أشار تقرير جديد نشرته صحيفة New York Times إلى أن السيارات ذات التقنية العالية ربما تقوم بأكثر من مجرد نقل الشخص من مكان إلى أخر، حيث أن العديد من تلك السيارات تتجسس على سلوك سائقيها وتشارك هذه البيانات سراً مع شركات التأمين وغيرها دون علم أصحابها.
ووجد التقرير أن العديد من شركات صناعة السيارات الكبرى تستخدم تطبيقات حديثة لتتبع مقاييس القيادة، بما في ذلك الفرامل القوية والسرعة، ومن ثم تقوم بتحليل البيانات لإنشاء درجات المخاطر وتقدمها إلى شركات التأمين.
وبعد ذلك تقوم شركات التأمين باستخدام تقييمات المخاطر السرية هذه لرفع الأسعار على بعض السائقين الذين يظهرون أنماطاً من السلوك يعتبرونها غير آمنة، وذلك حتى لو كان لدى سائقي السيارات سجلات نظيفة دون حوادث أو مخالفات.
في هذا السياق قال Kashmir Hill مراسل التكنولوجيا في الصحيفة أن السائقين اليوم لا يدركون أن سيارتهم عبارة عن جهاز كمبيوتر يجمع معلومات حول كل ما يفعلونه،
وكشف Hill عن مشاركة البيانات بعد مراقبة المنتديات عبر الإنترنت، حيث أبلغ سائقو المركبات عن ارتفاعات غير مبررة في الأسعار، كما تم رفض طلب أحد مالكي Cadillac من قبل سبع شركات تأمين، في حين أبلغ مالكو سيارات General Motors، بما في ذلك Chevy Bolt و Camaro و Corvette، عن ارتفاع مفاجئ في أسعار التأمين الخاصة بهم.
من الجدير بالذكر أن تقديم البيانات يتم بواسطة نظام المعلوماتية داخل السيارة والذي يسمى “Smart Driver”، مع الإشارة إلى أن شركات السيارات تدعي إمكانية تعطيل ميزات التتبع هذه، ولكن الحقيقة هي أن البيانات قد تظل مع وسطاء الطرف الثالث حتى بعد إلغاء الاشتراك.
هذا وقد وجدت دراسة أجرتها مؤسسة Mozilla أن 84% من 25 علامة تجارية مختلفة للسيارات تم تحليلها، بما في ذلك Nissan و Toyota و Chevy و BMW تشارك بيانات العملاء وتبيعها، ولا يشمل ذلك عادات القيادة فحسب بل المعلومات الحساسة، بما في ذلك السجلات الطبية والبيانات الجينية.
نلفت أخيراً إلى أن غزو الخصوصية لا يتوقف عند هذا الحد، حيث يكشف التقرير أن أكثر من نصف ماركات السيارات التي تمت دراستها يمكنها مشاركة المعلومات الشخصية مع وكالات إنفاذ القانون والوكالات الحكومية دون أمر من المحكمة.