أصدرت دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية “IRCC” تفاصيل تقريرها المتعلق بتقييم برنامج الجنسية الكندية بين 2013 و 2018.
التقييم الذاتي الذي أجرته إدارة الهجرة مؤخراً يسلط الضوء على المجالات التي يمكن من خلالها تحسين عمليات الحصول على الجنسية الكندية.
التقرير الصادر في تشرين الثاني/ نوفمبر، كشف عن نتائج وتوصيات “دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية، IRCC” حول كيفية معالجة المشكلات الحاصلة في برنامج الجنسية.
يمكن للمقيمين الدائمين التقدم بطلب للحصول على الجنسية – كما هو الأمر الآن – إذا كانوا قد عاشوا في كندا لمدة ثلاث سنوات على الأقل، إضافة لمتطلبات الأهلية الأخرى.
بشكل عام، يجب على المتقدمين بطلب الحصول على الجنسية أن يجتازوا اختبار المواطنة، أو المقابلة، إضافة لإثباتهم لمهاراتهم اللغوية سواءٌ باللغة “الإنجليزية أو الفرنسية”.
غطى التقييم الذاتي لـ IRCC الفترة بين 2013 إلى 2018، مع مراعاة السنوات السابقة. وكان قد تم إجراؤه كجزء من مقياس المساءلة مع مجلس الخزانة، وهو الذي يشرف على تمويل الإدارات الفيدرالية، بما في ذلك IRCC.
ووجدوا في التقرير، أنه من بين أكثر من 2.8 مليون “مقيم دائم” جاؤوا إلى كندا بين عامي 2005 و 2015، فقد أصبح 50٪ منهم “مواطنين كنديين” بحلول 31 كانون الأول 2018، كما تقدم 7٪ غيرهم بطلب الحصول على الجنسية.
لا ينبغي أن نخلط بين هذا الأمر، وبين معدل الجنسية الكندية، أو النسبة المئوية للمقيمين الدائمين الذين أصبحوا مواطنين، والتي كانت نسبتهم حوالي 86.2 % في عام 2016.
معظم المقيمين الدائمين الذين حصلوا على الجنسية كانت تحفزهم الرغبة في أن يشعروا بأنهم كنديون بالكامل، وأن يجعلوا من كندا وطنهم ومنزلهم الدائم.
وعلى الرغم من أن معظم المقيمين الدائمين يمكنهم الحصول على الجنسية، إلا أن معدلات الحصول على الجنسية تختلف باختلاف السكان، حيث يواجه المهاجرون الجدد معدلاتِ توطينٍ أبطأ مما هي بالعادة، مما يشير إلى أن الناس يستغرقون وقتاً أطول ليصبحوا مواطنين يحملون الجنسية الكندية.
وفيما يلي نظرة عامة على التوصيات التي وضعتها “IRCC” حول كيفية تحسين عملية التجنيس “المواطنة” الحالية:
- يجب معالجة كلفة الجنسية الكندية:
إن الزيادات في رسوم الطلب خلال فترة التقييم لم يكن لها تأثير كبير على الاستيعاب الكلي، لكن “IRCC” لاحظت أن هذه الرسوم الزائدة كانت عائقاً أمام البعض من المهاجرين، فقد تأثر اللاجئون والأسر ذات الدخل المنخفض بشكل خاص.
حالياً، لا توجد مرونة فيما يتعلق برسوم طلب الجنسية، فهي ثابتة، يبلغ سعرها حوالي 630 دولاراً للبالغين، و 100 دولارٍ للقاصرين دون سن 18 عاماً.
وكانت “IRCC” قد كتبت بأن هناك حاجة لإعادة فحص جدول الرسوم، وذلك من شأنه أن يضمن الوصول العادل إلى الجنسية.
في الحملة الانتخابية الفيدرالية لعام 2019، كان الحزب الليبرالي قد وعد بإلغاء رسوم الجنسية بشكل كامل، إلا أنهم لم يوفوا بعد بهذا الوعد حتى الآن.
- مزيد من الشفافية للإعفاءات المعرفية واللغوية:
الأشخاص الذين يواجهون تحديات اجتماعية واقتصادية في كندا، يواجهون إلى جانبها أيضاً عوائقَ أمام حصولهم على الجنسية بسبب متطلبات المعرفة الحالية ومتطلبات اللغة.
