أفاد خبراء الصحة في الولايات المتحدة أن الارتفاع المثير للقلق في الوفيات بسبب الجرعات الزائدة بين الأطفال والمراهقين أصبح يتعارض بشكل كبير مع عدم كفاية نظام الصحة العقلية للأطفال، بما في ذلك النقص في علاج الإدمان.
يقول الخبراء أن خيارات العلاج المحدودة وفجوات التغطية تعني أن العديد من الأطفال قد لا يحصلون على الرعاية اللازمة التي يمكن أن تمنعهم من تطوير إدمان أعمق وربما مميت.
تشير بيانات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن وفيات الأطفال بسبب المواد الأفيونية بدأت في الازدياد مع ارتفاع توافر الفنتانيل في عام 2010، حيث ارتفع متوسط الوفيات الشهرية بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاماً بنسبة 109% بين النصف الثاني من عام 2019 والنصف الثاني من عام 2021، في حين ارتفعت الوفيات المرتبطة بالفنتانيل المصنوع بشكل غير مشروع بنسبة 182%.
من الجدير بالذكر أن إساءة استخدام المواد الأفيونية ليست سوى عامل واحد في تدهور قطاع الصحة العقلية للاطفال والتي تفاقمت بسبب الوباء، كما تفاقمت أزمة جرعات المخدرات الزائدة على المستوى الوطني منذ بداية الوباء، حيث يموت أكثر من 100 ألف أمريكي كل عام، وجزء صغير من تلك الوفيات يشمل الأطفال والمراهقين.
في هذا السياق يقول Matthew Cook الرئيس التنفيذي لجمعية مستشفيات الأطفال، أن البلاد لديها نقص في الأطباء المدربين والأخصائيين الإجتماعيين، الذين يمكنهم المساعدة في تحديد المشكلة ومن ثم علاجها عند الأطفال.
وأضاف Cook أنه عادةً ما يذهب الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية في مجال تعاطي المخدرات إلى غرفة الطوارئ، ولكن بدلاً من نقلهم إلى المكان أو السرير المناسب، فإنهم يبقون في طوابير الإنتظار، وهذا ما يؤكد التأخير في الرعاية، وربما عدم القدرة على ترتيب تلك الرعاية.
وفقاً ل- Cook فإن الأطفال الذين يعانون من استخدام الفنتانيل يميلون إلى دخول نظام الرعاية الصحية بعد تناول جرعة زائدة لطلب المساعدة أو طلب الرعاية، ولكن بعض الأطفال يحتاجون إلى علاج أكثر كثافة، وفي منطقة العاصمة لا توجد برامج علاجية داخلية للأطفال.
هذا وقالت Sharon Levy، رئيسة قسم طب الإدمان في مستشفى بوسطن للأطفال أنه ليس لديهم ما يكفي من الأشخاص المدربين على رعاية الشباب الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المواد الأفيونية، وليس لديهم أشخاص مناسبين ومدربين.
تدير Levy برنامجاً للعلاج السريري، وقد أكدت أنه على الرغم من أهمية الرعاية السكنية في العلاج، إلا أنه من الصعب إقناع الأطفال والعائلات بقبول العلاج السكني، وأن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها حل هذه المشكلة هي إذا تعاون متخصصو طب الإدمان مع الأطباء الذين يعتنون بالشباب.
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن تقرير هيئة الرقابة الداخلية التابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية (HHS) أشار إلى أن احتمال حصول الأطفال على الأدوية لعلاج اضطراب استخدام المواد الأفيونية أقل بكثير من البالغين، حيث تلقى 11% فقط من الأطفال والمراهقين المسجلين في برنامج Medicaid علاجاً دوائياً في عام 2021, مقارنةً بحوالي 70% من المسجلين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و44 عاماً.
المصدر: Axios

















