حتى في خضم الأزمة في أفغانستان، حيث ترفض دول أخرى اللاجئين، تلتزم كندا بالترحيب بهم.
و وعد الحزب الليبرالي، الذي يحكم البلاد حالياً، بإعادة توطين 20 ألف لاجئ أفغاني ولا يعارض أي من قادة الأحزاب الرئيسيين الآخرين ذلك.
علماً أن مسألة الهجرة في كندا لا تتعلق فيما إذا كان علينا قبول المهاجرين، ولكن بكيفية الترحيب بهم على أفضل وجه.
يقبل الكنديون بشكل عام المهاجرين، فحتى أثناء الوباء ووسط الأزمة الاقتصادية، رفعت الحكومة الليبرالية أهداف الهجرة إلى أكثر من 400000 مهاجر على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
ومع ذلك، لا يزال هناك قضايا عالقة في نظام الهجرة وهي تراكم ملفات المهاجرين بسبب التكنولوجيا المعتمدة التي عفا عليها الزمن.
فيما يلي نلقي نظرة على سياسات الهجرة للأحزاب الأربعة الأكثر شعبية في كندا:
- الحزب الليبرالي Liberal Party
- حزب المحافظين Conservative Party
- كتلة كيبيك Bloc Québécois
- الحزب الديمقراطي الجديد New Democratic Party
الحزب الليبرالي
جاستن ترودو هو زعيم الحزب الليبرالي الكندي. وعلى الصعيد السياسي، يقال إن الليبراليين من يسار الوسط.
وعد ترودو بإعادة توطين ما يصل إلى 20 ألف أفغاني إذا أعيد انتخابه.
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يعد فيها ترودو بقبول أعداد كبيرة من اللاجئين أثناء حملته الانتخابية. ففي عام 2015، دعا كندا إلى قبول 25000 لاجئ سوري وفاز بالانتخابات في ذلك العام.
رفع الليبراليون أهداف الهجرة سنوياً منذ وصولهم إلى السلطة في عام 2015. وحتى أثناء الوباء، وعدوا بزيادة مستويات الهجرة إلى مستويات تاريخية. حيث برروا الزيادة بمساهمات المهاجرين في المجتمع الكندي.
وكتب “بروك سيمبسون”، المتحدث باسم الحزب الليبرالي: “في جميع أنحاء البلاد، يعمل الكنديون الجدد بجد، فهم يعلمون أطفالنا، ويعتنون بنا عندما نكون مرضى، ويبدأون أعمالاً جديدة، ويخلقون وظائف جيدة”. “هناك حاجة إلى هذه المساهمات الآن أكثر من أي وقت مضى مع خروجنا من جائحة كان لها تأثير عميق على بلدنا والقوى العاملة فيها”.
في عام 2017، قدم الليبراليون خطة مستويات الهجرة متعددة السنوات حتى يتسنى لأصحاب المصلحة الحصول على مزيد من الوقت للاستعداد لأعداد كبيرة من المهاجرين.
حزب المحافظين
المحافظون سياسيون من يمين الوسط. و هم يمثلون حالياً، المعارضة الرسمية، ما يعني أنهم يحتلون ثاني أكبر عدد من المقاعد في مجلس العموم.
وهو الحزب الوحيد بخلاف الليبراليين الذي شغل منصباً على المستوى الفيدرالي.
زعيم الحزب هي ” إيرين أوتول” الذي فاز في الماضي بالانتخابات في المناطق الغنية بالمهاجرين.
يدعو الحزب إلى نظام هجرة يرحب بالمواهب الدولية ، ويوفرون الملاذ للمدافعين عن حقوق الإنسان وأولئك الذين يفرّون من الاضطهاد ، ويجمع شمل العائلات.
كما يريدون زيادة التدريب على الوعي الثقافي والتوفيق بين المتقدمين وموظفي الهجرة الذين يفهمون بشكل أفضل السياق الثقافي لمقدم الطلب.
سيقوم المحافظون بإلغاء نظام اليانصيب لـبرنامج الآباء والأجداد(PGP)، واستبداله بنموذج أسبقية تقديم الطلبات( من يأتي أولاً يخدم أولاً).
كما سيسمح المحافظون لأفراد الأسرة الكنديين الأجانب بالعيش في كندا لمدة تصل إلى خمس سنوات دون وضع دائم.
و سيتمكن أفراد الأسرة من تجديد إقامتهم لفترة إضافية طالما أنهم يشترون تأميناً صحياً.
كتلة كيبيك Bloc Québécois
هو حزب يمثل قومية كيبيك، مع سعي الكتلة لجعل المقاطعة بلداً مستقلاً ومنفصلاً عن كندا. كثيراً ما يقال إن الكتلة من يسار الوسط في الطيف السياسي.
بموجب سياسات اللاجئين، يريد الحزب من كندا إلغاء اتفاقية الدولة الثالثة الآمنة مع الولايات المتحدة، على أمل إنهاء عمليات العبور غير النظامية على الحدود الكندية الأمريكية. ويقول الحزب إن هذا سيسمح “باستقبال أكثر تنظيماً للمهاجرين”. كما يريدون إعادة توطين جميع اللاجئين الناطقين بالفرنسية في كيبيك.
ويأمل أعضاء الحزب أن يتم تبني نموذجهم الخاص “لقانون التعددية الثقافية” ، لأنهم يعتقدون أن شكله الحالي يمنع الوافدين الجدد من الاندماج في مجتمع كيبيك.
أخيراً، سيقدم الحزب ائتمانات ضريبية للخريجين والمهاجرين الذين يرغبون في الاستقرار خارج المراكز الحضرية الرئيسية.
الحزب الديمقراطي الجديد New Democratic Party
يعتبر الحزب الديمقراطي الجديد (NDP) يسارياً في الطيف السياسي.
و وجدت استطلاعات الرأي المتعددة أن زعيم الحزب ” جاجميت سينغ” هو المرشح الأكثر شعبية في هذه الحملة الانتخابية.
بالنسبة للاجئين، يسعى الحزب إلى التخلص من تراكم طلبات اللجوء، على الرغم من أن برنامجهم لا يوضح الطريقة.
كما سيعطون الأولوية للمساواة في الأجور لإنهاء التمييز في الأجور على أساس الجنس، والذي يؤثر على النساء المهاجرات.
وللقيام بذلك، سيطلبون من أرباب العمل التحلي بالشفافية فيما يتعلق بالأجور وتنفيذ التشريعات الاستباقية للمساواة في الأجور على الفور.