يعيش “مامادو كوناتي” في كيبيك منذ أربع سنوات فقط، لكنه عمل في أجزاء من هذه المقاطعة لم تطأ قدمها أبداً العديد من سكان كيبيك: “Saint-Michel-des-Saints، Trois-Rivières، Gaspésie، William، Beaupré، Sherbrooke.”
فقد قام Konaté بقطع الأشجار لصالح Hydro-Québec ، وفرز القمامة في مراكز إدارة النفايات، ومؤخراً قام بتنظيف غرف المرضى المصابين بفيروس كورونا في ثلاثة دور رعاية طويلة الأجل.
أُصيب بالمرض في أواخر شهر أبريل/ نيسان أثناء القيام بذلك، وعلى الرغم من أن المقاطعة توسطت في صفقة مع الحكومة الفيدرالية لضمان الإقامة للعديد من طالبي اللجوء الذين عملوا في دور الرعاية طويلة الأجل المحاصرة في كيبيك، فإن كوناتي يواجه الترحيل بمجرد السماح برحلات جوية إلى ساحل العاج مرة أخرى.
وقال كوناتي ، الذي أُطلق سراحه مؤخراً من مركز احتجاز المهاجرين مع تحذير بدفع غرامة بقيمة 7000 دولار ومجموعة من الشروط: “هذا غير عادل حقاً. تحاول الأمم المتحدة إخراج الناس من هناك وكندا تريد إعادتي”.
وتمَّ اعتقاله بعد أن حاول هو ومحاميه تقديم طلب بوقف الترحيل والإقامة لأسباب إنسانية ورحيمة. وقبل ذلك، كان كوناتي قد اختفى، وتمَّ العثور على طلب اللجوء الأول الذي قدّمه “غير مقبول” بسبب قسم غامض من قانون الهجرة الكندي، ينص على أن أي شخص شارك في الإطاحة بحكومة ما لا يمكنه طلب الإقامة في كندا.
وقال محامي حقوق الإنسان ستيوارت إستفانفي، الذي تولى قضية كوناتي: “إنها في الأساس البند الذي بموجبه سنجعل نيلسون مانديلا غير مقبول. أي شخص ينضم إلى المقاومة ضد النازيين لن يكون مقبولاً في كندا بموجب هذا البند من قانوننا. إنه بند مجنون. في بلد ديمقراطي، لا ينبغي أن نحصل عليه ولكنه موجود في القانون”.
قدّم استفانفي طلباً للحكومة الفيدرالية للتنازل عن عدم قبول كوناتي ، بالإضافة إلى أمر قضائي لمحاولة إجبار الحكومة على اتخاذ قرار سريع في قضيته. كما تقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة مؤقتة لـ Konaté.
وقال المحامي إستفانفي عن موكله: “كان أول وجه يراه بعض الأشخاص في CHSLD في الصباح ، مع ابتسامة على وجهه. كان يساعد الناس. أعتقد أن العمل الذي قام به يجب الاعتراف به ويجب قبوله هنا في كندا”.
وأوضح ستيفانفي إن كوناتي، البالغ من العمر 39 عاماً، كان يوماً ما عضواً في جماعة القوات الجديدة لكوت ديفوار (FNCI) المتمردة – التي تشكلت في عام 2002 ، في أعقاب الحرب الأهلية في البلاد.
ولفت إستفاني إلى أنّ موكله هرب من ساحل العاج بعد ذلك بعامين، وفي بعض الأحيان طلب الحماية من الصليب الأحمر والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. كان لاجئًا في نيجيريا وليبيريا لسنوات قبل مجيئه إلى كندا في أوائل عام 2016.