وجدت “IRCC” أنه ربما يكون من الصعب تلبية هذين المطلَبين، و خاصة بالنسبة للاجئين والأشخاص ذوي الكفاءة اللغوية المنخفضة والتعليم الضعيف.
يمكن التنازل عن هذه المتطلبات لأسباب إنسانية، لكن المعايير ليست محددة جيداً لهذه الاستثناءات. ولذلك، ونتيجة لعدم الوضوح، غالباً ما ينتهي الأمر بالإعفاءات بناءً على تقريرٍ طبي.
يجب على المتقدمين أن يطلبوا الإعفاءات، ولكن العملية صعبة الاجتياز و قليلة المعلومات، كان هناك عدد قليل جداً من الطلبات المقدمة خلال فترة التقييم.
- تحسين عملية التحقق من اللغة:
وجدت “IRCC” أن الطريقة المتّبعة للتحقق من اللغة نطاقها واسع جداً، ولا يمكنها دائماً إثبات القدرة اللغوية الفعلية الجيّدة لدى المتقدم بالطلب. لكن قد يكون من الصعب على مسؤولي الهجرة تقييم القدرة اللغوية، حيث أن الأدوات الموجودة ذاتية.
وعلاوة على ذلك، فإن الضباط الهجرة أنفسهم ليسوا مقيّمين رسميين. لذلك، وعلى إثر هذه النتائج، أوصت “IRCC” أن يتم إنشاء استراتيجية لتزويد الضباط بآليات التحقق من صحة الأدلة اللغوية، وتقديم دعم أفضل من شأنه تقييم القدرة اللغوية عند الحاجة.
- نهج جديد لمتطلبات المعرفة:
يتطلب اختبار المعرفة ودليل الدراسة مستوى لغوياً أعلى من اختبار اللغة الفعلي نفسه. بناءً على ذلك، وجدت “IRCC” أن هناك حاجة لمزيد من الأدوات والدعم للمتقدمين.
ولذلك، تُواصِل “IRCC” خطتها لتنفيذ استراتيجية جديدة تتعلق بمتطلبات المعرفة، هذا يمكن أن يشمل دليل دراسة مُنقّح، أو أية أدوات أخرى تساعد في تحسين إمكانية الوصول إلى المعلومات المطلوبة.
- تعزيز المشاركة النشطة في المجتمعات الكندية:
المهاجرون الذين يحصلون على الجنسية الكندية، غالباً ما تكون لديهم نتائج اندماج إيجابية.
الكثيرون يشعرون بالانتماء إلى كندا ومجتمعها، لديهم العديد من الروابط الاجتماعية الوثيقة في المؤسسات الكندية، أداؤهم جيدٌ من الناحية الاقتصادية، ويشاركون في المنظمات التطوعية.
هذه النتائج تشير إلى أن الإقامة الدائمة تجعلهم يتمتعون بمشاعر أقوى تدفعهم ضمنياً للارتباط بكندا، بحيث يكونوا راغبين بشكل أكبر في أن يصبحوا مواطنين كنديين.
نعم لقد كان هناك اختلاف نوعاً ما في الأرباح التي تُجنى من الأعمال، بين المواطنين الكنديين، وبين المقيمين الدائمين، ولكنّ هذا يعود إلى الخصائص الاجتماعية والاقتصادية لكل فرد، وليس بسبب حالة ونوع الإقامة.
كذلك، تتنوع حالات التطوع، والمشاركات، والأنشطة الجماعية، حسب الحالة الاجتماعية والاقتصادية للأفراد، ولكن من المرجح أن المواطنين يشاركون بشكل أكبر من المقيمين الدائمين.
المقيمون الدائمون الذين لم ينووا أبداً أن يتدقموا بطلب الحصول على الجنسية، كانوا هم الأقل احتمالًاً للانخراط في هذه الأنشطة.
هذه الأنواع من المشاركات المجتمعية، هي من أساسيات أهداف برنامج الجنسية الكندية والمواطَنة، ومع ذلك، فإن آليات “IRCC” المخصّصة للتأثير على هذه النتائج محدودة جداً. حيث أن معظم أنشطة تعزيز المواطنة في “IRCC” حاليًا تهدف للتركيز على الوافدين الجدد.
مواضيع مرتبطة :