يمكن القول أن جائحة COVID-19 غيرت مفهوم العمل بأكثر من طريقة، كما بدأت سياسات الإجازة تتغير أيضاً.
فقد أعلنت Microsoft الأسبوع الماضي أن جميع موظفيها سيحصلون على إجازة غير محدودة، وذلك بموجب سياستها الجديدة “Discretionary Time Off”، وفي كندا أيضاً وضعت شركة خدمات البناء ElissDon ومزود البرامج RL Solutions سياسات إجازة غير محدودة أيضاً.
بعض الخبراء قالوا أنه في حين أن مثل هذه السياسات يمكن أن تعزز الروح المعنوية والمشاركة، فإنها قد تدفع الموظفين لقضاء أيام إجازة أقل وسط مخاوف من أن أصحاب العمل قد ينظرون إليهم على أنهم لا يقدرون العمل بشكل كافٍ.
بدورها قالت Rachael Pettigrew الأستاذة المساعدة في كلية Bissett للأعمال في جامعة Mount Royal في كالجاري أن هذا يمثل تحدياً بشكل خاص في ثقافة العمل التي تقدر العمل والإنتاجية على كل شيء آخر، وأوضحت أن الأمريكيين بشكل عام ليسوا معروفين بأخذ إجازات طويلة، لذلك فإن وقت الإجازة المخصص لهم غالباً ما يكون أقل مقارنة بالدول الأخرى.
وقالت أنه من المعروف أن الأمريكيين مدمنون على العمل، وبينما يكرس الكنديون عملهم بنفس القدر فإنهم يأخذون الكثير من فترات الراحة، وعلى عكس الأمريكيين من المرجح أن يستخدم الكنديون كل وقت إجازتهم.
وتقول أيضاً انه على الرغم من ذلك هناك فوائد لهذه السياسة، حيث سيتمتع الموظفون بالاستقلالية والاختيار حول كيفية استخدام أيامهم، وقد ينتهي بهم الأمر بمزيد من الرضا في العمل مما يعني إنتاجية أكبر بالنسبة لأولئك الذين يمكنهم القيام بعملهم بسرعة.
في السياق ذاته تقول Diane-Gabrielle Tremblay الأستاذة في قسم الاقتصاد والإدارة في جامعة TÉLUQ إن السياسة الجديدة ستكون شيئاً يتطلع إليه الكثير من الناس، وهذا ما تحاول الكثير من الشركات فعله في محاولة ليس فقط لجذب العمال، ولكن أيضاً الاحتفاظ بهم.
وأوضحت Tremblay أن أولئك الذين اقتربوا من التقاعد يمكن إقناعهم فعلياً بالبقاء لفترة أطول إذا كان لديهم المزيد من المرونة والوقت لقضاء إجازات أطول.
وفقاً ل- Pettigrew هذه السياسة الجديدة هي أداة توظيف، لا سيما أن الموظفين المحتملين يريدون المرونة والتقدم إلى مؤسسة تقدم إجازة غير محدودة، مؤكدةً أن الأمر متروك للمدير للتحدث علانية وإخبار الناس أنه لا بأس في أخذ إجازة.
تتفق كل من Tremblay و Pettigrew على أن الشركات في أمريكا الشمالية ستستمر في محاولة إبراز نفسها من خلال الإعلان عن هذه السياسات الجديدة وتنفيذها للموظفين والباحثين عن عمل الذين يتسمون بالوضوح الشديد والحزم بشأن مطالبهم.
يمكن القول أن COVID-19 هو من أحدث هذا التغيير، إذ أنه في السابق لم يكن بالإمكان طلب عطلة نهاية أسبوع أطول أو أربعة أيام عمل فقط، كما أن النقص في العمالة أجبر الشركات على الاستجابة وتلبية هذه المطالب التي تأتي بشكل أساسي لجذب العمال والاحتفاظ بهم.