شهدت أونتاريو ما لا يقل عن 23 حالة وفاة بسبب التسمم بنتريت الصوديوم في عامي 2019 و 2020، وذلك وفقاً لدراسة صدرت في عام 2021 من قبل علماء من دائرة علم الأمراض الشرعي في أونتاريو (OFPS).
في غضون ذلك قال الدكتور “Tyler Hickey” المؤلف الرئيسي للدراسة أن جميع الوفيات تقريباً كانت متعمدة، وبصفته اختصاصي في علم الأمراض الشرعي، فإن جزء من مهمته هو مراقبة الطرق التي يموت بها الناس، ثم مشاركة هذه المعلومات مع أنظمة الصحة العامة.
تم تسجيل أقرب مثال وجده “Hickey” لوفاة متعمدة بسبب التسمم بنتريت الصوديوم في نيوزيلندا في عام 2010.
في الولايات المتحدة سجل نظام بيانات السموم الوطني 47 حالة تسمم بنتريت الصوديوم بين عامي 2015 و 2020، حدث معظمها في عام 2019 و 2020، في حين كانت الأرقام الوطنية لكندا غير متوفرة لأن هذا البلد لا يجمع بيانات وطنية من الفاحصين الطبيين أو الطب الشرعي أو مراكز السموم حول التسمم بنتريت الصوديوم.
من الجدير بالذكر أنه لعدة سنوات تم الترويج لنتريت الصوديوم في المجتمعات المؤيدة للانتحار عبر الإنترنت نظراً لتوفرها عبر بائعي الإنترنت والأسواق الاستهلاكية مثل “أمازون”.
تجدر الإشارة إلى أنه في كندا يُسمح باستخدام نتريت الصوديوم كمضافات غذائية، ويخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء للتأكد من أنها بكميات آمنة للاستهلاك، ومع ذلك يعتقد “Hickey” أن المشرعين يجب أن يوازنوا بين قيمته كمواد حافظة يسهل الوصول إليها مقابل خطره.
يمكن القول أنه في كندا لا توجد أي لوائح تمنع المستهلكين الأفراد من شراء نتريت الصوديوم، سواء كان ذلك للاستخدام المقصود أو لإيذاء النفس.
بالمقابل أدخلت بعض البلدان حواجز أمام الوصول إلى نتريت الصوديوم، فقد أدرجت المملكة المتحدة نتريت الصوديوم على أنه مادة يمكن الإبلاغ عنها، مما يعني أنه يجب على البائعين إبلاغ السلطات عن مشترياتهم المشبوهة، كما تقوم فرنسا بخفض النتريت تدريجياً في الطعام.
وفي سؤالها عما تفعله لمعالجة حالات التسمم المتعمد بنتريت الصوديوم، قالت وزارة الصحة الكندية إن تركيزها ينصب على تعزيز الصحة العقلية والعافية، كما قدمت إرشادات للمستشفيات حول كيفية علاج التسمم بنتريت الصوديوم، مثلاً عن طريق إعطاء ترياق سريع المفعول يعرف باسم “الميثيلين الأزرق”.
في هذا السياق أكد عضو البرلمان عن الحزب الوطني الديمقراطي “Gord Johns” على أن ذلك لا يكفي، وأن الحكومة الفيدرالية بحاجة إلى استكشاف استجابة تنظيمية لهذه المشكلة، حيث يجب أن يكون من الصعب على الناس الوصول إلى أساليب الانتحار، مثل الأسلحة النارية ونتريت الصوديوم.
يمكن القول أن أكثر ما يريده “Johns” هو اتخاذ إجراء سريع من جانب الحكومة الفيدرالية بشأن الوعود التي قطعتها حول دعم الصحة العقلية ومعالجة الأسباب الجذرية للاكتئاب وإيذاء النفس.
كما أشار إلى أن الحكومة الليبرالية لم تقدم بعد اقتراح 2018 من قبل النائب عن الحزب الوطني الديمقراطي “تشارلي أنجوس” لوضع خطة عمل وطنية لمنع الانتحار.
هذا وفي تقرير التقدم المحرز في إطار العمل الفيدرالي لمنع الانتحار لعام 2020، قالت الحكومة الفيدرالية إنها تدعم تطوير خطة العمل مع التأكيد على المبادرات الفيدرالية الحالية في منع الانتحار، كما وعدت بأنها ستوفر تحديثات حول التقدم المحرز في الخطة كل عامين.
لابد من الإشارة إلى أنه في الولايات المتحدة تستخدم العائلات الثكلى التقاضي للمطالبة بمساءلة للشركات التي تنتج أو توزع نتريت الصوديوم، حيث رفعت دعوى قضائية ضد أمازون في وقت سابق من هذا العام بعد وفاة شخص بسبب جرعة زائدة من نتريت الصوديوم في أواخر ديسمبر/تشرين الثاني 2020.
في غضون ذلك أوضح متحدث باسم “أمازون” أن الشركة تتبع القوانين واللوائح المعمول بها عند إدراج العناصر المعروضة للبيع، وأن لديها قواعد تحظر أي رسائل تروج لإيذاء الذات أو إيذاء الآخرين.
فيما يتعلق بنتريت الصوديوم فهو يستخدم عادة لحفظ الأطعمة مثل اللحوم والأسماك، ويمكن استخدامه أيضاً في المعامل، وهو منتج متاح على نطاق واسع وللأسف مثل العديد من المنتجات يمكن إساءة استخدامه.
إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من أفكار انتحارية أو مسائل تتعلق بالصحة العقلية يرجى الاتصال بمركز الأزمات National Suicide Prevention Lifeline على الرقم 8255-273-800
أو بمركز Talk Suicide في كندا على الرقم 4566-456-833 -1.