ندّدت قاضية من كيبيك بما وصفته بـ ” السلوك العدواني والعنصري ” لأحد المواطنين، وأمرته بدفع 6000 دولار كتعويض لجارته المسنة التي رفعت شكوى ضده بشأن حقوق الإنسان، وذلك بعد أن أبلغت عن تعرضها لمضايقات تصاعدت إلى ثقب إطارات سيارتها واقتحام منزلها.
وبدأ هذا النزاع في عام 2016، وانتهى الشهر الماضي بعد حكم محكمة كيبيك لحقوق الإنسان لصالح المرأة التي تعيش في Vaudreuil-Dorion، غرب جزيرة مونتريال.
واتهمت المرأة المسنة جارها بانتهاك حقوقها بموجب ميثاق الحقوق والحريات، أي الحق بالعيش بكرامة والحق بعدم التمييز على أساس العرق.
وجاء في قرار القاضية Doris Thibault في الصادر الشهر الماضي أن الرجل “كان يعلم أن ملاحظاته وسلوكه ذي الطبيعة العنصرية سيكون له أثر في إيذاء وإهانة المرأة، مع العلم أنها من أصل هاييتي”.
وبدأت هذه الحوادث بإطارات مثقوبة وخدوش في سيارتها. بعد ذلك قامت المرأة بتركيب نظام إنذار وكاميرات مراقبة في ممتلكاتها، بناءاً على نصيحة الشرطة.
وردّ الجار بشراء كاميرات خاصة به، إلا أن كاميراته كانت مزيفة ومن متجر Dollarama، وتم توجيهها نحو منزل الجارة.
وفي حادثةٍ أخرى في يونيو/حزيران 2018 ، كان الرجل يقود سيارته خلفها ثم اقترب منها وقام الشخص الذي يجلس في مقعد الراكب بخفض نافذته، ليصرخ كلاهما “houba houba”، وهو مصطلح يمكن استخدامه للإشارة إلى الإنسان البدائي ( إنسان النياندرتال)، وفقاً للغة العامية المحلية.
اتصلت المرأة بالشرطة مرة أخرى بعد هذا الحادث “لأنها كانت خائفة”. وذلك عندما قام كلا الجانبين بتوكيل محامين لحل مشاكلهم بشكل ودي، إلا أن ذلك لم يدم طويلاً.
تصاعد الصراع في 16 سبتمبر/إيلول 2018، عندما عادت المرأة إلى منزلها من الكنيسة لتجد منزلها قد تعرض للاقتحام والنهب، وشمل ذلك ذلك “علامات تشبه جروح الطعنات” على ثلاجتها .
وخرجت بعد اتصالها بالشرطة بشأن الاقتحام، وكانت تتحدث لغة الكريول(Creole) الخاصة بسكان ” هايتي “.
ووفقاً للحكم، سمع الرجل المرأة تتحدث أثناء مغادرته منزله وصرخ بها “تعلّمي التحدّث بالفرنسية أيتها القردة”.
وبعد مضي شهرين، قدّمت شكوى رسمية إلى محكمة حقوق الإنسان.
نفى الرجل المزاعم الموجهة إليه لكن المحكمة لم تصدق أقواله. حيث وجدت القاضية أنه غالباً ما كان يقدم تصريحات “متناقضة” و “غير معقولة” للمحكمة في دفاعه عن سلوكه.
وجاء في الحكم أن “الرجل قام بالاستهزاء والتهجم على كرامة المرأة، وقيمها، وأصلها العرقي، ولغتها، وكل ما يميزها كشخص”.
وأُمر بدفع 5000 دولار للمرأة كتعويض معنوي و 1000 دولار تعويضات عقابية.
و قام الرجل بعد ذلك بتقديم شكوى خاصة به إلى الشرطة، مُدعياً أن المرأة مذنبة بارتكاب القسوة على الحيوانات بزعم أنها كادت تصدم قطته الأليفة بسيارتها
لكن الشرطة رفضت شكواه.
المصدر: CTV