أصدرت شركة Oxford Econ تحليلاً لقضايا السيولة المصرفية، وتوصلت إلى أن الأزمة المصرفية الأخيرة ستؤدي إلى إبطاء النمو العالمي، ولكن من غير المتوقع حدوث أزمة مالية حتى الآن.
وقالت الشركة أن السيولة العالمية ليست ضيقة كما كانت قبل 14 عاماً، لذلك فهي لا ترى حدثاً شبيهاً بعام 2008 في الوقت القريب، لكن مع ذلك لا يزال من المحتمل أن تواجه البنوك خسائر كبيرة تتعلق بالعقارات التجارية.
وأوضحت الشركة أن فشل البنك لا يعني أزمة مصرفية شاملة، حيث توجد هناك إجراءات وقائية للتخفيف من تداعيات المخاطر، وصحيح أن الإخفاقات الأخيرة شبيهة إلى حد كبير بعام 2008، لكنها لا ترى أزمة في الأفق.
يقول Adam Slater كبير الاقتصاديين في الشركة أن نقص السيولة هو أصل المشكلة لكن الرافعة المالية تميز هذه المشكلة، والرافعة المالية ليس شديدة اليوم وستعطي المؤسسات مساحة أكبر للمناورة، مما يمنع الاختناقات على مستوى النظام.
يشير Slater إلى أن الرافعة المالية ارتفعت عن المستويات النموذجية، لذلك فإن الأمر ليس بالغ الخطورة لدرجة أن النظام لا يستطيع التعامل مع المشكلة بسهولة، ومع ذلك يمكن أن يتسبب الركود في أضرار دون حدوث أزمة مالية عالمية.
من المتوقع أن تضيق أسواق الائتمان استجابةً لذلك، حيث يتبع خفض المخاطر الخسائر، كما أن التضخم المرتفع يرتب ضغوطاً إضافية مما يمنع البنوك المركزية من إغراق السوق بأموال رخيصة.
بغض النظر عن الأداة التي تلحق الضرر بالاقتصاد، يرى Slater عقبة خطيرة أمام النمو، حيث كانت شركته قد توقعت بالفعل نمواً اقتصادياً عالمياً ضئيلاً أو معدوماً هذا العام. الآن تتكيف نماذج التوقعات الخاصة بهم مع النمو المنخفض ، وبالطبع مع ميل المخاطر إلى الجانب السلبي.
قد تتعثر البنوك مع الخسائر الناجمة عن انخفاض قيم الأصول وخاصة الممتلكات التجارية، حيث تحذر شركة Oxford من أن البنوك يمكن أن تتعرض لخسائر تعادل 3٪ من الأصول، أضف إلى ذلك أن العقارات التجارية انخفضت بنسبة 15٪.
على سبيل المثال، تقدر الشركة أن البنوك الأمريكية لديها قروض بقيمة 4.5 تريليون دولار ومخاطر CMBS، كما أنها تحمل تعرضاً إضافياً من خلال الإقراض قصير الأجل للمقرضين من غير البنوك.
يقول Slater أن عدد حالات التخلف عن سداد الرهن العقاري ليس مرتفعاً، لكن حجمها يتحدى الناتج المحلي الإجمالي للبلدان الصغيرة، وهو يذكر التخلف عن السداد في Columbia Property Trust الذي تسيطر عليه PIMCO بمبلغ 1.7 مليار دولار كمثال ضخم.
ليس هناك الكثير من إمكانات النمو عندما تلعب أكبر المؤسسات في العالم دور الدفاع، لكن مرة أخرى لا يعني كل فشل بنكي أن أزمة مالية شبيهة بعام 2008 باتت وشيكة، ومع ذلك يمكن أن يتسبب الركود في أضرار جسيمة بدون أزمة مالية.
المصدر: betterdwelling