يوجد في الولايات المتحدة عدد صغير نسبياً من مقدمي الرعاية الصحية المدربين على معالجة مشاكل السمنة ومواكبة طلب الأمريكيين على الأدوية الجديدة لإنقاص الوزن.
تكمن أهمية هذا الأمر في أن عشرات الآلاف من المرضى في الولايات المتحدة يبدأون كل أسبوع في تلقي علاجات مثل Ozempic وWegovy، ولكن عدد المتخصصين في طب السمنة من الذين حصلوا على ما يكفي من التدريب المتخصص لمساعدة المرضى، لا يزال قليل جداً، لا سيما أن هناك مجال كبير للخطأ في وصف هذه الأدوية.
يمكن القول أن الأمر أصبح أسهل بالنسبة للمرضى الذين يريدون الحصول على الفئة الجديدة من الأدوية، والتي تعرف باسم منبهات GLP-1، حيث أصبح هناك المزيد من المنصات عبر الإنترنت التي تصف هذه الأدوية، ومن المتوقع أن يصبح ملايين الأشخاص معرضين لتناول هذه الأدوية، وخاصة بعد أن ثبت أنها تساعد في معالجة مجموعة من الحالات المرتبطة بالسمنة.
يصف العديد من الأطباء الأدوية بالفعل، بما في ذلك أطباء الرعاية الأولية وأطباء الغدد الصماء وأطباء الأطفال، ولكن من المفترض أن يتم مراقبة المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية بانتظام من قبل مقدمي الخدمة للتأكد من حصولهم على الجرعة المناسبة، والحصول على المساعدة في إدارة الآثار الجانبية المحتملة الشائعة مع GLP-1، والحصول على إرشادات بشأن خطط النظام الغذائي والتمارين الرياضية.
من الجدير بالذكر أن هذه الأدوية قد تكون فعالة للغاية، إلا أنها لا تعمل مع كل مريض، ويوجد هناك نسبة كبيرة من الأشخاص الذين يتوقفون عن تناول الأدوية في أقل من عام، وغالباً يكون ذلك بسبب آثار جانبية صعبة مثل الغثيان أو أعراض الجهاز الهضمي الأخرى.
في السياق نفسه يوضح خبراء الصحة أنه إذا وصف طبيب غير مدرب الدواء دون الدعم المناسب، فقد يصاب شخص ما بالمرض، وأيضاً إذا لم يستخدمها المرضى بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى تقويض حجة شركات التأمين لتغطية الأدوية باهظة الثمن على نطاق أوسع.
لابد من الإشارة إلى إن تلبية طلب المرضى على GLP-1 بشكل آمن يتطلب اتباع نهج ذي شقين، حيث يحتاج أطباء الرعاية الأولية إلى تدريب أفضل على الوقاية من السمنة وإدارة الأعراض المبكرة، ويحتاج نظام الرعاية الصحية أيضاً إلى المزيد من المتخصصين الذين يمكنهم التعامل مع الحالات الشديدة.
ويشير الخبراء إلى أنه مع تقدم السمنة وزيادة خطورة الظروف المحيطة بها، يصبح من الصعب إدارتها في بيئة رعاية أولية مزدحمة للغاية، لذلك على الأطباء أن يهتموا بالسمنة مثل الأمراض الأخرى.
نلفت اخيراً إلى أن مجموعة من جمعيات الأطباء قامت في عام 2019 بتطوير الكفاءات الأساسية لطب السمنة في كليات الطب وبرامج الإقامة، اعترافاً بأن التدريب لم يترك الأطباء الجدد مستعدين للتعامل مع العبء المتزايد للسمنة.

















