كشفت دراسة جديدة أجراها علماء من كندا و الولايات المتحدة أن ملايين الطلاب في البلدين يتعرضون للمواد الكيميائية السامة من خلال الزي الرسمي الذي يرتدونه كل يوم.
التعرض لهذه المركبات التي تسمى أيضاً مواد per أو polyfluoroalkyl (PFAS) يكمن في تقنية مقاومة البقع التي يتم تسويقها غالباً كميزة في الأقمشة.
و أكدَّ العلماء المسؤولون عن الدراسة التي نُشرت في مجلة Environmental Science & Technology أنهم اكتشفوا PFAS في زي موحد لجميع العلامات التجارية الشهيرة التي اختبروها.
حيث ذكرت Marta Venier أستاذة الكيمياء البيئية بجامعة Indiana :
” لا تنتمي مادة PFAS إلى أي ملابس، لكن استخدامها في الزي المدرسي يثير القلق بشكل خاص لأن الزي المدرسي يلامس الجلد مباشرةً لمدة تصل إلى ثماني ساعات يومياً، مما يعرض الأطفال بشكل خاص للأذى “.
و بحسب العلماء فقد تم تحليل 72 من منسوجات الأطفال التي تم تسويقها على أنها مقاومة للبقع في الولايات المتحدة و كندا في عامي 2020 و 2021.
حيث قام العلماء أولاً بفحص الفلور الكلي و هو مؤشر أولي على احتمال وجود PFAS، ثم أجروا تحليلات مستهدفة لـ 49 نوعاً من PFAS و اكتشفوا الآلاف منها، بما في ذلك كحول الفلوروتيلومير المعروف باسم FTOH و هو الأكثر شيوعاً.
و هو ما علّق عليه Graham Peaslee أستاذ الفيزياء في Notre Dame قائلاً :
” يعتبر الأطفال من الفئات السكانية الضعيفة عندما يتعلق الأمر بالمواد الكيميائية المثيرة للقلق، و لا أحد يعرف أن هذه المنسوجات يتم معالجتها باستخدام PFAS و المواد الكيميائية السامة الأخرى “.
و حذرَّ العلماء من أن وجود pFAS في الزي المدرسي المعالج قد ينتهي به الأمر في أجسام الأطفال من خلال امتصاص الجلد، و كذلك من الأكل بأيدٍ غير مغسولة و سلوكيات اليد للفم التي غالباً ما تظهر من قبل الأطفال الأصغر سناً.
هذا و أشار مؤلفو الدراسة إلى أن كل من نيويورك و كاليفورنيا قدمت مؤخراً مشروعات قوانين بهدف التخلص التدريجي من PFAS من المنسوجات، بما في ذلك الزي المدرسي.
فيما شددت المؤلفة المشاركة Arlene Blum المديرة التنفيذية لمعهد السياسة الخضراء في بيركلي بكاليفورنيا على أنه يجب على الشركات المصنعة منع الضرر عن طريق الابتعاد عن PFAS في أقرب وقت ممكن، قائلةً :
” لحماية أطفالنا و الأجيال القادمة، يجب التخلص من فئة PFAS بأكملها من الزي المدرسي و جميع المنتجات الأخرى التي لا تكون ضرورية “.