على الرغم من حصول حزب CAQ على 90 مقعداً في الهيئة التشريعية المكونة من 125 مقعد بعد انتخابات يوم الاثنين، وسقوط مناطق كيبيك في يد حزب لوغو، إلا أن ناخبي مونتريال مازالو متمسكين إلى حد كبير بمعارضة حزب CAQ وانتخبو الحزب الليبرالي وحزب Quebec solidaire.
فكما حدث قبل أربع سنوات، فاز فريق لوغو بمدينتين فقط في جزيرة مونتريال، واختار دائرة انتخابية جديدة على الطرف الشرقي للجزيرة، وخسر آخرى أمام Paul St-Pierre Plamondon زعيم حزب Quebecois.
جدير بالذكر أن عمدة مونتريال “فاليري بلانت” رفضت الإيحاء بأن المدينة أصبحت معزولة سياسياً، أو أنها تنوي معارضة رئيس الوزراء، كما أصرت على أنها تعمل بشكل جيد مع لوغو، مشيرةً إلى أنه في السنوات الأربع الماضية، دخلت إدارتها في شراكة مع حكومة لوغو لتقديم ملفات مهمة، بما في ذلك مشروع نقل عام كبير في الطرف الشرقي من المدينة.
كما أشارت إلى أن جميع الأحزاب الأربعة التي فازت بمقاعد في المجلس التشريعي ممثلة في الجزيرة، كما أن العديد من أعضاء الهيئة التشريعية المنتخبين حديثاً عملوا جنباً إلى جنب مع المدينة في أدوارهم المهنية السابقة.
لكن مع ذلك وعلى الرغم من تفاؤل “بلانت” يمكن القول أن الخريطة تكشف الفجوة السياسية بين مونتريال وبقية المقاطعة.
في هذا السياق يقول أحد الخبراء أن هذه الفجوة يمكن تفسيرها من خلال الخصائص الديمغرافية، حيث تقول Danielle Pilette، الأستاذة في جامعة كيبيك، إن سكان مونتريال أصغر سناً وأكثر تعليماً وأكثر تنوعاً عرقياً ولغوياً من سكان كيبيك في بقية المقاطعة.
مما يعني أن سكان مونتريال أقل احتمالاً من غيرهم من سكان كيبيك لدعم التشريع الذي جلبه لوغو والذي يعزز قوانين اللغة الفرنسية ويحظر على بعض موظفي الخدمة المدنية ارتداء الرموز الدينية أثناء العمل.
بدوره أثار Jean Boulet مرشح حزب CAQ في كيبيك ووزير الهجرة الحالي انتقادات شديدة لقوله إن 80٪ من مهاجري المقاطعة يذهبون إلى مونتريال ولا يعملون ولا يتحدثون الفرنسية.
من جانبه ندد لوغو بالتعليقات قائلاً أن Boulet غير مؤهل للبقاء في الحكومة الجديدة، لكن رئيس الوزراء اضطر إلى الاعتذار عن تصريحاته الخاصة التي ربط فيها بين الهجرة والعنف والتطرف.
ترى Pilette أنه مع ضعف المعارضة في المجلس التشريعي الإقليمي، فإن الأمر قد يكون متروكاً لرؤساء البلديات لتوفير الثقل الموازن الحقيقي للوغو من خلال تسليط الضوء على قضايا مثل الفقر ونقص الإسكان الميسور التكلفة.
وأضافت أنها تسمح لهم بالقيام بعمل المعارضة والطعن في البرامج الحكومية التي لا تتكيف مع واقع المدن متعددة الثقافات أو السكان الأقل ثراءً.
يمكن القول أنه في الوقت الذي يبدو فيه الحزب الحاكم متحفظ نسبياً، فإن المدن في جميع أنحاء كيبيك ليست كذلك، فقد شهدت الانتخابات البلدية في العام الماضي انتخاب العديد من المدن في جميع أنحاء المقاطعة مجموعة من رؤساء البلديات الأصغر سناً الذين وضعوا تغير المناخ في جدول أعمالهم.
هذا وقد أعرب Bruno Marchand عمدة العاصمة الإقليمية عن شكوكه بشأن طموحات الأحزاب الرئيسية في بناء الطرق السريعة.
لكن على الرغم من أن “بلانت” وغيرها يتحدثون بشأن قضايا مثل الإسكان الاجتماعي والسيطرة على الأسلحة، تقول Pilette أن رؤساء البلديات مقيدون بما يمكنهم فعله لأنهم يعتمدون على المقاطعة لتمويل معظم المشاريع الكبرى بما في ذلك النقل العام.
رفضت بلانت أي اقتراح بأن رؤساء البلديات هم من يشكلون المعارضة الحقيقية للوغو، لكن مع ذلك فإن رؤساء البلديات قادرين على التأثير على المناخ السياسي من خلال دعواتهم للتمويل، وكذلك من خلال قراراتهم بشأن توزيع التمويل الإقليمي للبرامج.
من الجدير بالذكر أخيراً أنه على الرغم من رغبة “بلانت” في التعاون، إلا إن التوترات ستزداد بين المقاطعة وأكبر مدنها إذا اختار لوغو السياسات والوزراء الذين يفضلون مناطق الضواحي المحيطة بمونتريال بدلاً من الجزيرة.