أفادت مصادر أمريكية مطلعة أنه تم اعتقال حوالي 600 طالب خلال الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في ما لا يقل عن 15 حرم جامعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة خلال أسبوع تقريباً.
حيث قامت إدارات الجامعات بقمع المتظاهرين الطلاب بطرق غير مسبوقة مع تزايد حجم الاحتجاجات وكثافتها، وقد حدثت غالبية الاعتقالات في المعسكرات التي أقامها الطلاب، في حين لم تشهد العشرات من الاحتجاجات الجامعية على نطاق أصغر مشاحنات بين المتظاهرين والشرطة.
يذكر أن الطلاب أقاموا مخيماً في حرم جامعة كولومبيا في 17 أبريل/نيسان بعد أن أدلى Minouche Shafik رئيس الجامعة بشهادته أمام الكونغرس، وفي 18 أبريل/نيسان دعا الرئيس قسم شرطة نيويورك إلى تفكيك المخيم.
ومنذ ذلك الحين ظهرت مخيمات واعتصامات تضامنية في الكليات من الساحل إلى الساحل، وتجري هذه الاحتجاجات الطلابية ضد الحرب في غزة، حيث يطالب المتظاهرون جامعاتهم بالتوقف عن التعامل مع الشركات التي لها علاقات مالية مع إسرائيل وتلك التي تدعم الحرب في غزة.
كما دعت المنظمة الطلابية لنزع العنصرية في جامعة كولومبيا الجامعة إلى إنهاء أعمال الشرطة في الحرم الجامعي وقطع العلاقات مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، في حين طالب ائتلاف “Divest From Death Coalition” التابع لجامعة ساوث كاليفورنيا إلى العفو الكامل عن الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس الذين تم تأديبهم بسبب نشاطهم المؤيد للفلسطينيين.
لابد من الإشارة إلى أن المعسكرات والاعتصامات كانت سلمية إلى حد كبير، وكانت معظم الاعتقالات على أساس التعدي على ممتلكات الغير، وقد نددت بها منظمات الحقوق المدنية، مثل اتحاد الحريات المدنية الأمريكي في جورجيا، ووصفتها بأنها حملات قمع غير دستورية.
وقال بعض المدافعين أن للجامعات الحق في التدخل عندما تخرج الأنشطة التعبيرية عن السيطرة وتتحول إلى أعمال عنف، أو عندما يبدأ الناس في الانخراط في خطاب لا يحميه التعديل الأول للدستور، ولكن هذه الاحتجاجات كانت سلمية ولم تشهد أي أعمال عنف.
يمكن القول أنه ليس من الواضح كيف ستستمر الإدارات الأخرى في التعامل مع نقطة التحول هذه، حيث كانت جامعة ساوث كاليفورنيا أول جامعة تلغي حفل التخرج رداً على الاحتجاجات.
بالمقابل شجعت لهجة ردود إدارات الجامعات حقوق الطلاب في الاحتجاج، ففي جامعة هيوستن، التي شهدت احتجاجات على نطاق أصغر، فإن الإدارة ملتزمة بتعزيز وتشجيع حرية الاستفسار والتعبير لضمان قدرة جميع أفراد المجتمع على المشاركة في الحوار والأنشطة بطريقة آمنة ومحترمة.