لا يمكن للمرء إلا أن يلاحظ التباين الكبير في ردود الفعل بين كندا وأمريكا مع انتشار متغير أوميكرون/ Omicron, فالأعمال التجارية مفتوحة إلى حد كبير في الولايات الأمريكية، بينما أغلقت أكبر مقاطعات كندا أبوابها.
ويعود الاختلاف بشكل رئيسي إلى نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، الذي يعطي الأولوية للأسواق الحرة، ويوفّر عدداً أكبر من أسرّة المستشفيات للفرد مقارنةً بما يوفره النظام الكندي الذي تدعمه الحكومة.
وأوضح Bob Bell ، وهو الطبيب الذي أدار النظام الصحي في أونتاريو من 2014 إلى 2018 وأشرف على شبكة الصحة الجامعية في تورونتو قبل ذلك: “أنا لا أدافع عن النظام الأمريكي الذي يحركه السوق، لكن أرى أننا قيّدنا سعة المستشفيات بشكل مفرط في كندا”.
والجدير بالذكر أن عواقب ذلك محسوسة في جميع أنحاء الاقتصاد. حيث تم إغلاق المطاعم وقاعات الحفلات الموسيقية والصالات الرياضية في أونتاريو، بينما فرضت كيبيك حظر تجول يبدأ عند ال10 مساءاً، وعلّقت بريتيش كولومبيا حفلات الزفاف ومراسم الجنازات.
كما تشمل حدود سعة المستشفيات وحدات العناية المركزة، حيث يوجد في الولايات المتحدة سرير واحد في وحدة العناية المركزة لكل 4100 شخص ، بناءاً على بيانات من آلاف المستشفيات التي تقدم تقاريرها إلى وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية. بينما يوجد في أونتاريو سرير واحد لوحدة العناية المركزة لكل 6000 مقيم ، بناءاً على أرقام حكومة المقاطعة وأحدث التقديرات السكانية.
الفرق بين البلدين
لكن وبطبيعة الحال ، فإن سعة المستشفى ليست سوى طريقة واحدة لقياس نجاح النظام الصحي. حيث يتمتع الكنديون عموماً بفرص أفضل للحصول على الرعاية الصحية ، ويعيشون أطول من الأمريكيين ونادراً ما يفلسون بسبب الفواتير الطبية.
كما أن معدل الوفيات في كندا بسبب COVID-19 هو ثلث معدل الولايات المتحدة ، وهو انعكاس لاستخدام كندا الأكثر انتشاراً للقيود الصحية ونهجها الجماعي في الرعاية الصحية.
ومع ذلك، فقد كشف الوباء أن مستشفيات كندا أقل قدرة على التعامل مع زيادة عدد المرضى. ويظهر ذلك بشكل خاص في أونتاريو، التي تحوي على سرير واحد للعناية المركزة لكل 800 مقيم، وذلك اعتباراً من أبريل/نيسان 2019(أحدث فترة تتوفر فيها البيانات) وفقاً للمعهد الكندي للمعلومات الصحية. وخلال نفس الفترة ، كان متوسط النسبة في بقية كندا حوالي سرير واحد لكل 570 مقيم.
ونستنتج من ذلك أن نظام الرعاية الصحية في المقاطعة سيكون في وضع غير مستقر كلما وصلت موجة جديدة من COVID-19.
وأشار Bell إلى أن العقبة الأكبر في النظام هو التوظيف الذي تتطلبه الرعاية الحادة، لا سيما في أقسام الطوارئ ووحدات العناية المركزة. حيث تصبح أزمة الموظفين شديدة أثناء موجات COVID عندما يضطر عدد كبير من الطاقم الطبي إلى الخضوع للعزل في المنزل بسبب العدوى أو الاختلاط بالمصابين.
وبخلاف سعة المستشفى، هناك أسباب أخرى للتفاوت في الطريقة التي تستجيب بها الولايات المتحدة وكندا لتفشي المرض الجديد. حيث وضع الكنديون ثقة أكبر في حكومتهم للعمل من أجل الصالح الجماعي الأكبر ، ولن يتسامحوا مع مستوى الوفيات والأمراض الشديدة التي عانت منها أمريكا نتيجة COVID.
لكن قد يكون التركيز على قدرة المستشفى فقط مضللاً. ولفت البعض إلى أن الاختلاف الرئيسي بين استجابة البلدين لتفشي COVID هو اختلاف ثقافي.
حيث تسترشد السياسة في كندا بـ “الروح الجماعية” التي تتسامح مع الإغلاق المطوّل والقيود الصحية العامة الأخرى لمنع المستشفيات من الانهيار.
المصدر: National Post
ذات صلة :