بدأ Andrew Usher، وهو أحد سكان تورنتو، في التفكير في شراء منزل للمرة الأولى على الإطلاق، وذلك بعد انتقاله إلى مونتريال.
يُذكر أن Usher قرر ترك الطرف الغربي من تورنتو، واعتزم الحصول على شهادة من جامعة Concordia في مارس/آذار 2021. وواصل عمله في تكنولوجيا المعلومات في تورنتو العمل عن بُعد بدوام كامل.
وقرر البحث عن منزل مع انخفاض أسعار الشقق بما فيه الكفاية في مدينته الجديدة، وكان مؤهلاً للحصول على رهن عقاري بقيمة 450.000 دولار ، والذي يمكن أن يشتري له شقة بغرفة نوم واحدة أو غرفتي نوم.
وأوضح Usher:”لا أعتقد أن هذه الأسعار موجودة في تورونتو”.
تجدر الإشارة إلى أن متوسط تكلفة شراء شقة في تورنتو كان أكثر من 820 ألف دولار في أبريل/نيسان 2022 ، ما يُمثّل زيادةً قدرها 410 آلاف دولار مقارنة بمونتريال.
وتعد القدرة على تحمل التكاليف هي أحد الأسباب التي تجذب سكان أونتاريو نحو جارتها الشرقية.
ووفقاً ل Statistics Canada، كان عدد السكان الذين انتقلوا من أونتاريو إلى كيبيك أكبر من أولئك الذين انتقلوا من كيبيك إلى أونتاريو في 2020-2021 لأول مرة منذ أوائل السبعينيات.
كما تعتبر ترتيبات العمل المرنة قوة دافعة أخرى وراء هذا التغيير ، بالإضافة إلى اقتصاد كيبيك المزدهر الذي يواكب أونتاريو.
والجدير بالذكر أن الوباء ساعد على التوسع في العمل عن بُعد وتسبب في ارتفاع أسعار المساكن بشكل كبير في أونتاريو، مما دفع عدداً كبيراً من الأشخاص لمغادرة أونتاريو.
وبالعودة إلى تورنتو، اعتاد Usher أن يدفع 1300 دولار مقابل حصته في شقة مقسمة على 3 أشخاص. لكنه يدفع إيجاراً قدره 1200 دولار شهرياً لشقته المكونة من غرفة نوم واحدة بالإضافة إلى غرفة المعيشة في مونتريال.
وأوضحت Statistics Canada أن عدد الأشخاص الذين انتقلوا من أونتاريو إلى كيبيك كان 16469 بين عامي 2020-2021 ، بينما انتقل 16370 شخص من كيبيك إلى أونتاريو خلال نفس الفترة، مما أدى إلى صافي زيادة قدرها 99 شخص.
يُذكر أن الهجرة السابقة من كيبيك إلى أونتاريو كان يقودها اقتصاد أونتاريو القوي ، والاضطرابات السياسية في كيبيك ، وقوانين اللغة التي استثنت الناطقين باللغة الإنكليزية. ووفقاً لدراسة أجراها معهد Fraser عام 2016 ، غادر حوالي 600 ألف شخص كيبيك إلى أجزاء أخرى من كندا بين عامي 1971 و 2015.
إلا أن الوباء بدأ في تغيير الأوضاع، حيث نمت ظاهرة العمل عن بعد بشكل كبير وأعطت الناس حافزاً للانتقال.
وتجدر الإشارة إلى أن كيبيك اعتمدت مشروع القانون 96 ، الذي يحد من استخدام اللغة الإنكليزية في المحاكم والخدمات العامة مع فرض متطلبات لغوية صارمة.
لكن وبحسب الخبراء، لن يثني مشروع القانون سكان أونتاريو عن الانتقال إلى كيبيك لأن اللغة الإنكليزية يمكن استخدامها بسهولة أكبر في مونتريال. كما يميل الناس إلى التكيف مع المناطق الناطقة بالفرنسية في حال كان نمط الحياة أفضل.
وفي الوقت نفسه، من غير الواضح ما إذا كان اتجاه الهجرة من أونتاريو دائماً أم لا. لكن المقاطعة، وخاصةً منطقة تورنتو الكبرى GTA ، ستظل مكان عمل للكثيرين.
ووفقاً لحكومة المقاطعة ، وصل أكثر من 198،500 مهاجر إلى أونتاريو العام الماضي ، ارتفاعاً من 153،000 في فترة ما قبل الوباء عام 2019.