لا يُسمح بالإنعطاف نحو اليمين عند الإشارة الحمراء في جزيرة مونتريال، وهي قاعدة يعرفها كل شخص عبر إلى المدينة. لكن لماذا وُجدت هذه القاعدة؟
ترجع عملية إضفاء الشرعية على السماح للسيارات بالانعطاف نحو اليمين عند الإشارة الحمراء إلى عام 2000، عندما بدأت المشاورات العامة حول هذا الموضوع.
حيث سمحت وزارة النقل بالانعطاف نحو اليمين عند الإشارة الحمراء في مشاريع تجريبية عبر المقاطعة في عام 2001.
وعلى الرغم من أن تقرير نتائج هذه المشاريع أوصى بعدم تبنّي التشريع، إلا أن كيبيك تبنّت هذا الإجراء في 13 أبريل/نيسان 2003، في كل مكان باستثناء مونتريال التي تُركت لتقرر بنفسها ما إذا كانت ستطبق ذلك أم لا.
وشكّلت المدينة لجنة لدراسة هذا الاحتمال، لكن المجموعات المساهمة رفضت الإجراء، مشددة على سلامة المشاة وراكبي الدراجات.
وادّعت هيئة الصحة العامة الإقليمية أن هذا الإجراء سيزيد من حركة مرور المركبات في مونتريال بالإضافة إلى خطر إصابة المشاة.
و أشارت إلى الآثار السلبية التي سيعاني منها سكان الأحياء المحرومة والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
كما شجعت مجلس المدينة على الإبقاء على الحظر والتركيز على تحسين السلامة على الطرقات، وليس جعلها أسوأ.
وجادلت جماعة Vélo Québec بأن الأمر لن يقتصر على تعريض المشاة وراكبي الدراجات للخطر فحسب، بل سيقوّض أيضاً الطابع والمكانة الدولية لمونتريال، التي تتمتع بثقافة حضرية تركّز على أمان وسلامة المشاة.
وقدّمت اللجنة الخاصة تقريرها النهائي إلى مجلس مدينة مونتريال في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2003، إلا أن المدينة بالطبع لم تنفذ الإجراء مطلقاً.
ثم أعادت الصحة العامة في مونتريال النظر في هذه القضية كجزء من المشاورات العامة حول السلامة على الطرق في عام 2017، لكنها أعادت تأكيد النتائج التي توصلت إليها منذ 15 عاماً، وأشارت إلى أنه “من غير المعقول دعم إجراء يؤدي إلى انعدام السلامة على الطرقات”.