أعطانا باحثون من شركة Parabon NanoLabs، لمحة عما قد يبدو عليه قدماء المصريين. حيث قام باحثو الشركة المتخصصة بتكنولوجيا الحمض النووي، والموجودة في فرجينيا، بإنشاء عمليات إعادة بناء ثلاثية الأبعاد لوجوه ثلاثة رجال بعد معالجة عينات الحمض النووي من المومياوات.
علماً أن أعمار الرجال المحنّطين، والذين يُطلق عليهم JK2134 و JK2888 و JK2911، تُقدّر بين 2000 و 2800 عام.
وتعود أصولهم إلى أبو صير الملق، أحد مجتمعات نهر النيل القديم في مصر. يُعتقد أن JK2134 يعود تاريخه من 776 إلى 569 قبل الميلاد، بينما يُقدر أن JK2888 يعود إلى الفترة ما بين 97 إلى 2 قبل الميلاد، أما JK2911 فيعود إلى حوالي 769 إلى 560 قبل الميلاد.
وشارك الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في الندوة الدولية الثانية والثلاثين حول تحديد الهوية البشرية في وقت سابق من هذا الشهر.
وقد تمكنوا من استخراج المعلومات الجينية حول الخصائص الجسدية للرجال وأسلافهم باستخدام عملية تسمى النمط الظاهري للحمض النووي، وقاموا بتوليد نماذج ثلاثية الأبعاد لما قد يبدون عليه عندما كانوا في سن ال25 عام تقريباً.
و وجد الباحثون أن الرجال الثلاثة كانوا في الأساس من أصل شرق أوسطي، مع اختلاط بعض الأصول الأوروبية الجنوبية. وتبيّن أن أسلافهم أكثر تشابهاً مع شعوب البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط الحديثة أكثر من المصريين الحاليين.
ونظراً لأن عينات الحمض النووي كانت قديمة للغاية، فقد كانت بعض المعلومات الجينية الرئيسية مفقودة أو تالفة، لذلك كان على الباحثين إجراء بعض التنبؤات لملء الفجوات. حيث افتقرت العينات إلى المعلومات الجينية المرتبطة بلون العين ولون الشعر، ولهذا السبب قام الباحثون بتطبيق اللون البني الداكن على الشعر والعينين، وهو أكثر ألوان الشعر والعيون شيوعاً بين سكان الشرق الأوسط.
كما كانت الكثير من المعلومات الجينية الخاصة بلون الجلد مفقودة أيضاً، لذا توقّع الباحثون بالمثل أن الرجال لديهم بشرة بنية فاتحة.
وأوضحت Ellen Greytak، مديرة المعلوماتية الحيوية في Parabon : “من المذهل أن نرى كيف يمكن تطبيق تسلسل الجينوم والمعلوماتية الحيوية المتقدمة على عينات الحمض النووي القديمة”.
يُذكر أن العديد من إدارات الشرطة حول العالم تستخدم هذه التقنية لإنشاء عمليات إعادة البناء عند العثور على بقايا مجهولة الهوية.
لكن تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها تطبيق هذه التقنية على المصريين القدماء .