في لحظة حاسمة من رحلة الحرب بين البشر ووباء COVID-19، وافقت وزارة الصحة الكندية اليوم على لقاح Pfizer-BioNTech للاستخدام، ما يعني إمكانية البدء بتطعيم الجرعات الأولى في مطلع الأسبوع المقبل.
ترودو: 30 ألف لقاح الأسبوع المقبل
وفيما اعتبرت وكالة الصحة الفيدرالية أنّ اللقاح فعّال وآمن للاستخدام على الكنديين، ما يعني أن الفريق المسؤول عن طرح اللقاحات يمكنه بدء عملية إدارتها، وفي ظل توقّع وصولها يوم الإثنين المقبل، توجّه رئيس الوزراء جاستن ترودو في مجلس العموم اليوم (الأربعاء) بالشكر إلى “الأطباء والباحثين والعلماء الذين عملوا على الموافقة على أوّل لقاح لفيروس كورونا”.
وأضاف ترودو ” سيبدأ وصول 30 ألف لقاح الأسبوع المقبل، مع زيادة متوقعة في الأفق، ولكن علينا أيضاً توخي الحذر إذ أمامنا شتاء قاسٍ لنمر به، وأنا أعلم أنّنا سنكون قادرين على اجتيازه معاً”.
القائد العسكري الأعلى الذي يقود عملية إطلاق الحملة من وكالة الصحة العامة الكندية
وفي كلمته قال الميجور جنرال داني فورتين (القائد العسكري الأعلى الذي يقود عملية إطلاق الحملة من وكالة الصحة العامة الكندية): “استغرق تحضير اللقاح وقتاً طويلاً، والجرعات الأولى يمكن أن تُعطى بحلول منتصف الأسبوع المقبل”.
وتأتي الموافقة تزامناً مع تحديث الجدول الزمني لجهود التطعيم الشامل على المستوى الوطني، حيث من المقرر أن تبدأ الخطة في تطعيم عموم السكان في نيسان / أبريل 2021، ويتم تحصين جميع الكنديين بحلول نهاية العام المقبل، مع أخذ أحد اللقاحات العديدة قيد الدراسة.
وكشفت وزارة الصحة الكندية عن أنّ لقاح Pfizer-BioNTech يلبي متطلبات الإدارة الصارمة للسلامة والفعالية والجودة للاستخدام في كندا، مع وعد بمزيد من المعلومات حول التجربة السريرية في الأسابيع المقبلة.
الفوائد تفوق المخاطر
وفي مؤتمر صحفي، قالت كبيرة المستشارين الطبيين بوزارة الصحة الكندية د. سوبريا شارما (وهي من الخبراء العلميين الذين أوصوا بإصدار هذه الموافقة): “استنتجنا أن هناك أدلة قوية تدعم مبدأ تفوق فوائد اللقاح على مخاطره، فنحن نعلم أنّه حتى أفضل اللقاحات لن تكون فعّالة إلا إذا وثق بها الناس، ووافقوا في النهاية على تلقيها”، مؤكدة أنّ “الانفتاح والشفافية جزء مهم من بناء الثقة، ما يضمن حصول الناس على أكبر قدر ممكن من المعلومات، لمساعدتهم على اتخاذ قرارات مستنيرة لأنفسهم ولمن يهتمون بهم”.
اللقاح هو لقاح mRNA ، ما يعني أنّه يعلّم الخلايا كيفية صنع بروتين يؤدي إلى استجابة مناعية، دون استخدام الفيروس الحي الذي يسبب COVID-19. وبمجرد بدء الاستجابة المناعية، يتم إنتاج الأجسام المضادة، التي تحمي الأشخاص من الإصابة في حالة دخول الفيروس إلى نظامهم في المستقبل.
بحلول نهاية شهر كانون الأول (ديسمبر)، من المقرر أن تتلقى كندا ما يصل إلى 249000 جرعة من هذا اللقاح، أو ما يكفي لتطعيم 124500 شخص، نظراً إلى أنّه يتطلب حقنتين 0.3 مل في عضلة الذراع، بفاصل 21 يوماً. في المجموع، اشترت الحكومة الفيدرالية 20 مليون جرعة من اللقاح، ولديها خيار شراء 56 مليوناً أخرى.
