اعلن وزير المالية السعودي “محمد الجدعان” في المنتدى الاقتصادي العالمي 2023 في Davos أن الدول الغنية بالنفط منفتحة على التداول بالعملات الأخرى إلى جانب الدولار الأمريكي لأول مرة منذ 48 عاماً.
وقال الجدعان في لقاء صحفي أنه لا توجد مشاكل في مناقشة كيفية تسوية الترتيبات التجارية، سواء كان ذلك بالدولار الأمريكي أو اليورو أو الريال السعودي.
يمكن القول أن هذه التعليقات هي أحدث إشارة إلى أن الدول القوية في جميع أنحاء العالم تخطط للتخلص من الدولار في الاقتصاد العالمي.
يذكر أن هيمنة الدولار على التجارة العالمية وتدفقات رأس المال تعود إلى ما لا يقل عن 80 عاماً، وعلى مدى العقود الثمانية الماضية، كانت الولايات المتحدة أكبر اقتصاد في العالم، والكيان السياسي الأكثر نفوذاً وأقوى قوة عسكرية.
لكن مع استخدام الولايات المتحدة موقع القوة هذا كسلاح في السنوات الأخيرة وفرضها العقوبات على الدول التي تعاني من الصراعات، وتهديدها بتخفيض قيمة عملتها واستغلالها لدعم اقتصادها، فأنه من غير المستغرب أن تثير هذه التحركات ردود فعل عنيفة من الصين وروسيا ودول بارزة أخرى.
ونتيجة لذلك أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة مجموعة البريكس الرابعة عشرة في عام 2022، عن تدابير لإنشاء عملة دولية جديدة، وفي الوقت نفسه تحث الصين منتجي النفط والمصدرين الرئيسيين على قبول اليوان للمدفوعات، وهذا بلا شك قد يؤدي إلى تآكل نفوذ الدولار الأمريكي.
على الرغم من ذلك يقول الخبراء أن هناك أسباب مهمة للاعتقاد بأن هيمنة الدولار ستستمر، وهناك ثلاثة أسباب جديرة بالذكر في هذا السياق، وهي كالآتي:
☆ استبدال الدولار سيكون أمراً صعباً
اعتباراً من أواخر عام 2022، يمثل الدولار 59.79٪ من إجمالي الاحتياطيات الأجنبية، وبالمقارنة يمثل اليورو 19.66%، في حين يمثل الرنمينبي الصيني 2.76% فقط من الاحتياطيات العالمية، وبالنظر إلى هذه الأرقام، فإن الصين حتى لو تمكنت من توسيع حصتها بمقدار عشرين ضعف ستظل متخلفة عن الدولار بهامش كبير.
☆ العملة الاحتياطية هي للدولة الأقوى إقتصادياً
ترتبط حالة العملة الاحتياطية ارتباطاً وثيقاً بحجم اقتصاد بلد الإصدار، وبعبارة أخرى فإن أكبر اقتصاد عادة ما يكون لديه وضع العملة الاحتياطية، أضف إلى ذلك أن الريادة الاقتصادية الأميركية لا يمكن التغلب عليها ببساطة.
بالنسبة إلى الصين فقد تباطأ نموها الإقتصادي في السنوات الأخيرة، ويعتقد البعض أنها لن تتفوق على الولايات المتحدة أبداً، وفي الوقت نفسه كانت روسيا تحتل المرتبة الحادية عشرة بين أكبر الاقتصادات قبل الحرب مع أوكرانيا.
أما الهند فهي تنمو إقتصادياً بسرعة، ولكنها تحتاج إلى تحقيق نمو بنسبة 628% حتى تتمكن من مجاراة الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة اليوم، وهذا بدوره قد يستغرق 25 عاماً.
☆ الدولار الأمريكي لا يفقد هيمنته في كافة القطاعات
السبب الأخير الذي يجعل الأميركيين لا يشعرون بالقلق إزاء فقدان الدولار لنفوذه هو أن السيناريو الأسوأ ليس سيئاً للغاية، فالولايات المتحدة قد تفقد نفوذها في بعض قطاعات الاقتصاد العالمي ولكنها لن تفقد هيمنتها في كل مكان.
على سبيل المثال، يمكن أن يصبح اليوان الصيني أكثر أهمية للتجارة والمدفوعات عبر الحدود، ولكن يمكن أن يظل الدولار العملة الاحتياطية المفضلة للبنوك المركزية في الدول المتقدمة.
بعد كل ذلك إذا كنت لا تزال قلقاً بشأن هيمنة الدولار، يمكنك تعديل حسابات التقاعد لتوفير حماية أفضل، حيث يمكنك اللحوء إلى حساب IRA الذهبي وهو نوع من حسابات التقاعد الفردية التي تسمح لك بالاستثمار في الذهب والمعادن الثمينة الأخرى، بدلاً من الأسهم وصناديق الاستثمار المشتركة والاستثمارات التقليدية الأخرى.
يعتبر هذا الحساب بديل رائع لأنه على عكس الدولار الأمريكي، الذي فقد 98% من قوته الشرائية منذ عام 1971، تظل القوة الشرائية للذهب أكثر استقراراً بمرور الوقت.

















