مع اقتراب موجة الحر من مونتريال، عبّر المعلمون عن قلقهم من ارتفاع درجات الحرارة الشديدة والتي لا تطاق في المدارس هذا الأسبوع، وذلك بالتزامن مع محاولة احترام تدابير الصحة العامة.
فبالإضافة إلى ارتداء الأقنعة في كافة الأوقات، طُلب من المعلمين وموظفي المدرسة الحد من استخدام المراوح أو مكيفات الهواء أثناء الوباء بسبب مخاوف من نشر الأجهزة للجزيئات المعدية.
وقد دعا أحد تقنيي التربية الخاصة في مدرسة مونتريال رئيس وزراء كيبيك فرانسوا لوغو أو وزير التعليم Jean-François Roberge في منشورٍ على فيسبوك تمت مشاركته حوالي 15000 مرة يوم الإثنين، للقدوم إلى المدرسة وتجربة الحرارة بأنفسهم.
كما دعت صفحة منفصلة على فيسبوك المعلمين إلى قياس درجة الحرارة في صفوفهم الدراسية يوم الإثنين ومشاركتها عبر الإنترنت كدليل على مدى شدّة الحر.
وأوضحت المرأة التي تقف وراء هذا المنشور في مقابلةٍ لها: “لا أعلم كيف يتوقعون منا أن نلتزم بارتداء الكمامات أثناء العمل في كافة الأوقات، في ظل وصول درجات الحرارة إلى 38 درجة مئوية، بالإضافة إلى عدم وجود مكيفات هواء أ مراوح مناسبة”.
وتعمل هذه المرأة، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها خوفاًا من التداعيات، في أحد الصفوف الدراسية الابتدائية في مونتريال مع 20 طالباً. وأشارت إلى أن مستويات تركيز طلابها تراجعت مع قدوم الطقس الحار، ونفاد التفسيرات اللازمة للموظفين.
وأوضحت: “لقد احترمنا كافة الإجراءات منذ البداية. نحن في الخطوط الأمامية مع الطلاب، ونرتدي الكمامات في جميع الأوقات. ألا تستطيع الحكومة إيجاد أي حلولٍ لنا؟ “.
هذا وقد حذّرت وزارة البيئة الكندية خلال عطلة نهاية الأسبوع من ارتفاع درجات الحرارة في مونتريال في وقت مبكر من هذا الأسبوع، حيث ستتجاوز درجات الحرارة ال30 درجة مئوية، وستؤدي قيم الرطوبة إلى جعل الحرارة المحسوسة تبدو وكأنها 40 درجة مئوية.
ورداً على سؤالٍ بخصوص هذا الموقف ، قال متحدثٌ باسم إدارة التعليم في كيبيك إنهم أرسلوا خطاباً إلى مجالس المدارس ومراكز الخدمة بشأن الحرارة. ونصحوهم بإمكانية استخدام المراوح الدائمة ومكيفات الهواء المحمولة هذا الأسبوع، لكن في حال اتباع احتياطات معينة.
وتم إصدار إرشادات مماثلة خلال موجة الحر الصيف الماضي، لإبلاغ المدارس بإمكانية استخدام الأجهزة بشرط توجيهها بعيداً عن وجوه الطلاب والمعلمين.
وجاء في تصريحٍ لوزارة التعليم العام الماضي: “يبدو أن مستوى الخطر المرتبط باستخدام المراوح المحمولة ومكيفات الهواء منخفض في البيئات المدرسية وفقاً للصحة العامة، خاصةً في درجات الحرارة الشديدة”.
وتابعت: “ومع ذلك، تشدد الصحة العامة على أهمية استخدامها بشكل صحيح”.
وأضاف اتحاد نقابات المعلمين، الذي يُمثّل أكثر من 30 نقابة في جميع أنحاء كيبيك، أنه يتوجب على الحكومة توصيل الحلول الممكنة للمدارس في وقت سابق.
وأكدت المتحدثة الرسمية Sylvie Lemieux أن القضية ليست جديدة. فالعديد من مدارس المقاطعة غير مجهزة بتكييف الهواء وقد عبّر المعلمون عن مخاوفهم بشأن هذه الظروف الشبيهة بالساونا أثناء موجات الحر قبل فترة طويلة من انتشار الوباء.
وأضافت أنه يتوجب على الحكومة استغلال الفرصة لمعالجة الوضع بشكل نهائي. وقالت: “ستمثّل أيام الموجة الحارة تحدياً للطلاب والمعلمين، ويجب اتخاذ تدابير للتعامل معها”.
وقرر مجلس إدارة مدرسة ويسترن كيبيك نقل معظم مدارسه إلى التعلم عن بعد يومي الإثنين والثلاثاء بسبب الحرارة ولمراعاة الظروف الصحية الخاصة لوباء COVID-19 الحالي.
ومن جانبه، بيّن مجلس مدرسة مونتريال الإنكليزية أنه سيستخدم مراوح ومكيفات هواء محمولة هذا الأسبوع مع مراعاة الإجراءات الاحترازية.