أظهرت بعض الصور المنشورة على أحد مواقع الجولات السياحية العقارية العام الماضي شقة Moffy Yu في وسط مدينة تورونتو، وهي شقة من غرفتي نوم مع نوافذ ممتدة من الأرض حتى السقف توفر إطلالات شاملة من أعلى برج سكني في كندا.
وفقاً للوثائق التي قدمها Yu كان المنزل مُدرجاً للبيع مقابل 978000 دولار في 11 مايو/أيار الماضي، ثم تم بيعه مقابل 970 ألف دولار بعد تسعة أيام، وقد تم نقل الملكية في 15 يونيو/حزيران إلى مشتر جديد حصل على رهن عقاري من بنك مونتريال.
لكن Yu وهي طالبة دولية تعيش الآن في مقاطعة هوبي الصينية، أكدت إنها لم تعرض منزلها للبيع وقالت أنها قد سرقت.
حيث تم إدراج العقار من قبل منتحل شخصية تمكن من الوصول إلى المنزل الشاغر وقام بالتقاط الصور وأدرجه وباعه، بعد أن خدع المشتري ومجموعتين من وكلاء العقارات والمحامين المشاركين في البيع وبنك رئيسي وسجل الأراضي في أونتاريو.
وأكدت شرطة تورنتو وجود تحقيق نشط في القضية لكنها لم تكشف عن مزيد من التفاصيل، كما أكد بنك مونتريال إنه على أهبة الاستعداد لمساعدة الشرطة.
في غضون ذلك قال Brian King من مجموعة International Advisory Group أن هذه القضية هي جزء مما يسميه “الاحتيال الكامل في حق الملكية”، حيث ينتحل اللصوص شخصية مالكي العقار باستخدام أشياء مزيفة.
وأضاف King أن شركته حققت في العديد من حالات الاحتيال هذا في منطقة تورنتو الكبرى، تضمنت إحداها بيع منزل بقيمة 2 مليون دولار.
وفقاً ل- King هذه العملية على الرغم من كونها عملية نقل احتيالية، إلا أنها تجري في إطار من الإجراءات القانونية مما يزيد المشكلة تعقيداً.
يذكر أنه في 5 يناير/كانون الثاني طلبت شرطة تورنتو مساعدة الجمهور لحل قضية مختلفة تشبه إلى حد كبير قضية Yu، حيث قام رجل وامرأة بإدراج منزل في تورونتو للبيع باستخدام وثائق مزورة لانتحال صفة المالكين الحقيقيين، وقد مرت عدة أشهر قبل أن يدرك الملاك الحقيقيون أن الممتلكات قد بيعت دون موافقتهم.
من الجدير بالذكر أنه في قضية Yu لم ترد شركة التصوير العقاري التي نشرت صور الشقة عبر الإنترنت على اتصال هاتفي، حيث قامت امرأة ردت على الاتصال الداخلي بإنهاء المكالمة عندما عرّف أحد المراسلين عن نفسه وسأل عن ملكية العقار.
كما قال ممثل عن شركة الوكلاء العقاربين الذي تم إدراجه في المستندات التي قدمتها Yu على أنه يمثل البائع المحتال، أن الشركة لم تكن على علم بالقضية، بينما أكد ممثل Bay Street Group وكالة المشتري، أن الوحدة بيعت في يونيو/حزيران الماضي.
يوضح Tim Hudak الرئيس التنفيذي لجمعية أونتاريو العقارية أن الاحتيال في الملكية وضع الضحايا في وضع مروع، لا سيما أن المحتالين أصبحوا أكثر خبرةً وتعقيداً في تزوير المستندات، وأكد أن الحل الذكي طويل الأمد هو شراء تأمين حق الملكية.
وقال Hudak أن انتحال صفة المالكين ظاهرة جديدة، والأكثر ضعفاً هم الملاك الذين غابوا عن منازلهم لفترة طويلة، لذلك من المهم لجميع المعنيين، بما في ذلك السمسار والمحامي والمصرفي، التحقق عن كثب من وثائق الهوية، كما أن التأمين على حقوق الملكية هو طريقة مهمة للحماية من الاحتيال.
وأخيراً أوضح King محقق التأمين أن منتحلي الشخصية نادراً ما يكونون الأطراف الوحيدة المتورطة في تزوير حق الملكية، حيث تكون المجموعات التي تقف وراء ذلك منظمة بشكل جيد.
وفي معظم الحالات يتم نقل الأموال المستلمة بسرعة من الحسابات المصرفية التي تم الحصول عليها عن طريق الاحتيال أيضاً في أسماء أصحاب المنازل إلى عملة مشفرة أو ذهب أو سلكية في الخارج لجعل جهود الاسترداد شبه مستحيلة.