ارتفعت أسعار المنازل بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد في العقود الأخيرة، حيث وصلت إلى نقطة يحتاج فيها الشاب ما يقرب من 27 عام للادخار للدفعة الأولى لشراء منزل متواضع في منطقة تورنتو.
حيث بلغ متوسط سعر المنزل داخل مدينة تورنتو في نوفمبر/تشرين الثاني هذا العام أكثر من 1.5 مليون دولار. لذلك مع وجود عدد أقل من الراغبين في الشراء وقدرة أقل على تحمل تكاليفه، اضطر جيل الألفية إلى الاستئجار في المدن.
وفقاً لتقرير جديد صادر عن بنك RBC Economics بعنوان ” هل أصبحت كندا أمة مستأجرين”، فإن هذه الظاهرة لا تقتصر على المراكز الحضرية الكبرى بل تحدث في كل مكان.
إذا أن تعداد عام 2021 يشير إلى أن ما يقرب من 5 ملايين أسرة أستأجرت المنزل الذي كانوا يعيشون فيه العام الماضي، ارتفاعاً من 4.1 مليون قبل عقد من الزمن حيث أن المستأجرين يمثلون معظم النمو على مدى السنوات العشر الماضية.
تشير البيانات أيضاً إلى أن معدلات الإيجار ارتفعت بنسبة 22٪ أي ما يقارب 876،000 أسرة خلال العقد الماضي، مقارنةً بزيادة قدرها 8٪ (770،000 أسرة) في ملكية المنازل، بعبارة أخرى زاد عدد المستأجرين بمقدار ثلاثة أضعاف معدل مالكي المنازل بين عامي 2001 و 2021.
وعلى الرغم من العديد من البرامج لمساعدة مشتري المنازل لأول مرة، فإن معدل ملكية المنازل (66٪ في عام 2021) يتجه الآن نحو الانخفاض ويقترب أكثر من متوسط OECD البالغ (64٪).
من الجدير بالذكر أن الأمر لا يقتصر على المدن الكبرى بل تشهد المدن الصغيرة أيضاً نمو أسرع للمستأجرين الآن مقارنة بالمدن الكبرى، حيث أن نمو الإيجارات على مدى السنوات العشر الماضية كان أقوى في المدن الأصغر عند 22٪ مقارنة بالمدن الكبرى بنسبة 2٪.
يمكن القول أن التحول الواسع نحو الإيجار يشير إلى أن مشكلات القدرة على تحمل التكاليف في المناطق الحضرية الكبيرة قد لا تكون القوة الدافعة الوحيدة، ومن المتوقع أن تكون أزمة الإسكان الميسور التكلفة أكثر حدة في السنوات المقبلة.