بين “فايزر” و”موديرنا”
من هناك، من المتوقع “تدفق مستمر” للجرعات – ما يصل إلى أربعة ملايين جرعة من Pfizer وربما 2 مليون من لقاح Moderna المرشح للموافقة عليه، بحلول نهاية آذار / مارس 2021. ومرشّح Moderna هو الآن الأكثر تقدّماً في العملية التنظيمية الكندية، لكن لا يوجد تاريخ أو تقدير حتى الآن لموعد الموافقة عليه. ويتطلّب هذا اللقاح أيضاً تخزيناً بارداً، لكن ليس بارداً مثل Pfizer ، ما يعني أنّه من المتوقع أن يكون التطبيق اللوجستي لجرعات Moderna أقل صعوبة.
وهذا يعني أنّه بحلول نهاية آذار / مارس، تخطط كندا لتحصين 3 ملايين كندي – أو 8%، ومن نيسان / أبريل إلى حزيران / يونيو، سيتم تحصين ما بين 15 إلى 19 مليون كندي، وهو ما يعادل 40 إلى 50% من السكان. بعد ذلك، بين شهري أيلول / سبتمبر وكانون الثاني / ديسمبر، فإن الخطة هي أن يتم تطعيم جميع الكنديين البالغ عددهم 38 مليوناً. وتستند هذه التوقعات الأخيرة إلى جداول التسليم المتوقعة وتعتمد على الموافقات التنظيمية للقاحات إضافية.
أولويات التطعيم
وستكون المجموعات ذات الأولوية هي أوّل مَنْ يتلقّى اللقاح، بالنظر إلى الكميات المحدودة في البداية. ومن بين أوائل الذين يتلقون هذه الطلقات، سيكون الموظفون والمقيمون في الرعاية طويلة الأجل وغيرها من مرافق المعيشة لكبار السن والعاملين في مجال الرعاية الصحية مع مخاطر التعرّض العالية. وكل مقاطعة قادرة على تعديل التوصيات الوطنية لتحديد الأولويات بناءً على وضعها الإقليمي. على سبيل المثال، اختارت أونتاريو استخدام الدفعة الصغيرة الأولى في منطقة تورنتو وبيل، حيث تم تطبيق أقسى عمليات الإغلاق بسبب أسابيع من ارتفاع عدد الحالات.
في الوقت الحالي، يوصى باستخدام اللقاح للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عاماً أو أكثر، ويتم إجراء مزيد من التجارب السريرية على الأطفال من جميع الفئات العمرية ، لذلك من الممكن مراجعة موافقة وزارة الصحة الكندية في المستقبل لتشمل الأطفال، إذا كانت البيانات من هذه الدراسات تدعمها.
كندا ثالث دولة في العالم
وبذلك أصبحت كندا الدولة الثالثة في العالم التي توافق على لقاح Pfizer-BioNTech، وافقت بعدما أعطت مملكة البحرين موافقتها عليه أولاً، ثم تلتها المملكة المتحدة التي بدأت بتلقيح مواطنيها بهذا اللقاح يوم الثلاثاء، على الرغم من أن وكالة تنظيم المنتجات الطبية والرعاية الصحية تحذر الآن من أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ من ردود الفعل التحسّسية الخطيرة يجب ألا يتلقوا اللقاح لأنّ هناك تحقيق في حالتين من ردود الفعل السلبية التي حدثت بين العاملين الصحيين عندما تلقوا اللقاح.
بشكل عام، تكون الآثار الجانبية المبلغ عنها أثناء التجارب السريرية مماثلة لتلك الخاصة بلقاحات أخرى، وتعتبر “خفيفة أو معتدلة”. وتشمل الألم في موقع الحقن، قشعريرة في الجسم، والشعور بالتعب والشعور بالحمى.
وفيما أكدت شارما أنّه “يمكن للكنديين أن يشعروا بالثقة في أن عملية المراجعة كانت صارمة وأن لدينا أنظمة مراقبة قوية”، شددت وزارة الصحة الكندية ووكالة الصحة العامة الكندية على أنهما ستراقبان عن كثب سلامة اللقاح بمجرد طرحه في السوق، ولن تتردّدان في اتخاذ أي إجراء إذا تم تحديد أي مخاوف تتعلق بالسلامة، وسيتعين على الشركة الصيدلانية العملاقة أيضاً تقديم معلومات إضافية حول الجودة والفعالية والسلامة بشكل روتيني.