أفاد بحث جديد أن الحاصلين على الضمان الاجتماعي يخسرون عشرات الآلاف من الدولارات في الإنفاق مدى الحياة من خلال المطالبة بمزايا التقاعد في وقت مبكر جداً.
الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة Boston و بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا تشير إلى أن جميع العمال الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 62 عاماً يجب أن ينتظروا بعد سن 65 لتحصيل استحقاقاتهم التقاعدية.
و وجدت الدراسة أن العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 62 عاماً و الذين ينتظرون حتى سن 70 للتقاعد سيزيدون إنفاقهم التقديري طوال حياتهم بمتوسط 182.370 دولار أو %10.2.
هذا و أجرى التحليل David Altig من بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا و Laurence Kotlikoff من جامعة Boston و Victor Yifan Ye الحاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بوسطن و يعمل الآن كعالم أبحاث في Opendoor Technologies و هي منصة رقمية للعقارات السكنية.
حيث استخدمت ورقة العمل التي نشرها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية بيانات من مسح الاحتياطي الفيدرالي لعام 2019 لتمويل المستهلك وأداة محلل الضمان الاجتماعي التي طورتها شركة Kotlikoff و هي شركة للتخطيط الاقتصادي الآمن.
بحسب إدارة الضمان الاجتماعي فإن أقرب وقت يمكن لأي شخص أن يبدأ فيه تلقي استحقاقات التقاعد هو سن 62 على الرغم من حصوله على تخفيض بنسبة %25 في استحقاقاته الشهرية.
يذكر أن سن التقاعد الكامل في الولايات المتحدة و الذي يُطلق عليه “سن التقاعد الطبيعي” كان 65 عاماً لسنوات عديدة.
إلّا أنه في عام 1983 أقر الكونغرس قانوناً لرفع السن تدريجياً حيث بدأ الناس يعيشون لفترة أطول و أصبحوا أكثر صحة بشكل عام في سن الشيخوخة.
حيي رفع القانون سن التقاعد الكامل ابتداء من الأشخاص الذين ولدوا عام 1938 أو بعد ذلك.
أما الآن فإن سن التقاعد يزداد تدريجياً ببضعة أشهر عن كل سنة ميلاد حتى يصل إلى 67 بالنسبة للأشخاص الذين ولدوا عام 1960 و ما بعده.
و إذا اختار الشخص تأجيل استحقاقات التقاعد الخاصة به إلى ما بعد سن التقاعد الكامل فستستمر الأموال في الزيادة فقط حتى سن 70 – لتصل إلى %132 من الاستحقاق الشهري في تلك المرحلة.
و خلص مؤلفو الدراسة إلى أن : ” الضمان الاجتماعي عنصر بالغ الأهمية في ضمان الدخل التقاعدي، و لسوء الحظ فإن مئات الملايين من العمال يتخذون قرارات تحصيل غير ملائمة للغاية تقلل بشكل كبير من مزايا الضمان الاجتماعي، و بالتالي إنفاقهم مدى الحياة “.
و لاحظ مؤلفو الدراسة أن حوالي %40 من المتقاعدين مالياً يعتمدون على الضمان الاجتماعي بنسبة تزيد عن %50 و ما يقرب من %13 يعتمدون كلياً على هذه الفوائد.
و وفقاً لتعديل تكلفة المعيشة COLA الذي يغذيه تضخم قياسي في عام 2023، فإن الملايين من المستفيدين سيشهدون زيادة بنسبة %8.7 في شيكاتهم الشهرية.
لكن ارتفاع المدفوعات قد يؤدي إلى زيادة الضغط على النظام الذي يواجه عجزاً حاداً في السنوات القادمة.
فيما حذر تقرير أمناء الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية السنوي الصادر في حزيران/يونيو من أن الصندوق الاستئماني للبرنامج لن يكون قادراً على دفع المزايا الكاملة اعتباراً من عام 2035.
و ذكر التقرير أنه إذا تم استنفاد الصندوق الاستئماني للضمان الاجتماعي فستكون الحكومة قادرة على دفع %80 فقط من المزايا المقررة.
و يذكر أن تأمين الضمان الاجتماعي حصل على دعم الحزبين حيث وصفه %56 من الديمقراطيين و %58 من الجمهوريين بأنه أولوية قصوى.

















