ما الذي يجمعُ بين دائرةِ شرطة تورنتو ومالكي مركز Eaton، وبين الحكومة الفيدرالية الكندية؟
القاسم المشترك، هو أنهم جميعاً يستخدمون تقنية التعرف على وجوه الأشخاص، بدون موافقة منهم، أو تحذير مسبق، ولم يقوموا فقط ببعض مسحات الوجوه، بل الملايين منها.
حيث كشفَ تقريرٌ نشرَته صحيفة The Globe and Mail اليوم، أن مسؤولي الحكومة قد طبّقت بالسرّ تقنية التعرف على الوجه، على ملايين المسافرين غير المشتبه بهم، في مطار Pearson الدولي في تورونتو، عام 2016″.
استمرّ تطبيق المشروع التجريبي، الذي سُمّي “وجوه على الطريق”، لمدة 6 أشهر تقريباً، من يوليو/تموز إلى ديسمبر/كانون الأول، عام 2016.
وقد تمت آنذاك، مراقبة حوالي 2951540 شخصاً عبر الحدود في المبنى رقم 3 ل Pearson.
الشركة المسؤولة عن التقنية، مقرها أوتاوا، وتسمى Face4 Systems، وهي تستخدم البرنامج نيابة عن وكالة خدمات الحدود الكندية (CBSA)، كما كشفت في عرضها التقديمي، أن تلك التقنية استُخدمت على حوالي 15000 إلى 20000 مسافر يومياً أثناء الاختبار.
– لكن لماذا؟
تُظهر الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة، أنّ المبادرة كانت تهدف لاختيار (CBSA) للأشخاص المشتبه بهم، الذين يحاولون دخول البلاد باستخدام هوية مزورة”.
No big deal, just a government agency secretly piloting facial recognition technology at Canada's busiest airport and us only finding out about it five years later thanks to an access to information request. https://t.co/Bn66JYQs72
— Aaron Wudrick 🇨🇦 (@awudrick) July 19, 2021
يقول تقرير من CBSA: “حددت CBSA آلاف المسافرين الدوليين الذين تم منعهم من دخول كندا، أو تم ترحيلهم بعد دخولهم كندا.
وتم اعتبار هؤلاء المسافرين غير مقبولين لعدة أسباب، منها الأمن، أو الإجرام، أو لأسباب صحية، أو أو عدم الامتثال وقد حاول كثير منهم، الدخول إلى كندا مرةً أخرى”.
ويضيف التقرير: “تستخدم CBSA في معابر الدخول، قائمة تحتوي على أسماء الأشخاص الذين تم ترحيلهم في السابق، وقوائم مماثلة، بهدف تحديد المسافرين غير المسموح لهم بالدخول.
ومع ذلك، يقوم العديد من هؤلاء، باستخدام هويات مزورة، أو أنهم يغيروا أسماءهم بشكل قانوني في بلدانهم الأصلية ويحصلون على وثائق سفر قانونية بأسمائهم الجديدة. القوائم القائمة على الاسم، كتلك المستخدمة حالياً، لها قيود أصلية، يمكن التغلب عليها باستخدام تقنيات القياسات الحيوية”.
في حين أن تقنية التعرّف على الوجه مهمةٌ للقبض على عابري الحدود غير القانونيين إلا أنها قد تؤدي لمضاعفاتٍ محتملة، بما فيها انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات الخصوصية.
أولاً، لم تضع CBSA لافتاتٍ في المطار، لإبلاغ المسافرين بأنه وجوههم تتعرض للفحص.
كما تم نشر ملخصٍ على موقع الوكالة في عام 2016، ولم تقم بنشره.
In Canada would of course *never* become a surveillance dystopia news*…
"Ottawa tested facial recognition on millions of travellers at Toronto’s Pearson airport in 2016"https://t.co/nyG8ApaFad pic.twitter.com/NmcU0pcokT
— David Moscrop (@David_Moscrop) July 19, 2021
جاء في تقرير The Globe and Mail: “أثناء مرور المسافرين عبر منطقة مراقبة الحدود، في مبنى القادمين الدوليين، رقم 3 في مطار Pearson، كان هناك 31 كاميرا تلتقط صوراً لوجوههم.
وكلما قام النظام بجولةٍ جديدة تجاه قائمة تضم 5000 شخص تم ترحيلهم سابقاً، يقوم ضابط الحدود بمراجعة البيانات، ويمرر معلومات المسافر إلى ضابط في طابق المبنى، والذي يتتبع بدوره المسافر إلى الأسفل، ويسحبه إلى “تفتيشٍ آخر”.
أكدت شركة Face4 Systems في عرضها التقديمي غير المؤرخ، أن طياراً في 2016 كان قد عثر على 47 “نتيجة حقيقية”، أي أنه اكتشف 47 شخصاً تتطابق وجوههم مع الوجوه الموجودة في قاعدة بيانات CBSA.
ليس جلياً ما إذا كان المشروع التجريبي قد تسبب في ترحيل أي شخص، إلا أن وجوده يثير الإنذارات بين خبراء الخصوصية، بما فيهم المسؤول في قانون الإنترنت، والتجارة الإلكترونية، Michael Geist، الذي أشار على Twitter إلى ما يلي:
“بعد مرور عام، على الحملة الانتخابية التي كانت المراقبة ومشروع قانون C-51 فيها، قضيةٌ رئيسية، مع الوعود بالإصلاح، كانت الحكومة قد طبقت تقنية التعرف على الوجه على ملايين الأشخاص في مطار بيرسون دون تنبيه”.
وثيقة تقييم تأثير الخصوصية ل CBSA، تنصّ على أنه بينما يتوجب الاحتفاظ بصور الوجه، وبعض تسجيلات الكاميرا، وسجلات POD حتى نهاية المشروع، لكن يجب أن يتم إتلاف جميع السجلات مع نهاية المشروع، باستثناء تلك التي استُخدمت “لغرضٍ إداري”.
وقال متحدث باسم الوكالة (CBSA) لصحيفة Globe and Mail، إن جميع تقنيات التعرف على الوجه التي كانت مستخدمةً في المشروع، قد تمت إزالتها من مطار Pearson في نهاية فترة المشروع، وأن الصور التي التُقطت للمسافرين، قد تم حذفها.
ومع ذلك، يجد الناس صعوبةً في تصديق هكذا تصريحات، كالتقارير عن برامج مراقبة التعرف على الوجه غير المصرح بها، والتي تستمر في الظهور في جميع أنحاء العالم.