بعد فشل رجلٍ فرنسي في اختبار كيبيك الرسمي للغة الفرنسية ، قالت المقاطعة إنها تعمل على تعديل اختباراتها للتجار.
هذا وقد انتشرت قصة Yohan Flaman، الذي يعمل كسائق شاحنة و يبلغ من العمر 39 عاماً، في وسائل الإعلام في جميع أنحاء كندا وحتى بعض المواقع الدولية، وذلك بعد فشله في إثبات كفائته في لغته الأم في محاولته الأولى في اختبار الهجرة.
و أوضح Flaman أنه وجد بعض الأسئلة “مضللة”، وأضاف أنه يجب على المقاطعة التخفيف قليلاً من صعوبة هذا الامتحان.
وأكدت إدارة الهجرة في كيبيك، التي تُعرف رسمياً باسم وزارة الهجرة والاندماج، أنها تعيد التفكير في كيفية تعاملها مع الأشخاص العاملين في مختلف المجالات.
وقالت المتحدثة باسم الوكالة Arianne Méthot :”تعمل الوزارة حالياً على مجموعة من الملفات التي تتعلق بمستوى اللغة الفرنسية اللازم لمختلف المجالات و المهن، مع أخذ مدى صعوبة تقييم مستوى اللغة الفرنسية المطلوب بالنسبة للوضع الاجتماعي والمهني للمرشح في عين الاعتبار”.
أي وبعبارةٍ أخرى، تعمل المقاطعة على تكييف متطلباتها اللغوية مع الوظائف التي ينوي المهاجرون المحتملون القيام بها في كيبيك.
وأضافت Méthot: “سيتيح هذا الدليل المرجعي تحديد عتبات المهارات الدنيا وفقاً للوضع المهني للشخص والمتطلبات المحددة للتوظيف المستهدف، سواء شفهياً أو كتابياً”.
وقد عبّر Flaman ، الذي كان يعيش مع زوجته الكندية حالياً في منطقة كيبيك في Beauce، عن إعجابه بهذه الفكرة.
كما أكّد بيانٌ صادرٌ عن مكتب وزيرة الهجرة في كيبيك، Nadine Girault ،أن الوزيرة تتابع قضيته وأنها تتعاطف معه.
وجاء في البيان: “تأكد أننا نقوم بتقييم كيفية تحسين أساليب إظهار إتقان اللغة الفرنسية وتلبية احتياجات المهاجرين بشكل أفضل”.
و تظهر أهمية هذا التغيير بشكل خاص لدى العمال الشباب الذين ينجذبون إلى تيار الهجرة السريع الذي استخدمه Flaman، والذي يُطلق عليه برنامج خبرات كيبيك أو PEQ.
و لتجنب إجراء اختبار اللغة الفرنسية، يمكن للمتقدمين تقديم دليل على دراستهم باللغة الفرنسية، أو إثبات من نظامهم المهني يدل على مهاراتهم اللغوية.
لكن في حال لم يكن لديهم هذه السجلات، فسيتعين عليهم إجراء نفس الاختبار، بغض النظر عن مستوى تعليمهم أو المجال الذي يعملون فيه.
ما يعني استيفاء معايير منظمتين فرنسيتين مسؤوليتن عن إجراء هذه الاختبارات، إحداهما هي غرفة التجارة في باريس.
و لم يستطع Flaman، الذي نشأ في منطقة Limoges، أن يثبت أنه درس في مدرسة ثانوية فرنسية لمدة ثلاث سنوات ، كما هو مطلوب، وأضاف أنه بدأ العمل في سن 14، وأنه لا يملك شهادة الثانوية العامة.
ولهذا السبب أجرى الاختبار، وهو اختبار صوتي حيث يستمع المشاركون إلى اللغة الفرنسية المنطوقة على سماعات الرأس ويضعون علامة على إجابات متعددة الخيارات، في غضون فترة زمنية صارمة.
مع العلم أن المتحدثين من فرنسا وليسوا من كيبيك، لذا لم يكن الأمر يتعلق باللهجة أو اللغة العامية. بل كانت المشكلة في الطريقة التي طلب بها الاختبار منه تحليل المناقشات.
وأوضح Flaman: “يطلبون منك على سبيل المثال، تحليل محادثة بين شخصين، وبعد ذلك يسألون، ما الذي يتحدث عنه هؤلاء الأشخاص؟ هل كان إعلاناً دعائياً ، أم كان حديثاً عائلياً ، أم ماذا؟ “.
وقد أدّى كل ذلك إلى فقدانه التركيز، ثم أدرك أخيراً أنه رسب.
لكن وعلى الرغم من ذلك، قالت إدارة الهجرة في كيبيك إنها لا تستطيع تقديم إحصاءات دقيقة بخصوص عدد الأشخاص الذين يجتازون أو يفشلون في اختبار اللغة لأن عمليات التصحيح تتم خارج المقاطعة.
مع العلم أن كيبيك بحاجة ماسة للمهاجرين حالياً، خصوصاً أصحاب المهن، وذلك بالتزامن مع ازدهار الاقتصاد.
المزيد من التفاصيل: