تقف السيدة Sonja Reiss خارج فندق Quality الواقع في Dorval، حيث تم إجبارها على الانتقال إليه، و هي تخشى عدم العودة في وقت قريب إلى منزلها في شارع Brunswick في West Island في مونتريال.
حيث قالت: “إنني أفتقد عملي، ولا أعرف حقاً ماذا سأفعل بعد الآن”.
و في التفاصيل،
في منتصف ليل الأربعاء، اضطرت السيدة Reiss برفقة 43 شخصاً آخراً، إلى مغادرة مبنى Dollard-des-Ormeaux السكني الذي يعيشون فيه على الفور، بعد أن أقرّ رجال الإطفاء بأن المبنى غير سليم من الناحية الهيكلية.
حيث تم استدعاؤهم بعد أن اشتكى بعض السكان من شعورهم بأن المبنى يهتز.
قالت Reiss التي كانت تعيش في شقةٍ في الطابق الثالث من المبنى، لثمان سنواتٍ: “من الواضح أن المبنى قد شهد تغيراتٍ. لم يتمكن جميع الناس أن يخرجوا من بابهم الأمامي، خصوصاً الأشخاص الذين يوجدون في منتصف المبنى”.
يُذكر أنه تم إخلاء 18 وحدة سكنيةً بالمجمل.
وأضافت، أنه بحلول الساعة الثانية صباحاً، أو بعد ذلك بقليل ، تم طلب مغادرة المبنى من جميع السكان، حيث كان لديهم فقط دقائق ليجمعوا ما يرغبون بجمعه.
تقول Reiss أن الأمر حدث بسرعة فائقة، ولم تكن تملك وقتاً كافياً لكي تأخذ حتى طائرها الأليف برفقتها.
قالت: “والآن، لا أحد سيسمح لي بأن أذهب لإحضاره. ابنتي حزينة حقاً”.
على أثر ذلك، قام متطوعون من الصليب الأحمر الكندي في كيبيك بالتدخل سريعاً، من أجل توفير المأوى و الطعام والملابس للسكان، لمدةٍ تكفيهم لـ 72 ساعة، إلا أنّ Reiss و مستأجرين آخرين ممن خرجوا من المبنى، عبروا عن خوفهم من استمرار حالة النزوح هذه لفترة تتجاوز 72 ساعة، وهم الآن يقومون بالبحث عن سكن.
و قد صرّح مسؤولو المدينة، بأنه سيتم الاعتناء بالجميع.
مالك المبنى السكني، لم يقبل أن يجري أي مقابلة، إلا أن أحد المدراء قد أعلن بأنهم ينتظرون مفتشاً، حيث سيقدم معلوماتٍ واضحةٍ عن الأمر، قبل أن يتمكن الناس من العودة إلى المبنى.
لم يُعرف سبب الحادث، إلا أن السكان قالوا أن المرآب في الطابق السفلي، يخضع لأعمال تجديد.
عاش Mel Shaffer والد Lisa Jaynz في هذا المبنى لمدة حوالي 12 عاماً.
و في يوم الأربعاء، قام هذا العجوز ـ الذي يعاني من مرض باركنسون و يستخدم مشاية ـ بالاتصال بابنته في حوالي الساعة 7 مساءً ، قائلاً لها أنه لا يتمكن من فتح باب شقته.
قالت Jaynz: “لقد قال: إنني عالق هنا، ولا يمكنني أن أفتحه إطلاقاً”.
وكما قالت، أن زوجها كان قريباً من المبنى لحسن الحظ، و قد هرع إلى شقة والدها، محاولاً أن يفتح الباب، ولكنه لم يتمكن، إلى أن انتهى الأمر به إلى ركل الباب بقوة.
تقول Jaynz، أن والدها أخبرها منذ بداية الأسبوع، بأنه يسمع أصواتاً صادرةً عن البناء.
حيث قال أنها كأصوات تحرّك الحجارة أو الرمل في داخل الجدران.
قامت Jaynz بالاتصال برقم 911 في يوم الأربعاء، بعد أن وصلت إلى مبنى شقة والدها، و بعد أن سمعت أن ليس باب والدها فقط هو المحشور، بل أبواب السكان الآخرين أيضاً.
و قالت: “لم أكن لأستطيع النوم بضميرٍ هانئٍ، إن لم أتصل و أتأكد من أن الجميع بخير”.
تقول بلدية Dollard-des-Ormeaux، التي تقوم بالإشراف على الوضع برمّته، أن التحقيق في سبب تزعزع الهيكل لا يزال مستمراً، وتقول أنه ليس هناك من داعٍ للقلق بشأن الإسكان أو الخدمات التي سيتلقاها المستأجرون.
إلى جانب ذلك، فإن منظمة الصليب الأحمر، تقوم حالياً بعملها مع جميع سكان المبنى، بحسب ما قالت Carole Du Sault، وهي مديرة الاتصالات في المنظمة.
والتي تقول أيضاً، إن الرعاية الطارئة يتم توفيرها لمدة 72 ساعة.
قالت Du Sault أنه في الوقت الحالي، فإن هناك 19 غرفة في فندق Quality في Dorval قد تمّ إدخال سكان المبنى إليها.
و أضافت: “هناك ثلاثة أيامٍ قادمة، لا يتوجب عليهم فيها أن يقلقوا فيما يتعلق بمكان نومهم أو أكلهم”.
وبعد هذه الأيام الثلاثة، سيصبحون تحت مسؤولية برنامج متخصص في مونتريال، يقوم بتوفير الإسكان، والخدمات، لهؤلاء السكان، بحيث يتمكنوا من العودة إلى حياتهم، و هذا حسبما أوضحت Eftyhia Volakakis ، المديرة العامة لـ Dollard-des-Ormeaux.
Volakakis، التي كانت قد شهدت حالةً مماثلة حدثت في نفس الشارع في فترةٍ سابقةٍ من العام، تم فيها إخلاء 150 وحدة سكنية، بعد اندلاع حريق كبير، تقول أن هناك حقاً نظاماً يضمن رعاية الجميع.
و لكن برغم ذلك، فإن Reiss تعرب عن توترها البالغ، فيما يتعلق بالمدة التي تسبق عودتها إلى شقتها.
و قد أعلنت أنها بمجرد العودة، فإنها ستقوم بتوضيب أمتعتها، والخروج من المبنى على الفور، بسبب سوء إدارته.
و اختتمت حديثها قائلةً: “من المؤسف حقاً عدم جدّيتهم في كثير من الأمور في هذا المبنى. لم يقوموا بإصلاحِ أي شيءٍ لفترة طويلة جداً”.