تحمّل رئيس الوزراء فرانسوا لوغو مسؤولية المناقشات الساخنة الأسبوع الماضي حول ” العنصرية الممنهجة” في الجمعية الوطنية، وأضاف أنه كان ينبغي عليه إظهار المزيد من “التعاطف والتضامن” تجاه السكان الأصليين.
وأقرّ لوغو في منشورٍ له على فيسبوك أن الأسبوع الماضي لم يكن الوقت المناسب لطغيان المناقشات الحزبية على المشكلات التي لا يزال السكان الأصليون يواجهونها في كيبيك.
وقال:”أُدرك جيداً أننا لم نرسل رسالة التعاطف والتضامن التي يتطلبها الوضع منا، وأنا أتحمل نصيبي من المسؤولية”.
وتابع: “من واجبي كرئيس للوزراء أن أكون قدوة. ما يتطلبه الوضع منا هو تنحية الحزبية جانباً لتسليط الضوء على قصص وتجارب السكان الأصليين”.
وكانت رسالة لوغو يوم الإثنين بمناسبة اليوم الوطني للعمل من أجل النساء والفتيات من السكان الأصليين المفقودات والمقتولات.
جاء ذلك بعد تحوّل تكريم Joyce Echaquan في الجمعية الوطنية الأسبوع الماضي إلى نقاش بين الأحزاب السياسية حول وجود عنصرية ممنهجة في المقاطعة.
وتبع ذلك أيضاً انتقاد لوغو لقوله إن كيبيك لن تعترف رسمياً باليوم الوطني الأول للحقيقة والمصالحة الأسبوع الماضي لأن المقاطعة تحتاج إلى ” المزيد من الإنتاجية” بدلاً من المزيد من العطلات.
وتفاقم الوضع يوم الجمعة بإصدار الطبيبة الشرعية Géhane Kamel تقريرها عن وفاة Echaquan ، داعيةً حكومة المقاطعة إلى الاعتراف أخيراً بوجود العنصرية الممنهجة والالتزام بإزالتها من مؤسساتها.
ولم تعلّق الطبيبة على تقريرها بشكل علني حتى الآن، لكنها ستفعل ذلك خلال مؤتمر صحفي في Trois-Rivières، حيث ستقدم تفاصيل النتائج والتوصيات. ومن المتوقع أيضاً أن تردّ حكومة المقاطعة على التقرير .
يُذكر أن Echaquan(وهي امرأة من الAtikamekw، تبلغ من العمر 37 عاماً وهي أم لـ7 أطفال)، توفيت في أحد مشافي Joliette في سبتمبر/إيلول 2020. وقامت بنشر مقطع فيديو على فيسبوك أثار غضباً في جميع أنحاء البلاد، حيث ظهر فيه ممرضتان تُدليان بتعليقات عنصرية مهينة تجاهها قبل وقت قصير من وفاتها.
وعلى الرغم من الضغوط المتزايدة من أحزاب المعارضة وزعماء السكان الأصليين على حد سواء، أنكر لوغو وحكومة Coalition Avenir Québec مراراً وتكراراً وجود العنصرية المنهجية في المقاطعة.
وفي رسالته التي نشرها يوم الإثنين، لم يذكر لوغو مصطلح “العنصرية المنهجية”، التي أصر على أنها مصطلح “مثير للانقسام”. لكنه تعهّد بمكافحة العنصرية والتمييز ضد السكان الأصليين في كيبيك.
وكتب: “يجب أن نعد ببذل المزيد من الجهد لمكافحة العنف ضد نساء السكان الأصليين. وعلى نطاقٍ أوسع، يجب علينا بذل المزيد من الجهود للتصدي للعنصرية التي لا تزال تواجهها الأمم الأولى والـ Inuit”.
وأضاف أنه يجب على سكان كيبيك جعل مكافحة العنصرية “مهمة جماعية، بحيث يقف الجميع في وجه التمييز عند حدوثه”.
علماً أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعهد فيها لوغو بتقديم أداء أفضل تجاه السكان الأصليين في المقاطعة. ففي عام 2019، وقف في الجمعية الوطنية واعتذر رسمياً عن التمييز الذي واجهوه على أيدي مقدمي الخدمات العامة في كيبيك.
جاء الاعتذار بعد Viens Commission، وهو تحقيقٌ استمر 3 سنوات في هذه المسألة، ووصف الطريقة التي عوملت بها شعوب الأمم الأولى والInuit في كيبيك بأنها “غير مقبولة كلياً في مجتمع متقدم”.
وأكّد لوغو أن وزير شؤون السكان الأصليين Ian Lafrenière يعمل على تنفيذ توصيات اللجنة، بالإضافة إلى التوصيات التي قدمها التحقيق الوطني في النساء والفتيات من السكان الأصليين المفقودات والمقتولات.
لمزيد من التفاصيل حول تصريحات لوغو الأسبوع الماضي :