يكافح العديد من الكنديين من أجل شراء المنازل وتأمين السكن، لا سيما بعد قرار بنك كندا الأخير برفع سعر الفائدة الرئيسي، وارتفاع متوسط أسعار المنازل، حتى أن البعض قرر الانتقال إلى بلدان اخرى يدفعون فيها أقل مقابل الإقامة وغيرها من المواد الأساسية.
أحد هؤلاء الأشخاص هو Roland Cameron من أونتاريو، الذي رحل وزوجته إلى بربادوس في 10 يوليو/تموز ويخطط للعيش هناك بشكل دائم، وهو واحد من عدة أشخاص كتبوا حول الاستقرار خارج كندا بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة.
تشير البيانات الواردة من هيئة الإحصاء الكندية إلى أن الكنديين يغادرون البلاد بشكل دائم كل يوم، حيث أن مهاجراً واحداً سيغادر كندا كل 20 دقيقة أو نحو ذلك.
يمكن القول أن تكاليف السكن المرتفعة لعبت دوراً رئيسياً في قرار المغادرة بالنسبة للكثيرين، حيث ذكر Cameron أن مبلغ الرهن العقاري لمنزله المكون من أربع غرف نوم وحمامين في أونتاريو، كان حوالي 5500 دولار، لكن في باربادوس يستأجر منزلاً من ثلاث غرف نوم وثلاثة حمامات مقابل 3000 دولار شهرياً.
وفقاً لموقع Numbeo، فإن سلع البقالة مثل الحليب والخبز والبيض أغلى في باربادوس منها في كندا، لكن يمكن بالمقابل توفير المال في بعض المرافق مثل الكهرباء والمياه والغاز، مما يسمح بتوليد المزيد من الدخل المتاح للإنفاق على الأنشطة الترفيهية وتنمية الأسرة في نهاية المطاف.
هناك أخرون هاجروا إلى كمبوديا حيث تكلفة المعيشة أقل بكثير مقارنة بكندا، إذ تبلغ تكلفة استئجار منزل من ثلاث غرف نوم وثلاثة حمامات مع مسبح حوالي 300 دولار شهرياً، مقارنةً بحوالي 1837 دولار لمنزل من غرفة نوم واحدة.
علاوة على ذلك فإن متوسط سعر الغذاء والنقل في كمبوديا أرخص مما هو عليه في كندا، لا سيما سلع البقالة، كما يمكن أن يصل سعر الوجبة في مطعم في كمبوديا إلى 3 دولار للفرد، أما في كندا ارتفعت أسعار البقالة بنسبة 9.1٪، حيث أن مستويات التضخم لا تزال أعلى من هدف بنك كندا البالغ 2٪، كما أن القدرة على القيام بالأنشطة الترفيهية هي أكبر في كمبوديا.
من الجدير بالذكر أن بلدان مثل كمبوديا والفلبين لديها حد أدنى للأجور أقل من الراتب الأساسي الذي يكسبه العمال في المقاطعات والأقاليم الكندية.
في الفلبين مثلاً يبلغ الحد الأدنى للأجور حوالي 14 دولار في اليوم، أما في كندا يمكن للموظفين جني ما لا يقل عن 104 دولار يومياً، ويتراوح الحد الأدنى للأجور من 13 دولار إلى 16.77 دولار في الساعة اعتماداً على المقاطعة أو الإقليم.
في السياق نفسه أظهر البحث الذي أجرته Far Homes، أن عدداً متزايداً من الكنديين يهاجرون إلى الخارج منذ عام 2020، وقد أظهرت البيانات الصادرة من الحكومة المكسيكية أنه تم إصدار 1032 بطاقة إقامة مؤقتة للكنديين في عام 2020، مقارنة مع 3160 بطاقة تم إصدارها في عام 2022.
جدير بالذكر أخيراً أن أحد العوامل المهمة وراء هذا الاتجاه هو الرغبة في انخفاض تكلفة المعيشة، حيث أن ارتفاع متوسط أسعار المنازل والإيجارات في كندا يثير القلق بشكل خاص إلى جانب ارتفاع تكلفة الطعام.