كانت هناك ثلاث جولات رئيسية من مساعدات التحفيز الفيدرالية، منذ بداية وباء كورونا.
وجاء أكبر مبلغٍ في وقت سابق من هذا العام، في إطار خطة الرئيس “جو بايدن” الأمريكية للإنقاذ، بشيكاتٍ تصل إلى 1400 دولارٍ لكل شخص، إضافةً إلى 1400 دولارٍ إضافيةٍ لكل طفلٍ مؤهل. وجاء هذا المبلغ أكبر من الجولة الأولى التي كانت بقيمة 1200 دولار، والجولة الثانية، بقيمة 600 دولارٍ.
هذا المبلغ الكبير، ساعد أمريكا على الانتعاش، اكتشفت دراسةٌ جديدة، أن الأموال هذه قد ساعدت الكثير من الأمريكيين على دفع تكاليفهم الضرورية، مثل الطعام والفواتير.
تتذكر Brittany Zielinski، حالة القلق وعدم اليقين المتعلقَين ببداية الوباء. و تقول ربة المنزل، أنها كانت برفقة زوجها في المنزل عندما حصلا على شيكات التحفيز لأول مرة، وأن اقتراحه كان هو المضي قدماً في دفع الفواتير.
وقالت: “لقد كان رأيه كأن نقوم بذلك الآن قبل شهر، أو أن ندفع الرهن العقاري قبل شهر، وكنت متفقةً مع ذلك”.
يقول الباحث في جامعة ميشيغان، Patrick Cooney، أن الغرض من الإغاثة، هو التأكد من صحّة العائلات في وقتٍ يسوده عدم اليقين، والصعوبات المادية الكبيرة.
وقال Cooney: “إن القدرة على دفع ثمن الطعام والسكن، و مواجهة ظروف صحية عقلية معاكسة، ومدى معاناتهم، ترتبط ارتباطاً مباشراً بالإغاثة الحكومية”.
باستخدام بيانات التعداد السكاني في الولايات المتحدة، استنتجَ Cooney وزميله الباحث Luke Shaefer، أن الغذاء والإسكان وانعدام الأمن المالي، قد انخفض بالتزامن مع مدفوعات التحفيز.
وأضاف: “إنه دليلٌ مقنعٌ على أن جهود الإغاثة الحكومية قد نجحت”.
وفي حين أن الأميركيين الأشد فقراً قد شهدوا أكبر الفوائد، فقد شهدت العائلات التي تزيد أرباحها عن 100000 دولارٍ مكاسبَ حقيقيةً.
يقول Cooney، إن لم تحصل على شيك تحفيزي، فما زلت تستفيد، وذلك لأن هذه الأموال قد ساعدت في تعزيز الإنفاق الاستهلاكي الضعيف، ودعم الاقتصاد.
وفقاً للدراسة، فمن ديسمبر/كانون الأول 2020، وحتى أبريل/نيسان 2021، انخفضَ نقص الغذاء بأكثر من 40%، وانخفض عدم الاستقرار المالي بنسبة 45%، كما انخفضت أيضاً أعراض الصحة العقلية الضارة، بنسبة 20%.
وقالت Nivedita Mukherji، وهي عميدةٌ مشاركةٌ في كلية إدارة الأعمال بجامعة Oakland: “أعتقد أن الاقتصاد قد أظهر مرونةً ملحوظةً، بالنظر إلى الصدمة الكبيرة للغاية”.
وأضافت، أن الاقتصاد يسير في طريقه الصحيح للقضاء على الخسائر التي نجمت عن الوباء، إذا ما بقي الانتعاش على المسار الصحيح.
و وفقاً ل Mukherji، فقد يستغرق الأمر وقتاً للحصول على 1.9 تريليون دولاراً في الاقتصاد، وهي لا ترى حاجةً إلى جولةٍ أخرى من التحفيز، التي يتدافع بعض الناس من أجلها.
ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة 4.2% في أبريل/نيسان، وهي أسرع زيادةٍ في 12 شهراً منذ عام 2008.
تضيف Mukherji قائلةً، أن التضخم يستحق المراقبة، لكنها تضيف بأننا نقارن الأسعار اليوم بالأسعار التي كانت تنخفض في مارس/آذار، وأبريل/نيسان من العام الماضي، بسبب الوباء وعدم اليقين.
وأردفت: “نحسبُ هذه النسبة المئوية للنمو، من خلال قيمة أقلٍ بكثير. ولهذا، فإن النسبة المئوية للزيادة، تبدو مرتفعةً”.
تتوقع Mukherji أن تنخفض الأسعار في وقتٍ لاحقٍ من هذا العام، وأن يتدخل الاحتياطي الفيدرالي إذا لم تنخفض.
تتفهم Brittany هذا القلق بشأن الاقتصاد على المدى الطويل، إلا أنها تقول أنه بالنظر للأزمة التي كانت تواجهها أمريكا والعالم، فقد كانت الجولات المتعددة من شيكات التحفيز، هي الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله.
حيث قالت: “يوجد سقفٌ فوق رأسك، وطعامٌ في بطنك لأطفالك، وبعد ذلك، يمكننا أن نقلق بشأن الأشياء الكبيرة”.
إذاً، ماذا عن فكرة أن إعانات البطالة الموسّعة كجزءٍ من فواتير التحفيز، هي تمنع العمّال من الحصول على وظائف جديدة ؟
يقول Cooney، أنه لا يوجد الكثير من البيانات التي تشير إلى أن الناس يقفزون مرة أخرى إلى القوى العاملة، عندما تتخلى الولايات عن الفوائد الفيدرالية الموسّعة.