ارتفع سعر الخشب بأسرع وتيرة له منذ أكثر من عام يوم الخميس، بعد تحذير شركات الأخشاب من أن حرائق الغابات في غرب كندا تضرّ بأعمالهم.
وقفز سعر العقود الآجلة للأخشاب بأكثر من 10٪، مما أدى إلى وقف التداول.
وكانت قيمة العقد الذي يضم 1000 قدم من الخشب المنشور 647 دولار في وقتٍ متأخر من يوم الخميس، أي ازداد بأكثر من 60 دولار مقارنةً باليوم السابق.
وقد ارتفعت الأسعار بشكل كبير لأن شركات الأخشاب في بريتش كولومبيا وفي أماكن أخرى تقلّص عملياتها بسبب حرائق الغابات.
وأوضحت شركة Canfor في فانكوفر أن إنتاجها سيقل بحوالي 115 مليون قدم هذا الربع لأن حرائق الغابات دمّرت شبكة السكك الحديدية التي تعتمد عليها. وخسرت CN جسر سكة حديد واحد على الأقل على خطها المؤدي إلى فانكوفر، كما تواجه CP صعوبات مماثلة.
وبيّن Adam Roszkowski محلل السكك الحديدية في Bloomberg Intelligence: “ستواجه السكك الحديدية الكندية ضغوطاً بسبب حرائق الغابات في بريتيش كولومبيا، وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع أخرى للتعافي التام”.
هذا يعني أنه من الصعب نقل أي شيء إلى السوق، أي أن Canfor ستحفف من عمليات الإنتاج. وسيمثل انخفاض الإنتاج المتوقع بمقدار 115 مليون قدم من الخشب أقل من 1٪ مما يقدمه القطاع عادةً كل ربع سنة.
وتوقع Mark Wilde، المحلل في بنك مونتريال، أن تضطر المزيد من الشركات أيضاً إلى خفض الإنتاج في الفترة القليلة القادمة.
زيادة الطلب على الخشب
تباطأ نشاط قطاع الأخشاب في بداية الوباء، حيث تم إرسال العمال إلى منازلهم. لكن الطلب على الخشب انتشر بشكل غير متوقع، ويرجع ذلك إلى ازدهار الطلب على تجديد المنازل.
ووصل سعر الخشب خلال شهر مايو/أيار إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بأكثر 1600 دولار لكل 1000 قدم لوحة، أو حوالي 5 أضعاف ما كان عليه في بداية الوباء.
وأفاد البناة أن أسعار الأخشاب المرتفعة تضيف ما يصل إلى 30 ألف دولار إلى تكلفة بناء منزل نموذجي، كما كانت الأخشاب تنفذ بسرعة من ساحات الخشب في جميع أنحاء البلاد.
إلا أن الأمور تغيرت بسرعة، حيث تسببت هذه الأسعار الفلكية في انخفاض الطلب مرة أخرى، مما أدى إلى تراكم المخزون في ساحات الأخشاب حيث قام الناس بتعليق خطط البناء الخاصة بهم.
وأفاد تجار التجزئة في المتاجر الكبيرة في الولايات المتحدة مثل Home Depot أن الطلب على الخشب انخفض بمقدار النصف تقريباً منذ مايو/أيار.
أي أن نقص المعروض تسبب في ارتفاع الأسعار في مايو/أيار، مما أدى إلى نقص الطلب من المستهلكين في يونيو/حزيران.
وأوضحت Kéta Kosman من Madison’s Lumber Reporter: “تخلق هذه الحرائق تصوراً بوجود نقص محتمل في الإمدادات، وسيكون هناك رد فعل”.
وفي الواقع، كان رد الفعل سريعاً لدرجة أن بعض مناشر الخشب في بريتيش كولومبيا ستقوم ببيع الأخشاب بأقل من تكلفة الإنتاج.
كما لاحظت Kosman أن حرائق الغابات ليست الطريقة الوحيدة التي تؤثر بها الطبيعة الأم على سوق الأخشاب.
فبالإضافة إلى الحرائق في غرب أمريكا الشمالية، هناك عواصف عنيفة تلوح في الأفق في الشرق.