بينما يكافح رجل من ألبرتا للنجاة بحياته في وحدة العناية المركزة في إدمونتون، تحثّ زوجته التي كانت فيما سبق مناهضة للقاحات COVID-19، الآخرين على الحصول على اللقاح والحذر من المعلومات المغلوطة التي تنتشر عبر الإنترنت.
وناشدت Carla Palkun التي تبلغ من العمر 41 عاماً، سكان ألبرتا غير الملقحين من أجل الحصول على جرعة، وذلك بعد أن أُصيب زوجها Chris Palkun البالغ من العمر 40 عاماً، والذي لا يُعاني من أي أمراض بالفيروس الأسبوع الماضي، ونُقل إلى وحدة عناية مركزة تبعد أكثر من 200 كيلومتر عن محل إقامته.
وقالت Carla إنها كانت من معارضي لقاح COVID-19، وأضافت أنها عضو في العديد من المجموعات المناهضة للقاح.
و استمر ذلك حتى قامت بتوصيل زوجها إلى أحد المشافي في إدسون يوم السبت لتلقي العلاج من المرض.
وأشارت إلى أن رأي زوجها تغير أيضاً أثناء ذهابهم إلى المستشفى.
وبيّنت أن الوباء لم يؤثر على حياتهم من قبل، حتى أنهم بدأوا يعتقدون أن الفيروس لم يكن حقيقياً. و سعت للحصول على معلومات عبر الإنترنت وانضمت إلى مجموعات “مناهضة للقاح” على فيسبوك، مما دفعها إلى قبول بعض نظريات المؤامرة.
لكن تغير كل ذلك عندما ُنقل زوجها إلى مستشفى Gray Nuns Community في إدمونتون يوم الأحد.
هذا وقد حذّر Timothy Caulfield، الأستاذ بجامعة ألبرتا ورئيس الأبحاث الكندية في القانون والسياسة الصحية، من أن حجم المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت وطابعها يُسهّل على أي شخص تقريباً الانغماس فيها.
وأوضح أن الفاعلين في هذا المجال بارعون في التلاعب بمخاوف الناس واهتماماتهم وقيمهم.
وأضاف أن الدراسات تُظهر أن الجهود المبذولة لفضح المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت أثبتت فعاليتها. ولفت إلى وجود بعض المبادرات مثل ScienceUpFirst، وهي مجموعة من العلماء والباحثين وخبراء الرعاية الصحية، التي تعمل على مواجهة المعلومات الخاطئة التي تخص COVID-19.
لكن وعلى عكس Carla، فإن معظم الناس لا يغيرون رأيهم بشأن الموضوعات التي تسبب الانقسام مثل لقاحات COVID-19، بين عشيةٍ وضحاها. حيث تعتبر عملية تغيير آراء أصحاب المعتقدات الخاطئة حول اللقاح عمليةً طويلة وتتطلب الصبر.
وتابع Caulfield: “أحد أسباب انتشار المعلومات المضللة هو أن متبنيها غالباً ما يعتمدون على الحكايات والشهادات، حتى لو لم تكن صحيحة. لكن يمكن أن تكون هذه الشهادات قوية للغاية، خاصةً إذا كانت تتحدث عن قيم شخص ما”.
وأضاف أن القصص الشخصية مثل قصة Carla يمكن أن تساعد في محاربة المعلومات المضللة.
ولهذا السبب تخطط Carla لمشاركة قصتها مع مناهضي اللقاح الذين اعتادت أن تتابعهم. فهي لا تريد أن يتعلم الآخرون درسها بالطريقة الصعبة، وتأمل في إنقاذهم من الحزن من خلال تغيير رأيهم بدلاً من ذلك.
المصدر: Montreal Gazette