وفقاً لاستطلاع جديد أجرته شركة The Harris Pol، يقول نصف الأمريكيين، منهم 42% من الديمقراطيين، إنهم سيؤيدون عمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، في حين يقول 30% من الديمقراطيين وكذلك 46% من الجمهوريين، أنهم سينهون حق المواطنة بالولادة، وهو أمر مضمون بموجب التعديل الرابع عشر للدستور.
يمكن القول أن سبب ذلك هو أن معظم الأمريكيين يؤيدون خطط الهجرة القاسية للرئيس السابق ترامب، والتي حفزتها الزيادة القياسية في المعابر الحدودية غير القانونية وحرب الرسائل التي لا هوادة فيها التي يشنها الجمهوريون.
بالنسبة للرئيس بايدن فهو يدرك تماماً أن الأزمة تهدد إعادة انتخابه، ولذلك سعى إلى قلب السيناريو من خلال اتهام ترامب بتخريب مشروع قانون الهجرة الأكثر تحفظاً في الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي منذ عقود.
ومع ذلك يقول 32% من المشاركين في الاستطلاع إن إدارة بايدن هي المسؤول الأكبر عن الأزمة، متفوقة على أي عامل سياسي أو هيكلي آخر.
يشير الاستطلاع إلى أنه في ظل وجود عدد قياسي من المعابر الحدودية، فإن ثلثي الأمريكيين قالوا إن الهجرة غير الشرعية هي أزمة حقيقية، وليست رواية إعلامية ذات دوافع سياسية.
من الجدير بالذكر أن الدعم الشعبي لعمليات الترحيل واسعة النطاق فاجئت الجميع، ويعتقد البعض أن السكان يبعثون فقط برسالة إلى السياسيين مضمونها “سيطروا على هذا الأمر”، بعبارة أخرى هذا تحذير لبايدن من أن الجهود المبذولة لنقل المسؤولية عن هذه القضية إلى ترامب لن تنجح.
يذكر أن الرئيس ترامب تعهد بتنفيذ أكبر عملية ترحيل محلي في التاريخ الأمريكي، متطلعاً إلى مداهمات واسعة النطاق تستهدف الملايين من المهاجرين غير الشرعيين، وعلى الرغم من أن الأمريكيين لا يرغبون عادةً في ترحيل المهاجرين الذين تأصلوا في البلاد، لكن الاستطلاع يشير إلى أن الديناميكية قد تتغير وسط المخاوف المتزايدة بشأن الجريمة والعنف.
لا بد من الإشارة إلى أن أكبر مخاوف الأمريكيين بشأن الهجرة غير الشرعية شملت:
▪︎ زيادة معدلات الجريمة والمخدرات والعنف (21٪).
▪︎ التكاليف الإضافية على دافعي الضرائب (18%).
▪︎ خطر الإرهاب والأمن القومي (17%).
من المثير للاهتمام أن الاستطلاع كشف تناقضات بين تصورات الأمريكيين للهجرة والواقع الذي أثبتته البيانات، حيث يعتقد 64% خطأً أن المهاجرين يحصلون على الرعاية الاجتماعية والمزايا أكثر مما يدفعونه كضرائب، كما أن 56% يعتقدون خطأً أن الهجرة غير الشرعية مرتبطة بارتفاع معدلات الجريمة في الولايات المتحدة.
ولكن بالنسبة لجرائم العنف لاتظهر البيانات أن المهاجرين غير الشرعيين هم أكثر عرضة لارتكاب الجرائم، ولا تُظهر أن المهاجرين غير الشرعيين لديهم معدلات إدانة بجرائم القتل أعلى من عامة الناس.
بحسب الاستطلاع قال 58% إنهم يؤيدون توسيع المسارات القانونية للهجرة المنظمة، بينما قال 46% إنه يجب حماية طالبي اللجوء إذا كانت قضاياهم مشروعة، كما قال 68% إن الهجرة غير الشرعية تسبب مشاكل كبيرة في المجتمعات، بينما قال 27% الشيء نفسه عن الهجرة القانونية.
ونلفت أخيراً إلى أن 65% من الأمريكيين قالوا أن الولايات المتحدة يجب أن تسهل على أي شخص يسعى إلى حياة أفضل الدخول بشكل قانوني حتى لا يحتاج إلى الدخول بشكل غير قانوني.