في حال لاحظ سكان مونتريال خلوّ مراكز التلقيح الشاملة هذا الأسبوع، فلا داعي للقلق، حيث أكدت المقاطعة أن هذا الوضع لن يستمر، وأنها أبطأت وتيرة التطعيم في مونتريال عن قصد من أجل السماح للمناطق الأخرى بتعويض النقص في لقاحاتها.
وقد شهدت مواقع التلقيح التي كانت تعج بالحركة الأسبوع الماضي في مونتريال انعدام الطوابير هذا الأسبوع. وكانت خانات المواعيد مفتوحة على مصراعيها على الانترنت.
وقالت Liz Ulin، عضوة مجلس في مونتريال الغربية:”لم أصادف أي شخص على الإطلاق عند مروري من ساحة Décarie يوم الخميس الساعة الواحدة ظهراً “. مع العلم أن هذا المركز هو أحد أكبر مراكز التلقيح.
وعبّرت عن انزعاجها من رؤيتها لهذا المنظر، وأضافت:”إنهم مزودون باللقاحات في جميع هذه الأماكن، ومع ذلك لم يتم تلقيح أحد. على الرغم من مطالبة المدرسين و الأشخاص الذين يبلغون من العمر 55 عاماً فما فوق بتلقي اللقاح، ناهيك عن كافة الفئات العمرية الأخرى والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية تهدد حياتهم”.
كما وردت تقاريرٌ مماثلة من مواقع أخرى، بما في ذلك مركز المؤتمرات في وسط المدينة.
لماذا التباطؤ المفاجئ؟
يعود السبب في ذلك إلى أن المقاطعة أخّرت توزيع اللقاح للمجموعة التالية من سكان مونتريال، حيث مرّ ما يقارب أسبوعين منذ آخر تغيير لمعايير التأهل للحصول على اللقاح.
كيبيك تبعد 27000 جرعة عن مونتريال
و قررت وزارة الصحة تسوية الأمور في جميع أنحاء كيبيك هذا الأسبوع، وإعادة توزيع ما يقارب 30 ألف جرعة مخصصة لمونتريال إلى مناطق أخرى.
و كتب المتحدث باسم وزارة الصحة Robert Maranda يوم الجمعة: “قررت وزارة الصحة هذا الأسبوع إعادة تخصيص 27000 جرعة من اللقاح التي تم تخصيصها في البداية لمنطقة مونتريال من أجل تحقيق الاستفادة القصوى من اللقاحات الموجودة تحت تصرفها “.
وأضاف:”سيتم توزيع هذه الجرعات في المناطق التي تشهد تقصيراً في حملة التلقيح. نحن نراقب الوضع عن كثب “.
وقد بدأت مونتريال بتوزيع اللقاح للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 65 عام منذ ما يقارب أسبوعين، في 22 مارس/آذار.
و قامت المقاطعة بإعلام بعض سلطات مونتريال بقرارها الذي يخص تحويل الشحنات.
و قال Barry Morgan، المتحدث باسم هيئة الصحة في وسط غرب المدينة، إنه تم الإعلان عن هذه الخطوة في وقت مبكر لمنح سلطات مونتريال فرصة لتغيير الموظفين إذا لزم الأمر.
لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل بخصوص ما إذا كانوا قد تكيفوا وفقاً لهذا التغيير.
لوغو لمّح لاحتمال قيامهم بهذا الإجراء من قبل
صنّفت كيبيك أربع مناطق، لا تشمل مونتريال، على أنها مثيرة للقلق بشكل في الموجة الثالثة. وقامت بإعادتها إلى مستوى التأهب الأحمر هذا الأسبوع بعد أن بدأت إصابات COVID-19 في الارتفاع فجأة.
وقد أدلى رئيس الوزراء فرانسوا لوغو بتعليقٍ قبل ذلك بوقت طويل، في مؤتمره الصحفي اليومي في 22 مارس/آذار، و لمّح فيه إلى أن المقاطعة قد توازن في التغطية على أساس جغرافي.
وعند سؤاله عمّن سيكون مؤهلاً لتلقي اللقاح بعد ذلك في مونتريال، أجاب أن بقية المقاطعة بحاجة إلى مزيد من الاهتمام قبل وضع المزيد من الخطط لمونتريال.
وقال: “أعلنا أننا سنقوم بتلقيح الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 عام فما فوق في مونتريال. و علينا أن نفعل ذلك في كافة المناطق. ثم نقرر بعد ذلك هل نقوم بتلقيح الأشخاص الذين يبلغون 55 أم إلى 50 عام؟ أنا لست متأكداً في الوقت الحالي. ”
كما تعد الخطوة التالية للمقاطعة خطوةً كبيرة ومثيرة للجدل، فبعد تلقيح الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عام ،سيتم تلقيح الأشخاص الأصغر سناً الذين يعانون من ظروف صحية تهدد حياتهم، إلا أن المقاطعة لم تقرر و لم تعلن بالضبط عن الفئة التي ستتلقى اللقاح حتى الآن.
و قالت السلطات قبل اسبوع ونصف تقريباً إن تلك القائمة ستصدر في القريب العاجل، لكنها لم تقدم أي تفاصيل إضافية منذ ذلك الحين.
ما يقارب 60٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60-64 تلقوا اللقاح في مونتريال
لا توجد إحصاءات متاحة توضح تقدم حملة التلقيح في المدينة، أي من الصعب معرفة ما إذا كان الأشخاص المؤهلون الذين تزيد أعمارهم عن 60 عام، يقومون باستغلال المواعيد المتاحة أم لا.
وتظهر الإحصاءات الوحيدة المتاحة لعامة الشعب حصول 23٪ من سكان كيبيك الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 69 عام على اللقاح.
وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الإحصائيات تغطي المقاطعة بأكملها.
مع العلم أن الأرقام الخاصة بمونتريال متاحة لوسائل الإعلام فقط عند الطلب. وقد أظهرت أحدث الإحصائيات حصول 59٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 64 عام على جرعتهم الأولى في مونتريال، بينما بلغت النسبة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و 69 عام ، 70٪.
و تستمر هذه الأرقام في الارتفاع حسب الفئة العمرية، لتصل إلى 85٪ من التغطية لمن هم فوق الثمانين.
وعبّرت Ulin عن حزنها لدى رؤية الممرضات وموظفي الرعاية الصحية جالسين في عيادات التلقيح دون أن يتمكنوا من فعل شيء، مع وجود العديد من الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة لتلقي الجرعة الأولى من اللقاح.
وأكدت أن قرار توفير الجرعات يقع على عاتق المقاطعة، وليس المنطقة الصحية المحلية.