كان سعر سيارة بيك آب Toyota Tacoma SR مزدوجة الكابينة، طراز 2019، أقلّ من 29000 دولاراً.
الآن، بعد عامين، يدفع التجار ما يقارب 1000 دولاراً زيادةً من ذلك، للمستخدمة منها.
ثم يبيعونها للمستهلكين بأكثر من 33000 دولاراً.
أنتم في عالم مبيعات السيارات والشاحنات الأمريكية الغريب، فقد أدى الوباء والنقص العالمي في رقائق الكمبيوتر لدفع الأسعار إلى مستوياتٍ قياسية.
العام الماضي، ارتفع متوسط أسعار السيارات المستعملة بنسبة 30%، وفقاً لموقع Black Book، الذي يتتبع بيانات السيارات والشاحنات.
و قال Alex Yurchenko، نائب الرئيس الأول لعلوم البيانات في الموقع، أن ارتفاع الأسعار خلق مواقفاً مجنونة، حيث يتم بيع السيارات ذات الطلب المرتفع بأكثر مما كانت عليه عندما كانت جديدة.
وأضاف: “السوق غريب جداً حالياً. يحتاج التجّار للمخزون، لذلك، يدفعون مالاً وفيراً مقابل سياراتهم في سوق الجملة”.
عثر Yurchenko على 73 طرازاً من السيارات التي يتراوح عمرها من عام إلى 3 أعوام، يتم بيعها في المزادات (حيث يشتري التجار سياراتهم) بأسعار أعلى من أسعارهم الأصلية، وهو سعر التجزئة المُقترح من الشركة المصنعة.
الشهر الماضي، شكّلت زيادات أسعار السيارات المستعملة، ثلث الارتفاع الكبير في التضخم، وفقاً لوزارة العمل.
ارتفعت الأسعار بنسبة قياسية 10% في أبريل/نيسان و 7.3% إضافية في مايو/أيار، حيث ارتفع التضخم بنسبة 5%، وهي أكبر زيادة لمدة عام، منذ عام 2008.
حيث بلغ متوسط تكلفة السيارة المستعملة 26457 دولاراً هذا الشهر، وفقاً لموقع Edmunds.com.
العديد من الطرازات التي وجدها Yurchenko كانت شاحنات وسيارات دفع رباعي باهظة الثمن، أو سيارات مطلوبة بكثرة، بما فيهم سيارات بيك أب Ford F-150 Raptor، و Jeep Wrangler Unlimited Rubicon، و Mercedes G-Class AMG63 عاليات الأداء.
لكن Tacoma SR ذات الدفعين، هي الطراز الأقل سعراً بين سيارات البيك آب الصغيرة الأكثر مبيعاً في Toyota.
من المؤكد وجود الإصدارات الأحدث من Tacoma في القائمة، ولكن المزيد من السيارات تباع بأكثر من أسعارها الأصلية.
مثلاً، احتلت Kia Telluride 2020 و Hyundai Palisade قائمة الأسعار، على الرغم من أنهما يعتبران أقل قيمةً مقارنةً بسيارات الدفع الرباعي الأكثر تكلفة بثلاثة صفوف من المقاعد.
يقول Yurchenko أن الأسعار المجنونة تتجه نحو السيارات العادية.
وأضاف: “قبل أن نتجاوز الأمر، ستقترب أسعار العديد من السيارات الرئيسية من سعر التجزئة المقترح من الشركة المصنعة لها”.
بدأ كل شيء في أبريل/نيسان، ومايو/أيار، العام الماضي، عندما أُجبر صانعو السيارات الأمريكيون على إغلاق مصانعهم لثمانية أسابيع، للحد من انتشار فيروس كورونا. وقد أدى ذلك لانخفاض الإنتاج، والحد من المخزون، حتى في ظل الطلب المرتفع جداً.
عادت المصانع للعمل أسرع من المتوقع، وخلال ذلك، تحول صانعو شرائح الكمبيوتر، لتصنيع أشباه الموصلات للهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأنظمة الألعاب وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية، وأدى ذلك للنقص في رقائق السيارات، الأمر الذي أجبر شركات السيارات على إغلاق المصانع مؤقتاً، مما ترك القليل من السيارات الجديدة لبعض التجار.
أدى نقص السيارات الجديدة، وارتفاع الأسعار، لدفع المزيد من الأشخاص إلى سوق السيارات المستعملة، حيث بات الطلب مرتفع عليها أيضاً.
إضافةً لذلك، فإن شركات تأجير السيارات، التي عادة ما تكون مصدرًا للسيارات المستعملة، قد حافظت على سياراتها لفترة أطول، حيث لم تستطِع الحصول على سيارات جديدة، بحسب Yurchenko.
حالياً، لا يملك المستهلكين الذين يرغبون باستبدال سياراتهم، خياراتٍ كثيرة.
قو ال Yurchenko: “لسوء الحظ، إذا كنت بحاجة إلى سيارة، فستدفع الثمن”.
لكن هناك دلائل على أن زيادات الأسعار بدأت تتباطأ.
حيث ارتفعت أسعار السيارات المستعملة بنسبة 0.75% الأسبوع الماضي، وهو أدنى ارتفاع أسبوعي في 17 أسبوعاً. وارتفعت أسعار الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي بنسبة 0.68%، وهو أدنى ارتفاع أسبوعي في 15 أسبوعاً، وفقًا لـ Black Book.
ورأى Karl Jensvold، مالك PricedRite Auto Sales، وهو تاجر سيارات مستعملة في Lincoln, Nebraska، أنه يرى أسعار الجملة مستقرةً، لكنه لا يتوقع انخفاضاً قريباً.
وأضاف: “لا أعتقد أننا سنرى الأسعار التي كانت قبل COVID، لفترة من الوقت”.
من جانبه اعتبر Yurchenko أنه في مرحلة ما، يجب أن تعود الأسعار إلى وضعها الطبيعي، وستنخفض قيمة السيارات المستعملة مرةً أخرى. وأضاف أن الانخفاض يعتمد على المدة التي سنحصل فيها على المزيد من رقائق الكمبيوتر، ليتمكن صانعو السيارات من استئناف الإنتاج الطبيعي.
واختتم حديثه قائلاً: “بمجرد أن تبدأ مستويات المخزون الجديدة في الزيادة، سيتقلص الضغط عن السوق المستخدمة”.