قال مسؤولٌ في البيت الأبيض لرويترز إن الولايات المتحدة لن ترفع أي قيود للسفر في هذه المرحلة بسبب مخاوف متعلقة بالمتغير دلتا شديد الانتشار من COVID-19، والعدد المتزايد للإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة.
يأتي هذا القرار بعد اجتماع رفيع المستوى في البيت الأبيض في وقت متأخر من يوم الجمعة، ويعني أن قيود السفر طويلة الأمد التي منعت الكثير من سكان العالم من دخول الولايات المتحدة منذ عام 2020 لن يتم رفعها على المدى القصير.
ومن المؤكد أن هذا الإعلان يحكم على أي محاولة تقوم بها شركات الطيران الأمريكية وقطاع السياحة الأمريكية لإنقاذ السفر الصيفي للأوروبيين وغيرهم ممن تغطيهم القيود بالفشل. وذلك بعد أن مارست شركات الطيران ضغوطاً شديدة على البيت الأبيض لرفع القيود.
مع العلم أن الولايات المتحدة تحظر حالياً معظم المواطنين غير الأمريكيين الذين كانوا في المملكة المتحدة خلال الـ 14 يوماً الماضية، ودول الSchengen الـ 26 في أوروبا بدون ضوابط حدودية، وأيرلندا والصين والهند وجنوب إفريقيا وإيران والبرازيل.
وتم فرض قيود السفر الأمريكية الصارمة لأول مرة على الصين في يناير/كانون الثاني 2020 للحد من انتشار COVID-19. وأضيفت دول أخرى منذ ذلك الحين، وكانت آخرها الهند في أوائل مايو/أيار.
هذا وقد أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إن الحدود البرية للولايات المتحدة مع كندا والمكسيك ستظل مغلقة أمام السفر لأسباب غير ضرورية حتى 21 أغسطس/آب على الأقل، على الرغم من أن كندا ستبدأ في السماح بدخول السياح الأمريكيين المحصنين بالكامل اعتباراً من 9 أغسطس/آب
وعند سؤاله في 15 يوليو/ تموز، في ظهورٍ مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بخصوص موعد رفع الولايات المتحدة قيود السفر الأوروبية، قال بايدن إنه “سيكون قادراً على الإجابة عن هذا السؤال في غضون الأيام القليلة المقبلة”.
وأضافت ميركل أن أي قرار برفع القيود “يجب أن يكون قراراً مستداماً. وليس من المعقول أن نضطر إلى إعادته بعد أيام قليلة فقط”.
لكن ومنذ ذلك المؤتمر الصحفي، ارتفعت الإصابات في الولايات المتحدة بشكل كبير.
وأشارت Rochelle Walensky، مديرة المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ، إلى أن متوسط الإصابات الأسبوعي في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 53٪ مقارنةً بالأسبوع السابق. ويُمثّل متغير دلتا حالياً أكثر من 80 ٪ من الإصابات الجديدة على مستوى البلاد، وتم اكتشافه في أكثر من 90 دولة. مع العلم أنه اُكتشف لأول مرة في الهند.
وبيّن مسؤول البيت الأبيض أن مركز السيطرة على الأمراض حث الأمريكيين الأسبوع الماضي على تجنب السفر إلى المملكة المتحدة، بالنظر إلى الزيادة في الإصابات.
وأضاف “تتفهم الإدارة أهمية السفر الدولي، وهي ترغب في إعادة فتح السفر الدولي بطريقة آمنة ومستدامة”.
وأثارت هذه القيود انتقادات شديدة من قبل أشخاص مُنعوا من رؤية أحبائهم.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض Jen Psaki يوم الجمعة أنهم يرغبون في السماح بالسفر الدولي، ليس فقط للسياحة، ولكن من أجل لم شمل العائلات أيضاً.
وتابعت: “نحن نعتمد على الصحة العامة والنصائح الطبية بشأن الوقت الذي سنحدد فيه التغييرات التي يجب إجراؤها”.
ورفضت إدارة بايدن تقديم أي مقاييس من شأنها أن تنطلق عند إزالة القيود، ولم تكشف عما إذا كانت ستزيل القيود المفروضة على بعض البلدان، أو تركز على التدقيق على المسافرين.
وذكّرت رويترز الأسبوع الماضي أن البيت الأبيض يُناقش إمكانية إعطاء لقاحات COVID-19 للزوار الدوليين، لكن لم يتم اتخاذ أي قرارات حتى الآن.
كما تحدثت إدارة بايدن مع شركات الطيران الأمريكية في الأسابيع الأخيرة حول إنشاء نظام تتبع دولي لجهات الاتصال للركاب قبل رفع قيود السفر.
وأطلق البيت الأبيض في أوائل يونيو/حزيران مجموعات عمل مشتركة بين الوكالات مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا والمكسيك للنظر في كيفية رفع القيود المفروضة على السفر والحدود.
وفرض مركز السيطرة على الأمراض (CDC) في يناير/كانون الثاني متطلبات اختبار COVID-19 الإلزامية لجميع المسافرين الجويين الدوليين تقريباً.