أفاد البنك الدولي في بيان له صدر يوم الاثنين أن أسعار النفط قد تصل إلى مستويات مجهولة في حال تصاعدت الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين، وهذا بدوره قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم.
هذا وقد وجدت توقعات أسواق السلع الأساسية الصادرة عن البنك الدولي أن الصراع في نطاقه الحالي قد أثر بشكل محدود على أسعار النفط، لكن هذا التوقعات قد تصبح قاتمة ومجهولة إذا تصاعد الصراع.
يذكر أن الصراع الذي بدأ في المنطقة والعملية العسكرية الإسرائيلية التي تلته قد أثارت مخاوف كبيرة من نشوب صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط، لا سيما وسط التصعيد الذي يلوح في الأفق بعد تأجج الصراع ولجوء كلا الطرفين إلى طلب المساعدات الأقليمية من حلفائهما.
يحاكي تقرير البنك الدولي ثلاثة سيناريوهات لإمدادات النفط العالمية، وأشار إلى أن التأثيرات ستظل محدودة إذا لم يتسع الصراع، ومن المتوقع أن تنخفض أسعار النفط من المستويات الحالية التي تبلغ حوالي 90 دولار للبرميل إلى متوسط 81 دولار للبرميل في العام المقبل.
ولكن في حال حدوث اضطراب متوسط المدى، فإن إمدادات النفط العالمية التي تبلغ نحو 100 مليون برميل يومياً ستنخفض بنحو 3 إلى 5 ملايين برميل يومياً، مما قد يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع بنسبة 35%.
أما في حال اضطرب الوضع وتصاعد الصراع بشكل كبير، من المتوقع أن يحدث انكماش في إمدادات النفط العالمية بمقدار 6 إلى 8 ملايين برميل يومياً، ويمكن أن ترتفع الأسعار بنسبة 56٪ إلى 75٪.
في غضون ذلك أوضح Indermit Gill، كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، أن الحرب الروسية الأوكرانية كان لها بالفعل آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، وفي حال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط فإن الاقتصاد العالمي سيواجه صدمة طاقة مزدوجة للمرة الأولى منذ عقود، ليس فقط من الحرب في أوكرانيا ولكن أيضاً من الشرق الأوسط.
كما قال Ayhan Kose، نائب كبير الاقتصاديين في البنك الدولي، إن ارتفاع أسعار النفط سيؤدي حتماً إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ومن شأن تصعيد الصراع الأخير أن يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وليس على نطاق واسع داخل المنطقة ولكن أيضاً في جميع أنحاء العالم.
وفقاً للبنك ارتفعت أسعار النفط بشكل عام بنحو 6% منذ بداية الصراع وارتفع الذهب بنسبة 8٪ تقريباً، كما يقول التقرير أن الولايات المتحدة ستواجه نقصاً هائلاً في النفط، نظراً لأن إنتاج النفط الأمريكي وصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
من الجدير بالذكر أخيراً أن وزيرة الخزانة الأمريكية Janet Yellen أكدت في بيان لها أن إدارة بايدن تراقب بعناية العواقب الاقتصادية للحرب في فلسطين، وحتى الآن لم نر الكثير مما له عواقب عالمية، ولكن إذا انتشرت الحرب بالطبع قد تكون هناك عواقب ذات معنى أكبر.

















