اكتشفت Valerie Buchanan أن لديها كتلة في ثديها الأيسر في بداية جائحة COVID-19 في مارس/آذار 2020.
وفي ذلك الوقت، لم تكن هذه المرأة البالغة من العمر 27 عاماً، والتي تعيش في أوتاوا، تعتقد أن هذه الكتلة هي سرطان الثدي.
حاولت Buchanan عدّة مرات أن ترى ممرضة أو طبيب شخصي لعلاج هذه الكتلة،قبل العودة إلى كيبيك في ذلك الصيف.
وحاولت أيضاً الاتصال بطبيب عائلتها، لكن طبيبها في ذلك الوقت لم يقم بإعداد إعداد البريد الصوتي الخاص به.
تمكنت من التواصل مع 3 أخصائيين في الرعاية الصحية عبر الهاتف: ممرضة طلبت منها الاتصال بطبيب عائلتها، وممرضة أخرى، وطبيب اعتقدوا أنه إما كيس حميد أو ورم غدي ليفي (ورم غير سرطاني في الثدي).
وفي ذروة الإغلاق، اعتبر الأطباء أن حالتها ليست طارئة، ولا تتطلب خضوعها للفحص بشكل شخصي.
” لاداعي للقلق ”
وبيّنت Buchanan: “قالوا لي لا داعي للقلق بشأن السرطان، فأنا صغيرة في العمر. شعرت بوجود خطب ما، لكن لم أشعر أنه يكفي لأن أتجادل مع جميع المهنيين الطبيين الذين طمأنوني بشأن ذلك”.
وجّه المهنيين الطبيين Buchanan لاستخدام الكمادات الساخنة والباردة بالتناوب كل 15 دقيقة على الكتلة(التي كانت بحجم غطاء الزجاجة)، ومعاودة الاتصال في حال لم تختفي.
عادت إلى مونتريال في ذلك الصيف، وتمكنت أخيراً من الخضوع للفحص بشكل شخصي في أغسطس/آب، لأول مرة منذ اكتشافها للورم.
كانت كتلتها بحجم البيضة في ذلك الوقت، وبدأت تشعر بألم في ثديها.
ومع ذلك، أصرّ الطبيب على كونه إما كيس حميد أو ورم غدي ليفي ونصحها بعمل الكمادات الساخنة والباردة بالتناوب والعودة إذا لم يتحسن.
أخبرت Buchanan الطبيب بأنها تلقت هذه التعليمات من قبل اثنين من المهنيين الطبيين الآخرين، إلا أن الطبيب طلب منها الاستمرار في القيام بذلك وأكد لها أنها أصغر من أن تصاب بسرطان الثدي.
واظبت Buchanan على الاتصال بالعيادات العامة، وعيادات الثدي الخاصة، ومراكز التصوير، و 811 و Clic Santé طوال العام، حتى تتمكن من الوصول إلى تصوير الثدي بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية.
لكن لم تكن قادرة على الوصول إلى عيادة الثدي، إما لأنها كانت بحاجة إلى إحالة، أو لأن العيادات لا تقبل مرضى جدد، أو لأنهم لم يردوا على مكالمتها أبداً، أو كان لابد أن يكون عمرها أكثر من 40 سنة .
” حالة غير طارئة ”
وفي فبراير/ شباط ، أُصيبت Buchanan بأعراض أخرى مقلقة، فحجم كتلتها الآن أصبح بحجم ثمرة الأفوكادو. لذا قررت العودة إلى نفس العيادة التي ذهبت إليها في أغسطس/آب.
وحصلت على إحالة لإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لأول مرة. لكن نظراً لأن الإحالة أشارت إلى أن كتلتها كانت كيساً، لم يتم اعتبارها حالة طارئة وكانت فترة الانتظار 3 أشهر على الأقل.
خلال عطلة عيد الفصح في أبريل/نيسان، أُصيبت ذراعها اليسرى بالخدر من الكتف إلى المرفق، بالإضافة إلى يدها. كانت تعلم أن هذه الأعراض لا تتحمل مزيداً من الانتظار.
وقررت الاتصال من جديد بكل عيادة خاصة بالثدي وعيادة عامة ومركز تصوير في مونتريال وأوتاوا في محاولة لرؤيتها.
لكن لم يحالفها الحظ في ذلك اليوم، واستمرت في اليوم التالي لتجد أخيراً عيادة واحدة ستستقبلها. دفعت ما يزيد قليلاً عن 2000 دولار، يشمل ذلك صور الأمواج فوق الصوتية وتصوير الثدي بالأشعة السينية والخزعة.
المرحلة الثالثة من السرطان
أشارت نتائج كل تلك الاختبارات إلى أنها لم تكن مصابة بسرطان الثدي فحسب، بل كانت مصابة بنوع نادر منه(سرطان الثدي الثلاثي السلبي)، وكان في المرحلة 3C في ذلك الوقت.
ومع وجود السرطان الآن في ثديها الأيسر، والعقد اللمفاوية تحت ذراعها اليسرى وفي جدار صدرها، كانت خطة علاجها قاسية: 16 أسبوع من العلاج الكيميائي، واستئصال الثدي المزدوج، يليه العلاج الإشعاعي لمدة 5 أسابيع.
وتعاني Buchanan أيضاً من ورمين آخرين: أحدهما في الغدد الليمفاوية تحت ذراعها الأيسر، والآخر في صدرها الأيسر.
ولو تم اكتشاف سرطانها في وقت مبكر، لتمكنت من الخضوع لعملية استئصال الكتلة الورمية والإشعاع بدلاً من ذلك.
وقالت:”كان يجب أن أكون قادرة على الحصول على إحالة دون أي مشكلة. لقد كانوا سريعين جداً في إهمالي بسبب عمري. لطالما شكل هذا مشكلة من قبل، لكن الوباء زاد الأمر سوءاً”.
الشفاء
لكن ولحسن الحظ، وبعد مضي شهرين على بدئها العلاج، تلقت Buchanan بعض الأخبار الجيدة.
لقد اختفى الورم الموجود في العقد الليمفاوية تحت ذراعها اليسرى الآن بعد ثلاث جولات من العلاج الكيميائي،أي أنها تستجيب بشكل جيد للعلاج.
كما تقلص الورم الرئيسي في ثديها الأيسر بشكل ملحوظ، بنسبة 20٪.
وأظهر الفحص أيضاً عدم وجود مرض نقيلي. وستخضع مرة أخرى لفحص PET و CT في أغسطس/آب لمعرفة مدى استجابتها للنوع الأول من العلاج الكيميائي قبل الانتقال إلى علاج أكثر قوة.
وختمت Buchanan قائلة: “لقد تصالحت مع حالتي. أنا أركز على شفاء جسدي وأغتنم ذلك كفرصة لإجراء تغييرات في حياتي”.
المصدر : montrealgazette