وفقاً لأحدث البيانات الحكومية تضم مدارس الغرب الأمريكي والغرب الأوسط أعلى نسبة من المرشدين أو مستشاري الصحة العقلية والنفسية، كما تتمتع المدارس في هذه المناطق أيضاً بأعلى معدلات الفصل العنصري في الولايات على مدار الثلاثين عاماً الماضية.
يقول الخبراء إن التفاوت في الوصول إلى المرشدين يضر بشكل غير متناسب بالطلاب من أصول مختلفة الذين يبحثون عن مساعدة في مجال الصحة العقلية أو مشورة عند التقدم إلى الكلية، كما يؤثر النقص المتزايد في المرشدين على المدارس وسط تزايد حالات التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي وإطلاق النار في المدارس.
ووجدت مراجعة أجرتها جمعية مستشاري المدارس الأمريكية (ASCA) أن ولاية أريزونا، وهي ولاية تضم عدد كبير من السكان اللاتينيين والأمريكيين الأصليين، لديها أسوأ نسبة من مستشاري الصحة العقلية بالنسبة إلى الطلاب وصلت إلى مستشار واحد لكل 667 طالب خلال العام الدراسي 2022-2023، وهذا أكثر من ضعف النسبة المقترحة من قبل الجمعية والبالغة 250.
وحصلت ميشيغان على ثاني أعلى نسبة (598)، تليها مينيسوتا (544)، وإنديانا (519)، وإلينوي (501)، وقد كان المعدل الوطني 385.
من المثير للاهتمام أن فيرمونت سجلت (177) ونيو هامبشاير (199)، في حين بلغت نسبة كولورادو 261، والتي انخفضت من حوالي 300 في عام 2019 بفضل برنامج المنح لتوظيف المزيد من مستشاري المدارس في المناطق ذات الدخل المنخفض.
تقول أخر الإحصائيات أنه على المستوى الوطني، هناك ما يقدر بنحو 8 مليون طالب لا يمكنهم الوصول إلى مستشار المدرسة، ومن بين هؤلاء الطلاب يذهب 1.7 مليون طالب إلى مدرسة فيها شرطة.
مستشارو الصحة العقلية والنفسية هم معلمون معتمدون يساعدون الطلاب على التغلب على التحديات السلوكية وتعزيز الإنجاز وتخطيط وتحديد الأهداف واستكشاف الخيارات المهنية والكليات، وهم بمثابة جهات اتصال بين الطلاب والمتخصصين في الصحة العقلية ووكالات خدمة حماية الطفل الحكومية، وعادةً ما يكونون أول من يعلم أن الطفل يواجه سوء المعاملة أو يعاني من الجوع أو يفكر في الانتحار.
في السياق ذاته يقول Eric Sparks، نائب المدير التنفيذي لـ ASCA، إن وجود عدد أقل من المرشدين المدرسيين يمنع التعرف على الطلاب أو رؤيتهم، ويبدو جلياً أن ارتفاع نسبة الطلاب إلى المرشدين المدرسيين واضح بشكل خاص في المدارس المنفصلة عنصرياً وتلك التي بها نسبة أعلى من الطلاب الوافدين، وعندما ترتفع هذه النسبة أكثر من اللازم فإنها تزيد من احتمالية معاناة الطالب من مشاكل مختلفة.
لابد من الإشارة أخيراً إلى أن النقص ليس فقط في مستشاري المدارس فحسب، بل تظهر دراسات مختلفة نقصاً في مستشاري المدارس من أصول لاتينية وأفريقية في العديد من المناطق، على سبيل المثال 11% فقط من مستشاري المدارس على المستوى الوطني هم من أصول لاتينية.

















