انتشرت أنباءٌ كثيرة عن تسجيل كندا لدرجةِ حرارةٍ أعلى من أي مكان في أوروبا، أو أمريكا الجنوبية.
تخيّلوا كل البيئات الحارّة الشهيرة، سواءٌ في أوروبا، أو أمريكا الجنوبية: “أدغال الأمازون، وشواطئ ريو دي جانيرو الساخنة، وتلال صقلية المشمسة”.
يوم الثلاثاء، سجّلت Lytton، في بريتيش كولومبيا، درجة حرارة 49.5 درجة مئوية، وقد حطمت بذلك، الرقم القياسي لأعلى درجة حرارةٍ على الإطلاق – ليس في كندا فحسب – بل إنها تجاوزت أعلى درجة حرارة إطلاقاً لأي بلدٍ في أمريكا الجنوبية أو أوروبا.
في غضون 24 ساعة، تم إخلاءُ المدينة من قاطنيها، حيث اندلع حريقٌ دمّر الغابات في مساحات شاسعةٍ من المجتمع.
في عام 1977، سجّلت أثينا في اليونان، أعلى درجة حرارة على الإطلاق في أوروبا، حيث وصلت الحرارة فيها إلى 48 درجة مئوية.
أما في أمريكا الجنوبية، فقد كانت أعلى درجة حرارة على الإطلاق، وهي 48.9 درجة مئوية، من نصيبِ بلدة Rivadavia شبه القاحلة في الأرجنتين في عام 1905.
Words cannot describe this historic event, says @ECCCWeatherBC
British Columbia set more than 40 all-time records
🌡️Lytton broke #Canada's temperature record for the THIRD straight day on 29 June with 49.5°C.
HIGHER than Las Vegas all-time record high of 47.2°C.#Climatechange pic.twitter.com/rbTiikCNEY— World Meteorological Organization (@WMO) June 30, 2021
* باتت الحرارة في أحد الأقاليم الشمالية الغربية، كالحرارة المرتفعة في “دلهي، الهند”:
لم تسلم الأقاليم الشمالية في كندا من موجة الحر.
فبعد أسابيع قليلة من خروج العديد من المجتمعات الشمالية الثلجية – المؤلفة من 60 مجتمعاً – عن الوضع المناخيّ الطبيعي، حيث شهدت تلك المجتمعات درجاتِ حرارة في الثلاثينيات، فقد حصلت Nahanni Butte على أعلى درجة حرارة، وهي 38.1 درجة مئوية يوم الإثنين.
كما أن مجتمع Dene، الذي يقضي معظم العام دون إمكانية الوصول إليه إلا عبر الطريق الجليدي، قد شارك لفترةٍ قليلةٍ في نفس درجات الحرارة المرتفعة.
وبالنسبة لجزيرة فانكوفر، فقد باتت ساخنةً بدرجةٍ مرتفعةٍ وكافيةٍ لكسر سجلات درجات الحرارة لستة مقاطعات، وتسع ولايات أمريكية.
جزيرة فانكوفر، التي يقال أنها نيوزيلندا الكندية، هي أرضٌ معتدلة، فيها القليل من الثلوج، ويأتي عليها القليل من الموجاتِ الحرارية، حيث يكون طقسها المعتدل اللطيف غير متوافق تماماً مع درجات الحرارة القصوى في البلاد عموماً.
لكن، بالرغم من ذلك، فقد وصلت درجة حرارة مجتمع ساحل المحيط الهادئ في Port Alberni إلى 42.7 درجة مئوية يوم الاثنين.
وتعتبر درجة الحرارة هذه، أعلى من أي درجةٍ مُسجّلةٍ على مرّ التاريخ، في أونتاريو، أو كيبيك، أو الأقاليم الأطلسية.
كما أنها أكثرَ سخونةً من الارتفاعات التاريخية لتسع ولايات أمريكية، بما فيها هاواي (37 درجة مئوية)، وفيرمونت (41 درجة مئوية)، وماساتشوستس (41 درجة مئوية).
هناك مجموعةٌ كاملةٌ من الموسيقى، والأفلام، والأدب، تم تكريسها للحرارة العالية التي يمكن أن تضرب مدينة نيويورك صيفاً، ولكن إلى الآن، لم تتجاوز الحرارة في ولاية نيويورك حاجز 42 درجة مئوية.
أما مدينة Kamloops، فقد تم تصنيفها على أنها أكثر سخونةً من “المدينة الأكثر سخونةً على وجه الأرض”.
فإذا ما توجّه المسلمون في Kamloops باتجاه مكة المكرّمة في صلاتهم، مساء يوم الأحد، فإنهم يأخذون وضع الصلاة تجاه مدينةٍ لديها نفس درجة حرارتهم.
حيث بلغت درجة حرارتها يوم الأحد، 44 درجة، وهو رقم قياسيّ.
* كانت Lytton، في بريتيش كولومبيا، أبرد بسبع درجات فقط من أعلى درجة حرارة مسجّلة على سطح الأرض:
هناكَ إحصائيةٌ أخرى تتعلق بدرجات الحرارة المرتفعة بشكلٍ كبير، والتي ضربت Lytton، وتقول الإحصائية، أن Lyttonقد اقتربت جداً من مطابقة أعلى درجة حرارة للهواء، تم تسجيلها في أي مكان على هذا الكوكب على الإطلاق.
وبينما كان هناك جدلٌ حول صاحب الرقم القياسي “الأكثر سخونةً على الإطلاق”، فقد أعطت موسوعةُ غينيس للأرقام القياسية، نبذةً عن يومٍ واحدٍ من عام 1913، عندما سجلت مزرعةُ مواشي في Death Valley بكاليفورنيا، 56.7 درجة مئوية، وهذا أعلى بسبع درجات من الرقم القياسي الذي سجّلته Lytton.
يوم الأربعاء، بعد أن أُصدر الأمر بالإخلاء العام لـ Lytton، في ظلّ درجات الحرارة القاسية، قال العمدة Jan Polderman: “إن المدينة بأكملها مشتعلة، وقد استغرق الأمر 15 دقيقة فقط، بين أوّل إشارةِ دخانٍ، وبين اندلاع النيران في كل مكان”.