مع اندفاع الملايين من الكنديين للتقدّم بطلب للحصول على ميزة الاستجابة لحالات الطوارئ في كندا، أعطت وكالة الإيرادات الكندية CRA تعليمات خاطئة حول كيفية تقييم أهلية الكنديين المستحقين لمساعدة CERB البالغة ألفي دولار وخاصة العاملين لحسابهم الخاص.
ووفقاً لمارك بريير، رئيس نقابة موظفي الضرائب فإنّ “ما حدث هو وقوع بالخطأ الصريح في الأسابيع الثلاثة الأولى من البرنامج.”
وإذ كشفت CRA أن الرسائل لم تكن واضحة بشأن موضوع الدخل ” الصافي” و ” الإجمالي” مع موظفيها وعامة الناس، أقرّت وكالة الإيرادات الكندية ” بأنّ البيانات بشأن هذا الموضوع لم تكن واضحة في الأيام الأولى بعد إطلاق CERB. وهذا يشمل صفحات الويب الخاصة بـCERB، والمعلومات المقدمة من قبل موظفي مركز المكالمات في CRA ” .
وأعربت المتحدّثة بإسم CRA سيلفي برانش عن أسفها “لأنّ هذا النقص في الوضوح أدى ببعض الأفراد العاملين لحسابهم الخاص إلى التقدم عن طريق الخطأ إلى CERB على الرغم من كونهم غير مؤهلين”.
وكان قد طُلِب من بعض الكنديين لأوّل مرّة سداد ما يصل إلى 14000 دولار من CERB بحلول 31 كانون الاول / ديسمبر الجاري، لأنّهم لم يكونوا مؤهلين أبداً، وكي يكونون مؤهلين، كان على الكنديين العاملين لحسابهم الخاص تلقّي أكثر من 5000 دولار من الدخل في عام 2019 أو في الأشهر الـ 12 السابقة قبل التقديم.
دخل إجمالي أو صافٍ
ونشأ الارتباك لأنّ CRA تحسب دخل العمل الحر فقط كصافي دخل قبل الضريبة، على الرغم من عدم إدراج كلمة “net” في الطلبات أو في صفحة “من هو المؤهل” لـ CERB.
ولم يتم تحديث صفحة الأسئلة والأجوبة عبر الإنترنت إلا بعد 21 نيسان / أبريل – أكثر من أسبوعين بعد فتح التطبيقات – لتضمين لغة معينة في صافي الدخل، لكن حتى مع إجراء هذا التغيير، قال بريير بأنّ ” عملاء CRA تلقوا إرشادات مختلفة داخلياً”ـ مضيفاً: “إنّ التعليمات المكتوبة المقدّمة إلى الوكلاء تنص على أن الدخل الإجمالي، وليس الصافي، هو الطريقة التي يتم عبرها تحديد أهلية الشخص للحصول على CERB”.
وأضاف: “ظننا أنّ المطلوب الدخل الإجمالي، وليس الدخل الصافي، إذ لا توجد طريقة لمعرفة عدد الأشخاص الذين تلقوا معلومات غير دقيقة. وتقدّم أكثر من 300000 كندي بطلب للحصول على CERB في الساعات القليلة الأولى التي فتحت فيها الطلبات ، وتقدم ملايين آخرون في الأسابيع التالية. الآن، أرسلت CRA 441000 رسالة “إرشادية” تحذر الكنديين الذين تلقوا CERB من أنهم قد يحتاجون إلى سداد الأموال لأن الوكالة لم تتمكن من تأكيد أهليتهم”.
تحديد الخطأ
وتمَّ تحديد الخطأ في النهاية بعدما لاحظ وكيل CRA التناقض بين الإرشادات الداخلية وصفحة الأسئلة والأجوبة على الإنترنت، وقال بريير: “عادوا وأبلغوا وكالة الإيرادات الكندية في المقر الرئيسي، التي أعادت الرسالة إلى الوكلاء على الفور، بأن هناك خطأ. يجب أن يكون صافي الدخل. عندما يتحدثون إلى دافعي الضرائب، يجب أن يشيروا إلى صافي الدخل، كما يقول الموقع، وليس الدخل الإجمالي”.
يذكر أنه تمَّ إطلاق برنامج CERB بسرعة من أجل الحصول على الأموال لأكبر عدد ممكن من الكنديين ، حيث ذهبت الأموال إلى أكثر من 8.9 ملايين شخص.
وفي بيان (أمس) الجمعة، أكدت CRA أنه لن تكون هناك عقوبات في الحالات التي يحتاج فيها CERB إلى السداد، مضيفة: ” إنّنا ندرك أنه بالنسبة لبعض الأفراد، يمثل السداد مصاعب مالية كبيرة. لهذا السبب، سنمنح الكنديين مزيداً من الوقت والمرونة للسداد بناءً على قدرتهم على الدفع”.
ترودو / سينغ
وأكد رئيس الوزراء جاستن ترودو أنّ الأشخاص الذين اتصلت بهم وكالة الإيرادات الكندية بشأن سداد أموال مزايا الاستجابة للطوارئ الكندية التي تم صرفها خلال الموجة الأولى من الوباء لا ينبغي عليهم أن يقلقوا على سدادها خلال العطلات، مشددا على أننا “لم نقدم الدعم لملايين الكنديين الذين كانوا بحاجة إليه فقط لاستعادته في عيد الميلاد. كن مطمئنًا لن تتم معاقبة أي شخص أخطأ بحسن نية . سنعمل مع الناس خلال الأسابيع والأشهر القادمة لضمان حصول الناس على الدعم الذي يحتاجونه”.
جاء ذلك بعدما دعا زعيم الحزب الديموقراطي الجديد جاغميت سينغ، ترودو لإصلاح الوضع وتحمل الحكومة مسؤوليتها، معتبراً أن “على الحكومة بدلاً من ذلك التركيز على قمع الشركات الكبرى التي تستغل الثغرات الضريبية. هؤلاء الناس لم يرتكبوا أي خطأ. إنهم فنانون وأصحاب أعمال صغيرة. إنهم أناس أجبرهم الوباء على الفقر”.