يمكن القول أنه مع النقص الكبير الذي يواجهه المرضى في الأدوية الموصوفة من قِبل الأطباء، بما في ذلك أدوية الفيروسات التنفسية واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية بشكل كبير، لجأ المستهلكون إلى حلول أخرى قد تمثل خطراً كبيراً على صحتهم وصحة أبنائهم.
حيث تشير التقارير الحكومية إلى أن عدد كبير من المستهلكين لجأوا إلى شراء الأدوية عبر الأنترنت، ولكن للأسف فقد العديد من الأباء أطفالهم بسبب تناولهم أدوية تم شراؤها عبر الإنترنت أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأن بعض هذه الأدوية كانت تحتوي على الفنتانيل.
وفقاً للتقارير يوجد هناك حوالي 35000 بائع أدوية غير قانوني عبر الإنترنت، والغالبية العظمى منهم يبيعون أدوية دون المستوى المطلوب أو مقلدة بطريقةٍ ما.
في غصون ذلك تقول Niamh Lewis، من الرابطة الوطنية لمجالس مهنة الصيدلة، إن حوالي 20 صيدلية جديدة غير قانونية تنشط كل يوم على الإنترنت، مشيرةً إلى أن هؤلاء هم في الواقع عبارة عن بائعي مخدرات غير قانونيين، ومن الخطأ تسميتهم بالصيادلة.
تجدر الإشارة إلى أن هؤلاء البائعين يخرقون القوانين بثلاث طرق؛ الأولى هي بيع الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبية من دون وصفة، والثانية هي عدم الحصول على الرخص المطلوبة لممارسة المهنة، والأخيرة هي بيع الأدوية غير المصرح ببيعها.
من الجدير بالذكر أن السلطات تعمل منذ عقود على قمع هذه الظاهرة، وقد أدت العمليات التي قامت بها وكالة مكافحة المخدرات في عام 2005 إلى إغلاق ما يقرب من 4600 موقع ويب يمارس عملاً مماثلاً.
وفي عام 2011، اتفقت شركة Google مع وزارة العدل على مصادرة 500 مليون دولار من الإيرادات الناتجة عن إعلانات الصيدليات الكندية على الإنترنت التي يقولون إنها قد صدَّرت العقاقير الطبية بشكلٍ غير قانوني إلى الولايات المتحدة.
كما أدت التحقيقات التي أجرتها الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) إلى إغلاق العشرات من تلك الصيدليات الوهمية عبر الإنترنت، وفي عام 2017 تم إلقاء القبض على 500 شخص ومصادرة أدوية بقيمة 51 مليون دولار.
يذكر أن السيناتور Marco Rubio من فلوريدا اقترحَ قانوناً جديداً أطلق عليه اسم قانون المخدرات والذي من شأنه تمكين إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من إغلاق المواقع الإلكترونية التي تبيع الأدوية بشكل غير قانوني.
في السياق ذاته يقول الصيادلة أن 5% من مواقع بيع الأدوية عبر الإنترنت هي مواقع شرعية، أي أنهُ يوجد صيدليات شرعية تماماً تعمل عبر الإنترنت، وهذه الصيدليات وفرت الراحة للمرضى خلال الوباء، لا سيما الموجودين في المناطق الريفية والذين كانوا يواجهون صعوبة في الحصول على الأدوية في منطقتهم.
يقول خبراء الصحة أنه هناك طرق لشراء الأدوية بأمان عبر الإنترنت، لكن يجب التأكد من أن الصيدلية التي تشتري منها لم يتم تصنيفها على أنها خطيرة، ونصحوا بالإطلاع على الدليل الذي تقدمه إدارة الغذاء والدواء حول الصيدليات المرخصة من الدولة.
يمكن القول أخيراً أنه إذا تحقق عنصر الأمان، يمكن أن يكون البائعون المعتمدون عبر الإنترنت، وسيلة مريحة وميسورة التكلفة للحصول على الأدوية التي تحتاجها بأمان، كما هو الحال مع الشركات الصغيرة مثل صيدلية Alto .

















