أظهرت دراسة جديدة بخصوص شعور طلاب الجامعات تجاه قانون الرموز الدينية في كيبيك فقدان الكثير منهم للثقة في المقاطعة، وأشارت إلى أنهم يخططون للمغادرة.
وسألت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعتين في مونتريال، طلاب ما بعد الثانوية والخريجين الجدد عن مشاعرهم تجاه مشروع القانون 21.
الجدير بالذكر أن مشروع القانون، المعروف باسم قانون العلمانية في كيبيك، أصبح قانوناً في يونيو/حزيران 2019. ومنع بعض موظفي الخدمة المدنية، بما في ذلك المعلّمين وضباط الشرطة والمدعين العامين، من ارتداء الرموز الدينية في العمل داخل المقاطعة.
وتم إجراء هذه الدراسة بين أكتوبر/تشرين الأول 2020 حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وشملت 629 مشارك.
وعلى الرغم من صغر حجم العينة، لفت مؤلفو الدراسة إلى أن الأشخاص المشمولين فيها “متنوعين نسبياً”، وارتادوا مدارس فرنسية وإنكليزية من جميع أنحاء المقاطعة.
وبيّن حوالي 28٪ من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة أنهم يرتدون شكلاً من أشكال الرموز الدينية.
“ليس لدي مستقبل في كيبيك”
أوضح عدد كبير من المشاركين في الدراسة أنهم عانوا من زيادة العنصرية منذ صدور القانون.
وأفاد أكثر من 34٪ من الأشخاص المشمولين بالدراسة، بمن فيهم أولئك الذين لم يرتدوا رمزاً دينياً، أنهم تعرضوا لتمييز متزايد منذ صدور القانون.
وارتفع هذا الرقم إلى 56.5٪ لدى أولئك الذين يرتدون الرموز الدينية.
وقالت إحدى الطالبات التي ترتدي الحجاب في جامعة مونتريال: “كنت أتعرّض للتنمر من حين لآخر. أما الآن، يحدث ذلك في كل مرة أخرج فيها تقريباً”.
كما وصفت إحدى الطالبات في جامعة McGill الوضع داخل الفصول الدراسية عند تطبيق مشروع القانون 21، وكتبت: “شاهدت الطلاب والمعلمين يسخرون من فتاة مسلمة لارتدائها الحجاب”.
وأفاد أشخاص من خارج مجال القانون والتعليم، وهما المجالان الأكثر تأثراً بالقانون، بأنهم شعروا بآثاره.
وبيّنت طالبة هندسة في جامعة Concordia: ” أجريت بعض المقابلات الوظيفية، ولاحظت على الفور أن الشخص فقد الاهتمام بطلبي بمجرد رؤيتي وأنا أرتدي الحجاب”.
“الحل الوحيد هو الانتقال من المقاطعة”
ونتيجةً لذلك ، قال 69.5٪ من الطلاب الذين شملهم الاستطلاع والذين يرتدون رمزاً دينياً إنهم من المرجح أن يغادروا المقاطعة بهدف العمل.
وأضافت طالبة ترتدي الحجاب من McGill: “لم أحصل حتى على فرصة لبدء مسيرتي المهنية بشكل صحيح، الحل الوحيد الذي أفكر فيه بقوة هو الانتقال إلى مقاطعة أخرى”.
كما أكّد 46٪ من الطلاب الذين لا يرتدون رموزاً دينية أنهم كانوا يخططون لمغادرة كيبيك بسبب مشروع القانون 21، قائلين إنهم لا يريدون المشاركة في نظام يميّز ضد زملائهم.
أما بالنسبة لشعورهم تجاه كيبيك ، قال 70.3٪ من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة إنهم يملكون تصوراً أسوأ عن المقاطعة منذ تمرير القانون.
وكتبت إحدى الطالبات التي ترتدي الحجاب: “أنا أكره كيبيك حالياً، فهي لا تكن الاحترام لي ولشعبي لدرجة أنهم يرغبون في أن يسلبوا رزقي مني”.
لا يخلو الأمر من بعض الدعم
ومع ذلك ، لم يكن الجميع ضد القانون. فعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من الأشخاص انتقدوا مشروع القانون 21 ، كان هناك من أيّد الإجراء أيضاً.
وتأمل إحدى طالبات التعليم في جامعة McGill أن يقوم مشروع القانون بتشجيع كافة الأديان على تبني الحياة المدنية العلمانية في كيبيك.
ونوّهت طالبة أخرى إلى إن أسرتها “هربت” من بلد أجبر النساء على ارتداء الحجاب، وكتبت “نحن أحرارٌ هنا”.
ولفتت طالبة دكتوراه في McGill إلى أنهم جاءوا من منطقة محافظة ودينية في الولايات المتحدة، وهي ترغب في رؤية شيء مشابه هناك.
وكتبت:”مشروع القانون 21 خطوة رائعة نحو تحرير المرأة. أتمنى أن تمرر دولتي مشروع قانون مماثل”.