب هو المشكلة الأساسية بالنسبة لها.